تجارة الكويت: مؤتمر «إعمار العراق» بداية لمرحلة الأمن والتنمية في المنطقة
أعلن وزير النفط العراقي ، جبار اللعيبي ، خلال تصريحات له أمس من الكويت من أن العراق يسعى الى تحقيق زيادة كبيرة بطاقة الانتاج لتصل الى 7 ملايين برميل باليوم بحلول العام 2022.
يمتلك العراق الآن طاقة انتاجية بحدود خمسة ملايين برميل باليوم ولكنه يضخ 4.7 مليون برميل فقط وفقا لاتفاقية الاوبك بتقليص الانتاج.
وقال اللعيبي خلال عرضه لمشاريع نفط وغاز متوفرة للمستثمرين الأجانب من القطاع الخاص " هدفنا هو للوصول الى سبعة ملايين برميل باليوم بحلول العام 2022 ."
وأشار اللعيبي الى أن العراق يجلس على بحيرة احتياطي نفطي مثبت بقدر 145 مليار برميل ولكنه واثق من أن هذا الرقم سيقفز الى 250 مليار برميل تقريبا مع وجود استثمارات كافية.
وقال إن العراق يخطط لتعزيز قدرة انتاج الغاز الطبيعي لتصل الى سبعة مليارات قدم مكعب باليوم بحلول العام 2021 زيادة عن الانتاج الحالي البالغ 2.7 مليار قدم مكعب .
ودعى وزير النفط المستثمرين الأجانب لانتهاز فرص الاستثمارات الضخمة في قطاع النفط والغاز ، حيث تتطلب خطة إعادة إعمار العراق انفاق المليارات من الدولارت.
وجاءت تصريحات اللعيبي خلال اليوم الثاني من مؤتمر إعادة إعمار العراق المنعقد في الكويت ، حيث تأمل بغداد جمع تعهدات مالية بقدر 88.2 مليار دولار .
وقال وزير النفط إن هجمات تنظيم داعش في العراق أدت الى تقليص طاقة انتاج المصافي في البلد من 930 ألف برميل باليوم الى 450 ألف برميل فقط . مشيرا الى أن جهود إعادة الاعمار نجحت باسترجاع طاقة الانتاج الى 70 ألف برميل باليوم .وكشف اللعيبي عن خطط لبناء سبعة مصافي جديدة بحلول العام 2021 وبطاقة انتاجية تصل الى 700,000 ألف برميل باليوم . وكذلك خطط لبناء خطوط انابيب ومنشات تصدير جديدة في جنوبي البلاد .
وانطلقت أمس الثلاثاء أعمال مؤتمر (استثمر في العراق) والذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الكويت وذلك ضمن فعاليات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق.
أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم إمس أن مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق هو بداية لمرحلة الأمن والتنمية في المنطقة.
وأضاف الغانم خلال الجلسة الافتتاحية لبرنامج مؤتمر «استثمر في العراق» ضمن فعاليات مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق الذي انطلق في دولة الكويت يوم أمس ويستمر حتى يوم غد إن الكويت لا تعدّ هذا المؤتمر مجرد تجربة جديدة تكرس دورها الإقليمي والعربي والدولي وصدق مساعيها التنموية والإنسانية، إنما تجربة رائدة ومهمة في إعادة العلاقات العربية- العربية من منظور المستقبل والمصالحة والتقدم ومقتضياته.
ورأى الغانم إن المؤتمر تظاهرة استثمارية إذ يضم ما يناهز 1500 شركة من 50 دولة للإطلاع على أهمية مشروعات ودلالات إعمار دولة بحجم ومكانة وإمكانيات ومعاناة العراق.
وأوضح أن الشركات أقبلت بتفاؤل وحماس للمشاركة في هذه الفرصة الاقتصادية والسياسية والإنسانية في آن معاً، مستذكراً ما تميزت به التجارب السابقة لدولة الكويت من جدية وكفاءة ونجاح في هذا الميدان.
وقال إن الجهات الوطنية والإقليمية والدولية كافة المتعاونة في تنظيم هذا المؤتمر تعلم إن اليوم الثاني منه يمثل نبضه الاقتصادي الحقيقي لاسيما وأنه متعلق بمشاركة القطاع الخاص الدولي في ملكية وتمويل المشاريع التنموية التي يطرحها العراق.وشدد على أن مشاركة القطاع الخاص يجب أن تكون الأكبر حجما والأبعد أثراً والأعمق دلالة، لافتاً الى أن برنامج اليوم حافل بتوضيح طبيعة الضمانات غير المسبوقة التي تحظى بها هذه المشاريع فضلاً عن صيغ الدعم الذي يتلقاه المستثمرون فيها.
وبين أن البرنامج أيضا غني بالشخصيات المشاركة فإلى جانب أصحاب الخبرة والاختصاص من القيادات الإدارية والفنية في العراق والمؤسسات التنموية الدولية سيعتلي منبر المؤتمر دولة رئيس وزراء العراق ووزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ووزير التخطيط العراقي ورئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار في البرلمان العراقي.
وأكد أن دولة الكويت لا تنظر الى المؤتمر باعتباره تعبئة تنموية عالمية فحسب بل ترى فيه إعلانا عراقياً وإقليمياً بانتهاء مرحلة عدم الاستقرار وبداية لمرحلة الأمن والتنمية في المنطقة كلها، مشيراً الى تزامن المؤتمر مع الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" .
وأعرب عن أمله بأن تستضيف الكويت أو ربما يستضيف العراق قريباً مؤتمر إعادة إعمار سوريا ومؤتمر إعمار اليمن.
وافاد إنه بالنسبة للكويت وأهلها لا ينتهي المؤتمر بانتهاء أيامه الثلاث بل هو يبدأ بعدها وانطلاقاً منها، مشيراً الى أن الكويت مؤهلة بأن تكون البوابة الرئيسية لإعادة إعمار العراق نظراً للجوار الجغرافي للكويت وتكاملها الاجتماعي والاقتصادي وتوظيفاً لبنيتها الأساسية وكفاءة البنية المؤسساتية والديمقراطية والقضاء والجهاز المصرفي.
من جهته، دعا وزير التخطيط الدكتور سلمان الجميلي في كلمته المستثمرين الى الدخول في السوق العراقي والاطلاع على الفرص الاستثمارية التي تقدمها الحكومة العراقية التي قدمت ضمانات للمستثمرين.
وقال إن الحكومة العراقية سنت القوانين التي تمنح ضمانات للاستثمار وتسهيل إجراءاتهم، مؤكدا أن المساهمة في عملية إعادة الإعمار عن طريق الدخول في الاستثمارات العراقية تمثل رسالة محبة وسلام واستقرار خاصة وان استقرار العراق يمثل استقراراً للمنطقة كلها.
ويبحث المؤتمر خلال جلساته المختلفة في موضوعات عدة منها بيئة الاستثمار في العراق وبرنامج الاصلاح وسبل إعادة الإعمار الى جانب استعراض فرص القطاع الخاص من خلال عرض تجارب استثمارية ناجحة والفرص الرئيسية الاستثمارية في العراق ودور مؤسسة التمويل الدولية بهذا الشأن.
وينظر المؤتمر كذلك في قطاعات الاستثمار الرئيسية في العراق في مجالات النفط والغاز والنقل والصناعات والعقارات والمناطق الاقتصادية والطاقة والزراعة والصحة وغيرها.