عامر القيسيرسالة واضحة وجهتها المملكة العربية السعودية الى كل المهتمين بالشأن العراقي من الاشقاء العرب وغيرهم ، حين وجهت دعوة رسمية لرئيس الجمهورية جلال طالباني وقلده الملك عبد الله قلادة الملك عبد العزيز وهي ارفع وسام من الممكن ان تقدمه السعودية لضيف خاص مثل طالباني .
ثم جاءت زيارة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بدعوة من الملك عبد الله نفسه وقلده ايضا وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الاولى ، لتؤكد مصداقية الرسالة، ومن انها ليست من نوع الرسائل التكتيكية التي يقصد من ورائها الحصول على بعض المكاسب. المملكة السعودية قالت بكل وضوح واحترام، للمحيط العربي ،الذي مازال يشكك بقيادات عراقية كردية من طراز طالباني وبارزاني،ان دور الاكراد في رسم مستقبل ملامح المرحلة القادمة في العراق هو دور ستراتيجي، وهو دور عراقي اصيل وان اختلفت التسميات العرقية، وان القيادات الكردية الحالية ، قامت بروح مشبعة بالوطنية بدورها المطلوب في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي، وقال جلالة الملك عبد الله اثناء تقليده الرئيس طالباني: ان المملكة لاتفرق بين عراقي وآخر وتنظر اليهم جميعا ، أيا كانت انتماءاتهم نظرة واحدة، واعتبر الرئيس طالباني وطنياً مخلصاً لبلده العراق "واثنى الملك على ما بذله طالباني في الفترة الماضية من جهود لجمع كلمة العراقيين وابدى استعداده الكامل للتعاون معه لاحقا مشيرا الى ان هذه الرسالة سوف يسمعها كل زوار المملكة. رسالة واضحة بأن المملكة لاتفرق بين العراقيين باختلاف انتماءاتهم العرقية والمذهبية والقومية والاثنية مجسدة ذلك باستقبال السيد عمار الحكيم وسياسيين آخرين وانها حقيقة قريبة من كل مكونات الشعب العراقي، وان المواطنين العراقيين متساوون لديها، وانها جادة فعلا في تقديم المساعدة للشعب العراقي لتجاوز محنته. وهي رسالة توبيخ لبعض القومجية في المشهد السياسي العراقي والذين ما زالوا، يتعاملون مع العراق من منطلقات ارث الماضي البغيض، من ان منصب رئيس الجمهورية هو من حصة العرب السنّة تحديدا. وهي رسالة قالها بوضوح وقوة الملك عبد الله ، بأنه سيسمعها لكل زوار المملكة.إن الاستعداد السعودي للتعاون مستقبلا مع الرئيس طالباني هي اشارة واضحة وشفافة بأن الولاية الثانية لطالباني امر مفروغ منه، حتى من وجهة النظر السعودية، بعد حصوله على تفويض عراقي من الكتل السياسية الفائزة في انتخابات السابع من آذار، والتي لم تبد اعتراضا على الولاية الثانية ، بل أكدت انه المرشح الوحيد لمنصب رئيس الجمهورية.وليس من باب المبالغة القول ان بابا واسعاً شرع للعلاقات بين العراق والسعودية ، فتحتها زيارة الرئيس طالباني، وان المملكة لن تكون بعيدة عن العراقيين وهمومهم ومشاغلهم في الزمن القادم. ربما تكون التجاذبات السياسية في المشهد العراقي، وعدم وضوح الرؤيا والاهداف وطبيعة العلاقات، واحدة من اهم اسباب الجمود الذي رافق العلاقات بين البلدين ، والتي ادت الى ان تكون المملكة المتحدة بعيدة الى هذا الحد او ذاك من الهموم العراقية ومشكلاته المعقدة خصوصا بعد سقوط الدكتاتورية في التاسع من نيسان 2003 .
كتابة على الحيطان :رسالة سعودية للجميع
نشر في: 13 إبريل, 2010: 08:25 م