لأول مرة ربما لم تفاجئ ترشيحات الاوسكار جمهور السينما، ولا نقادها فيما خص الافلام المرشحة لنيل الجائزة أو تُكَلل مجهوداتها بالتمثال الذهبي المميز فوق خشبة مسرح "دولبي" في بداية آذار المُقبل.
واذا كانت مواسم هذه الجائزة تتميز بظاهرة معينة تشغل الشارع السياسي أو الاجتماعي.. فضلاً عن ما قالته كيت ونسليت المرشحة للاوسكار 5 مرّات على سبيل الدعابة : (ثلاثة لهم الحظ الأكبر في الفوز بالاوسكار : المعوّقون، اليهود، المثليين الجنسيين.)..
والظاهرة التي اشغلت الوسط الفني بشكل خاص هذا العام هي قضية التحرش الجنسي حيث تضامنت أصوات النساء في صرخة واحدة ضد الاعتداءات التي تواجهن، راويات التفاصيل المُروّعة لامتهان أجسادهن تحت شعار "وأنا أيضا" على "السوشال ميديا" لتكون الحملة من أكثر حركات النسوية انتشاراً وتأثيراً على الإطلاق. وقد تبنت جوائز الأفلام والوسط السينمائي شرارة هذه الثورة النسائية الاحتفالات السينمائية التي طبعت الحدث بملابس باللون الأسود كما حدث في حملة "نفد الوقت" فوق سجادة "الجولدن الجلوب"، أو اختيار مقدمي من النساء في مهرجانات أخرى وهو ما ظهر واضحا في ترشيحات الأوسكار الأخيرة.
فترشيحات هذا الموسم رغم انها لم تكن مفاجئة كما أسلفنا إلا أنها خالفت وإن بشكل قليل نتائج مسابقات عرفت بان نتائجها عادة ما تكون المؤشر على ترشيحات الاوسكار أو النتائج النهائية لها.
وبقراءة سريعة لقائمة الترشيحات نجد الأفلام التي اجمعت عليها كل الاراء حجزت لها موقعاً في الترشيحات وبفارق بسيط، عكس ما لاحظناه في المواسم السابقة التي كان هناك فيلماً واحداً يتأثر بكل التوقعات كما حدث في العام السابق عندما هيمن على السباق فيلم "لالالاند" في العام الماضي. أما هذا الموسم فجميع الافلام بخط شروع واحد، دلالة على تقارب المستويات من حيث الأهمية، وان اختلفت بافكارها واساليب مخرجيها.. ففيلم "شكل الماء" الذي ترشح لعدد كبير من الجوائز وصلت الى ثلاث عشرة جائزة، بينما نال فيلم "دنكيرك" ثمانية ترشيحات ، يليه بعدها فيلم "ثلاثة لافتات خارج إيبنغ ميسوري" الذي نال سبعة ترشيحات. وهو فارق يشي بمنافسة قوية لهذه الافلام.
وفي جائزة أفضل فيلم ضمت القائمة لأول مرة جميع الافلام المهمة هذا الموسم أو التي عليها الرهان بالفوز بالجائزة وهي تسعة افلام:
(نادني باسمك)، و (أحلك ساعة)، و (دنكيرك) ، (اخرج من هنا)، و( ليدي بيرد) ، و (خيط الأطياف)، و(البوست )، و(شكل الماء)، و (ثلاث لافتات خارج إيننغ ميسوري). وبين هذه الافلام تدور المنافسات في اقسام الجائزة ، الممثل والممثل المساند.
واللافت في هذه الجائزة هو دخول اثنين من اهم ممثلي السينما بل أهمهم على الاطلاق مما يشكل سوء طالع لباقي الممثلين المتنافسين على جائزة أفضل ممثل.. وهما دانيل دي لويس المرشح خمس مرات للاوسكار والفائز بثلاث منها الذي سيدخل المنافسة عن فيلمه (خيط الأطياف) والذي أعلن أنه سيكون فيلمه الأخير بعد أن أعلن الاعتزال ، وميريل ستريب المرشحة ل 21 مرة، وفازت بها ثلاث مرات، وستدخل عن فيلم (ذا بوست).
وشكل حصول فيلم الرعب “Get Out” على 4 اربعة ترشيحات منها جائزة أفضل فيلم، بمثابة إنجاز لمثل هذه النوعية من الأفلام. وهي الافلام التي لم تستطع طوال سنوات طويلة الظفر بأي ترشيح للاوسكار.
أما في فئة افضل فيلم اجنبي فقد تمكن الفيلم اللبناني (قضية رقم 23) ، المعروف دولياً باسم “إهانة” للمخرج “زياد دويري”، من الوصول إلى القائمة النهائية للترشيحات، لأول مرة في تاريخ لبنان. ومثله استطاع الفيلم الوثائقي (آخر الرجال في حلب) للمخرج “فراس فياض” الترشح في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل.
قراءة في جوائز الأوسكار
[post-views]
نشر في: 7 فبراير, 2018: 03:38 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...