يبقى يوم الإثنين الموافق 18 كانون الأول 2017، يوماً مهماً في ملف الحظر الدولي على الملاعب العراقية، إذ أطلق رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، رئيس الاتحاد العربي للعبة، نداءً إنسانياً دعا فيه العرب جميعاً وأولهم رئيس الاتحاد السعودي عادل بن محمد عزّت، لمعاضدة مساعي العراق والتوجّه للعب في أرضه لما يمثله النداء من دعم رسمي وشعبي يُخرج الكرة العراقية من شرنقة دولية شائكة حَرمتْ الجمهور العراقي وحتى العربي من متابعة المباريات على ملاعب العاصمة بغداد وكربلاء والبصرة وأربيل منذ أكثر من ثلاثة عقود.
في خضم هذا الأهتمام والتعاطي الرسمي مع ملف الحظر، كانت هناك مبادرات وبروتوكولات وتفاهمات بين الاتحاد العراقي ونظرائه العرب ومنهم الاتحاد القطري سبقت نداء آل الشيخ، لكنها لم تُترجم الى زيارة أو نشاط، لكن التواصل ظلّ متفاعلاً ولم ينقطع، حتى توفّر الوقت الملائم لزيارة أول بعثة قطرية رفيعة رأسها حمد بن خليفة رئيس اتحاد الكرة، مع شخصيات متنوّعة التخصص الرياضي صبيحة يوم الخميس الماضي، لتمثّل حدثاً مهمّاً على مستوى التنفيذ العربي لخطط دعم العراق في قلب عاصمته وليس بالضرورة تصنّف الزيارة (تسابق وشطارة) كالتي ألمح آل الشيخ في تغريدته بتويتر فجر أول أمس الجمعة مخاطباً حمد (أجل بتساعد العراق؟! صار العراق مهم الآن سبحان الله.. ترا نفكر نلعب مع الصومال كان بتسبقونا)!!
الشيء بالشيء يذكر، أن الملاعب القطرية ومنذ سنين طويلة فتحت أبوابها للمنتخبات والأندية العراقية حتى أصبحت بعض أنديتها مثل العربي والوكرة خياري الزوراء والقوة الجوية بالتخصّص لأداء التزامهما في كأس الاتحاد الآسيوي، وكذلك الاهتمام الكبير الذي يلقاه منتخب الأسود من مسؤولي الرياضة في قطر خلال خوضه التصفيات الرسمية لبطولات الاتحادين الدولي والقاري بالدوحة، من دون أن ننسى مواقف سعودية وإماراتية ذلّلتْ الكثير من المصاعب في طريق كرتنا باستثناء أزمة محكمة الكأس الدولية التي تدخّلتْ فيها مصلحة (السياسة والكرة) السعودية لكسب حق الأرض بحنكة القضاء كون منتخبها طرفاً في المجموعة الثانية، وبفضل دعم الجماهير كسبوا اللقاء معنا بهدف يحيى الشهري، وتخيّلوا لو فرّط الأخضر بنقطة واحدة كانت استراليا قد طارت بالبطاقة الثانية بدلاً منه، حيث تعادل المنتخبان في نهاية التصفيات بـ(19) نقطة، وحُسم الأمر للأشقاء بفارق الأهداف (7-5)!
نعم نحتاج العرب لفكّ قيود الحظر الظالم بكل آلامه وترسباته من الحقب الماضية، لكن ليس على حساب سيادة الموقف العراقي المضياف والكريم والمسالم والمنتخي لأزمات العرب أنفسهم في أسوأ لياليهم أيام العوز والحروب والتمرّد والظروف الاقتصادية المدمّرة، لكنه أبداً لم ولن ينتهز تلك الفرص لتصفية حساباته على أرض الغير، أو يستفيد من إغاثة الآخر طمعاً ببسط نفوذه وتأثيره وتدخّله في حرية الآخرين، فمن يأتي أولاً أو أخيراً لنصرة قضية العراق هم على خط واحد من التقييم العالي والتقدير الغالي رسمياً وشعبياً، وسنحفظ للجميع تحرّكهم بكسر القيد الدولي قبل أن يُعلن الفيفا قراره في لقاء مجلسه بكولومبيا 16 و17 آذار المقبل، والذي نتمناه بشارة خير لمنتخباتنا وأنديتنا وهي تنتزع حقوقها وتتساوى مع منافسيها في استثمار الأرض لمصلحتها بنظام الذهاب والإياب بدلاً من عذابات الملاعب البديلة.
شكراً للسعودية.. شكراً لقطر.. استشعارهما نبضات القلق العراقي ترقّباً لأهم قرار رياضي في تاريخه، ونتوق بالفعل لأن يعود الوئام والود والمحبة بينهما أقوى مما مضى وسيردّ ملعب الشعب الدولي جميلهما في يوم قريب يحتفي باحتضان منتخبيهما وتطلق مدرجاته الحمامات البيضاء ترحيباً بتشريفهما اللعب على أرضنا ودياً أو رسمياً إكراماً لهتافات العراقيين (حيو السعودي حيوه.. حيو العنابي حيوه).
الحظر لا يصفّي الحساب!
[post-views]
نشر في: 17 فبراير, 2018: 02:53 م