يفتعل بعض الفنانين والفنانات شجارات وهمية مع زملائهم أو فضائح أخلاقية، ويلجأ بعضهم الى ادعاء المرض أو الاعتزال أو نشر شائعة وفاتهم لغرض البقاء في ذاكرة الجمهور والحصول على شهرة وانتشار أسرع .. ومن المعروف لدينا جميعاً، أن اتباع مثل هذه الوسائل لم يكن شائعاً في الماضي، ولايلجأ إليها أيّ فنان حقيقي في أيّ زمن، لكنها تأتي أكُلها كما يبدو في هذا الزمن الذي اختلفت فيه المعايير، وصار من (يخالف فيه يعرف) أكثر من غيره..
من هذا المنطلق، بدأ المرشحون إلى الانتخابات حملاتهم الانتخابية التي ينتمي بعضها الى خانة (الغرائب والعجائب) فخرجت علينا مرشحة تستشيرنا في أمر قبولها الترشيح أو عدمه، وتبلغنا أنها توجهت الى العتبات المقدّسة وقررت اللجوء الى (الاستخارة ) لتقرر خوض الانتخابات وتطلب منا مساعدتها في ذلك، لأنها تسعى الى خدمة الوطن والشعب وتحمل في جعبتها أفكاراً ونوايا يمكن أن تسهم في تغيير خارطة السياسة العراقية (العرجاء) حالياً.. كما أثارت دهشتنا مرشحةٌ أخرى من خلال العرض الذي قدمته لنا وهي ترتدي ملابس عسكرية وتلقي علينا خطبة تزرع فينا الأمل بتغيير حقيقي في مستقبل العراق من جميع النواحي، فقد أعلنت عن نيتها الترشح للرئاسة لتنقذ العراق من محنته وتفتح آفاقاً جديدة لتعامله مع الدول الخارجية وغير ذلك من الوعود التي تتناقض تماماً مع مظهرها وهي تؤدي التحية العسكرية بشكل خاطئ على أنغام النشيد الوطني السابق المرتبط بالنظام السابق..
ولا أخفيكم أنني وحتى هذه اللحظة، أظن أن ما رأيته كان مزاحاً أو مقاطع ساخرة، فليس من المعقول أن يدير حياتنا السياسية في المستقبل، أشخاصٌ يهزأون بنا بطريقة طرحهم الساذج وينتظرون منا أن نصدق سذاجتهم ونؤمن بطروحاتهم.. الأمر لايقتصر طبعاً على المرشّحات النساء، فللرجال أساليبهم المبتكرة أيضاً في الترويج لأنفسهم، وستزخر الفترة المقبلة بالكثير من (المواقف المضحكة) لأنهم سيجربوا كل الوسائل التي تجلب لهم الشهرة والقبول حتى لو كانت خارجة عن حدود المعقول، كأن يلجأ بعضهم الى استغلال طلبة المدارس والجامعات أو الضحك على ذقون الفقراء أو الترويج لزوجاتهم المرشّحات.. سينضوي بعضهم ضمن ثوبه الإسلامي ويدعو الى دولة مدنية، وسيتذكر البعض الآخر أصوله العشائرية فيواظب على زيارة أقاربه وإهدائهم وعوداً، على أمل تحقيقها فيما لو فاز في الانتخابات، وسيلجأ آخرون الى أساليب أكثر استخفافاً بالناخب العراقي كطبع صورهم على بعض المنتجات أو إقامة الولائم وتوزيع الهدايا الرخيصة على الأحياء الفقيرة.. وستصبح مخالفة المألوف وسيلة أجدى لتحقيق الشهرة، فهي القاعدة حالياً، بينما الشواذ هي السعي الحقيقي لخدمة البلد ومحاولة كشف ملفات الفساد فيه وتغيير مايمكن تغييره لإنقاذه من محنته...
مواقف مُضحكة
[post-views]
نشر في: 12 فبراير, 2018: 09:01 م