TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > السعوديون يستعدون للترحيب بالتغيّرات الاجتماعية في بلدهم.. ولكنْ يتخوفون بأن يكون لذلك ثمن

السعوديون يستعدون للترحيب بالتغيّرات الاجتماعية في بلدهم.. ولكنْ يتخوفون بأن يكون لذلك ثمن

نشر في: 11 فبراير, 2018: 12:01 ص

في أحد مقاهي الطابق العلوي في مدينة جدة، جلسن هناك أربع شابات سعوديات يدخنّ أركيلة بنكهة التفاح ويشربن الشاي في وقت يقمن بالنظر بحماس عبر مواقع معارض بيع السيارات في السعودية.

قالت إحداهن وهي تعيد الهاتف لصديقتها"إنها سيارة ذات محرك بستة صمامات، لا تشغلي بالك بها، ابحثي عن غيرها في النت."
في الطاولة المقابلة رجلان يبدو عليهما الثراء، أدار أحدهها النظر على الآخر بدهشة وهما يسمعان هذا الحوار.

فيما بعد، تحدث رجل أعمال محلي بارز، للاندبندنت، دون أن يكشف عن اسمه قائلاً"بالطبع أنه لشيء جميل أن تحصل المرأة على هذه الحريات، ولكن لا تتوقع أن يكون هذا الأمر سهلاً أبداً في المملكة."
وأضاف بقوله"هؤلاء النسوة سيتمكنَّ من سياقة سيارة مقابل ثمن. عوائلهن وآباؤهن واشقاؤهن سيتحملون ذلك ويكونون أفقر."
مراقبون يقولون، بأن معدل صرف العملة الحالي في السعودية مستقر ولكنه هشّ.وبفضل مرسوم ملكي سيسمح للنساء بدءاً من حزيران سياقة سيارة في مملكة إسلامية مُحافظة وللمرة الأولى منذ عام 1990.
هذه الحركة الرمزية جداً ستحدث نقلة في حياة النساء في بلد لايزال يتوجب على المرأة طلب موافقة رجل وصي لتلبية احتياجاتها ورغباتها الأساسية كحاجتها للسفر أو الدراسة أو فتح حساب مصرفي.
وقالت، فائزة 19 عاماً، عاملة مساعدة في محل ألبسة نسائية رفضت اعطاء اسمها الكامل"رأيت كيف أن حياتي وفرصي تختلف عما عايشته والدتي. إنها مرحلة جيدة لأن أكون امرأة في العربية السعودية."من المحتم أن السماح للنساء بالسياقة، سيسمح لهن أيضاً المشاركة بحرية اكثر في القوة العاملة.
أحد أسباب ادخال الإصلاحات الاجتماعية التي طال انتظارها كثيراً هو لتلطيف حالة صعبة تمر بها المملكة، حيث أن البيت الملكي تعرض لأزمة سيئة ناجمة عن هبوط الأسعار العالمية للنفط منذ عام 2015.الرؤية لعام 2030، هو المخطط الجديد لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان بن عبد العزيز السعود، لانفتاح العربية السعودية على العالم الجديد، وبأموالها أيضاً. ولغاية هذا الوقت، تعتبر هذه الاصلاحات جزءاً من اصلاحات أوسع، وحتى توعد بإرجاع البلاد لصيغة معتدلة اكثر من الإسلام.
محمد الرشودي، خريج جامعة حديث، من الرياض يقول"كانت دائماً هناك وعود بالتغيير في المملكة، ولكن لم يحصل شيء جوهري حتى الآن."
ومضى الرشودي بقوله"بشكل عام، هناك تغييرات طال انتظارها جيدة مثل السماح للنساء بسياقة السيارة. ولكنني اعتقد بأن هذه الحريات هي ليست من اهتمامنا الرئيس في الوقت الحاضر. الكثير من السعوديين قلقون الآن بخصوص الاقتصاد."
ارتفع معدل البطالة في البلاد العام الماضي الى نسبة عالية بحدود 12.8%. واصدرت المملكة في الأول من كانون الثاني، النسخة الأولى من قانون ضريبة القيمة المضافة VAT التي أدخلته لأول مرة في تعاملاتها (بنسبة 5%) وبدأت أيضاً بتقنين دعم اسعار الوقود.
ولهذا، بينما ستتمكن النساء خلال اشهر قليلة من الجلوس خلف مقود السيارة، سيكون ملء خزان السيارة بالوقود مكلفاً كثيراً، ومن جانب آخر ليست هناك فرص عمل كافية للجميع.
يوسف الحلو 25 عاماً، مواطن مصري عاش أغلب حياته في جدة، يقول"لقد دخل السعوديون تواً الى العالم الحقيقي، ما كانوا يعيشونه في السابق هو خيال."
بالنسبة لعوام الناس من السعوديين، بدأت هذه التغييرات أصلاً تثير نقاشات فيما بينهم، فيما اذا كانت نحو الأحسن أو نحو الأسوأ.
في مدينة جدة المطلّة على البحر الأحمر، لم تفرض الشرطة الدينية فيها أبداً الأحكام التي تحدد الطابع الديني المتعفف للإسلام، كما تفرضه بشدة الشرطة الدينية في عاصمة المملكة الرياض.
مجاميع نسائية يتجولن في مناطق عامة بدون مرافقين من الرجال، وغالباً مايعملن في اجواء تجمع بين الجنسين ويرتدين عباءات رقراقة متلالئة بألوان بنية وزرقاء وسوداء. وهناك قسم من النساء لم يرتدن حجاباً أصلاً، وأزواج يمسكون بأيدي بعضهم في الشارع بين العامة.
من المتوقع أن يصوغ ولي العهد محمد بن سلمان، 32 عاماً، برنامجه للعربية السعودية على مدى عقود مقبلة، وقد اوضح بأنه جاد بخصوص الإصلاح الداخلي. وفي لائمة وجهها مؤخراً للمؤسسة الدينية المتزمتة، أشار الى أن"70 % من نفوس السعوديين هم تحت سن الثلاثين. لانريد من الـ 30% الآخرين أن يقفوا بوجههم."
ناشطة سعودية، كانت قد اعتقلت في عدة مناسبات، قالت في مقابلة مع الاندبندنت عبر تطبيق، تليغرام، لكونها ممنوعة من الاتصال بأيّ صحافي أجنبي"كل شيء في هذه البلاد لايزال يرجع قراره للأعلى وليس للشعب دور فيه، لايزال نفس الناس هم المسؤولون. ولكن هناك شيء ما. ودائماً يكون هذا الشيء افضل من لا شيء."

عن صحيفة"الاندبندنت"
بقلم: بيثان مكيرنان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram