بانَ موقف اتحاد كرة القدم مرتبكاً حيال مصير مدرب المنتخب الوطني باسم قاسم ما بعد الاجتماع التشاوري الذي عقده في مقرّه أول أمس الإثنين، برئاسة فالح موسى رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، إذ أن تأكيد الأخير على سلامة موقف المدرب حتى الانتهاء من بطولة أم آسيا التي ستُقام في الإمارات عام2019، فنّده رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود، بأن لا تجديد أو إنهاء عقد قاسم إلا بعد انتهاء الاستحقاقات المتبقية من مدة التعاقد القانونية بأداء مباراة السعودية الودية في 28 شباط المقبل بالبصرة، والدورة الرباعية التي تضيّفها كربلاء والنجف في آذارالمقبل.
من البديهي أن يُظهر اتحاد اللعبة حرصه الشديد على اتخاذ القرار الفني المناسب الذي يحفظ له دوره المسؤول عن مصير المنتخب الوطني واستقرار لاعبيه وملاكه التدريبي وفق نتائج العمل التي حصدها منذ تسنّم المدرب باسم قاسم المهمة في أواخر تصفيات كأس العالم روسيا 2018 حتى انقضاء دورة الخليج العربي23 في الكويت، بعدما يرده تقرير وافٍ من لجنة المنتخبات يحدّد النقاط الإيجابية والسلبية عن مهمته التي نجح في تفاصيل كثيرة فيها، وفي مقدمتها إعادة شخصية الأسود التي وهِنَتْ في ظرف ما يتحمّل مسؤوليته الجميع وليس الملاك التدريبي واللاعبين فقط.
نختلف كثيراً مع ما طرحه رئيس لجنة المنتخبات بخصوص فالح موسى، بأن لجنته تأخّرت في لقاء المدرب باسم قاسم، حتى تنجلي عاصفة النقد وتنطفئ جذوة الانفعال التي تابعتها لجنته في اعقاب دورة الخليج 23، لأن بقية الاتحادات تعمل وفق أجندة ثابتة أي تبرمج أعمالها بحسابات ومواعيد تنأى عن أي تسويف أو إصغاء الى وجهات نظر متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي وحتى الكتّاب المعتمدين في الصحف الرسمية، فبُعيد غلق الدورة الخليجية أبوابها، عقدت الاتحادات المشاركة اجتماعات استثنائية منحت الثقة لمدربيها احتراماً لتوقيع العقد المبرم بين الطرفين، ولم تلمّح أو تضع خيارات بديلة طالما أن الملاكات التدريبية تؤدي مهمّاتها بنجاح، بل وتدعمهم بالمال والمشورة للظهور المشرّف في الاستحقاقات المرتقبة.
صراحة نحتاج الى ثبات المدرب الوطني حتى ما بعد الامتحان الصعب في نهائيات أمم آسيا كانون الثاني 2019، فلا تحيّروا باسم قاسم الذي تواءَمَتْ شخصيته مع عديد اللاعبين في مختلف الأندية، وتوّجَ مسيرته بألقاب محلية وقارية كانت محط احترام وتقدير المتابعين العقلاء في الشارع الرياضي، وأصبح لديه غُرماء من مدربي المنتخبات العربية والآسيوية يخشون مواجهته ومناوراته بأوراق فنية محيّرة، كما جاء في تصريحات بعض المنافسين في المباريات الإثنتي عشرة الرسمية والودية تحت قيادته، كونه من رجالات الكرة الحريصين على تطوير أنفسهم ومواكبة آخر المعلومات في علم كرة القدم المنهجي الذي يتلقّى حصصه في دورات Pro مع محاضرين أكفاء في القارة.
لنعترف أن خلاصات تجاربنا مع المدربين الأجانب كانت مريرة، ولا تشجّعنا على تجريب نموذج جديد مهما كان أسمه وخبرته بحكم الأخطاء الفادحة التي رافقت أسماء مثل ستانج وفييرا وأولسن وبيتروفيتش وسيدكا وزيكو، فضلاً عن صعوبة التكيّف مع بيئة الكرة، وعدم تمتّع الأجنبي بالحرية الكافية باختيار اللاعبين والمعسكر الخارجي والعناصر المساعدة إدارياً وفنياً، ناهيك عن المشكلات الناجمة عن تأخّر سداد أقساط العقد، مثلما دخلت قضية زيكو أروقة المحاكم ولم تحسم حتى الآن، كل ذلك يقوّض في نفوسنا الثقة بإمكانية نجاح الأجنبي مع أهمية وجوده كون معادلة العمل ستبقى ناقصة طالما بقي مجلس إدارة الاتحاد متصرّفاً بشؤون المنتخب من الألف إلى الياء.
لا تحيّروا مدرب الأسود
[post-views]
نشر في: 6 فبراير, 2018: 03:49 م