توقعت أكبر بنوك الأعمال أن تسهم قرارات منظمة أوبك في امتصاص الفائض في السوق البترولي، ومن ثم اقتراب سعر البرميل من مستوى 80 دولاراً، ووضعت كل من غولدمان ساتشي ومورغان ستانلي، سقفاً جديداً لمستويات سعر النفط هذه السنة.
وأعادت أهم بنوك الأعمال مراجعة توقعاتها بناءً على مؤشر امتصاص فائض النفط في السوق، حيث أصدرت هذه الأخيرة توقعاتها الجديدة تقاطعت في أمر أساس؛ هو استعادة أسعار النفط لحيويتها. وشملت الدراسة بالخصوص كلاً من غولدمان ساتشي غروب ومورغان ستانلي وجي بي مورغان تشاس أند كومباني، التي راجعت توقعاتها باتجاه منحى تصاعدي لبرميل النفط، معتبرين أن تخفيضات منظمة أوبك، ستسهم في القضاء على الفائض المسجّل في السوق، ومن ثم في استقرار الأسعار.
يذكر أن منظمة أوبك، وبالتنسيق مع بعض الدول خارجها، لاسيما روسيا، اتفقت على تخفيض سقف الإنتاج بمعدل 1.8 مليون برميل يومياً، منها 1.2 مليون برميل يومياً حصة المنظّمة، ويسري الاتفاق إلى غاية نهاية سنة 2018. وما أسهم في التأثير على مستويات الأسعار، معدلات الالتزام العالية.
فيما أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن استشراف المستقبل، يؤكد أننا أمام حقيقة مفادها، أن العالم بحاجة إلى جميع مصادر الطاقة المتاحة، وهو ما يتطلب زيادة الاستثمار في كل الموارد من أجل ضمان مستويات كافية من العرض في المستقبل وبخاصة من المورد الرئيس وهو النفط الخام.
وذكر تقرير حديث للمنظمة الدولية، أنه في الوقت الراهن، توجد احتياطيات مؤكدة من النفط الخام تتجاوز 1.2 ترليون برميل، مشيراً إلى أنه من المهم أيضاً، أن نعترف بما حققته الموارد النفطية من تقدّم ومن جوانب إيجابية عديدة لكل البشرية وأنها قد أثرت في حياة مليارات من البشر في جميع أنحاء العالم عبر مئات السنين.
واعتبر التقرير الدولي، أنه دون الموارد النفطية لم يكن للبشرية أن تتمكن من تحقيق النمو الاقتصادي ومن الوصول إلى عديد من أشكال التنمية والازدهار وبناء الحضارة الحديثة.
وأضاف التقرير، أنه "من الضروري للصناعة النفطية دفع عجلة الاستثمار على وجه الاستعجال حتى بلوغ المستويات التي توفّر وتؤمّن متطلبات الطاقة للأجيال المقبلة"، مشيراً إلى أن أحدث التقديرات تؤكد الحاجة إلى ضخّ استثمارات جديدة بقيمة 10.5 ترليون دولار في مختلف مجالات الصناعة من الآن حتى عام 2040.
وأشار التقرير، إلى أن "الإعلان التأريخي" بشأن التعاون بين المنتجين في "أوبك" وخارجها يخوض العام الثاني من التطبيق الجاد بعد نجاح واسع تحقق في العام الأول، مشدداً على أهمية توافر إطار فعّال لتطوير دائم من أجل بلوغ مرحلة استقرار السوق.
من جانب آخر، أوضح تقرير أعدّه محللون، أن سعر خام برنت سيصل إلى 75 دولاراً للبرميل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وسوف يرتفع إلى 82.50 دولار خلال 6 أشهر، وقال محللون في جولدمان: "من المرجّح أن يتم إعادة التوازن في سوق النفط خلال 6 أشهر، وهو وقت أقرب مما كنا نتوقع".
وقالوا "إن الانخفاض في المخزونات الزائدة أصبح متسارعاً مع أواخر عام 2017، بسبب نمو الطلب والالتزام الكبير من جانب الأوبك والصيانة الثقيلة وانهيار إنتاج فنزويلا".
وانضم جولدمان إلى بنوك أخرى مثل مورجان ستانلي وشركة جي بي مورجان تشيس وشركاه، حيث ساعد النمو الاقتصادي وتخفيض الإنتاج الذي قادته منظمة البلدان المصدرة للنفط على زيادة الأسعار.
وقال مورجان ستانلي مؤخراً، إن برنت سيصل إلى 75 دولاراً للبرميل هذا العام، في حين قال جي بي مورجان، إنه يمكن أن يرتفع إلى ما يقرب من 78 دولاراً مع تشديد أسواق النفط بسرعة أكبر مما كان متوقعاً.
وتداول خام برنت تسليم إبريل/ نيسان 52 سنتاً عند 69.41 دولار للبرميل في لندن، بعد أن ارتفع في وقت سابق إلى 69.67 دولار، وقد بلغ المؤشر العام العالمي 75 دولاراً في أواخر عام 2014.
وارتفع الطلب العالمي على النفط 1.6 مليون برميل يومياً أو حوالي 1.5% العام الماضي، وقال بنك (يو بي إس) إن من المنتظر أن ينمو بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً هذا العام.