ترقّب مريب يعيشه المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية برغم خطورة خطاب اللجنة الأولمبية الدولية الذي حذّر من عدم سلامة استمرار أعمالها من دون إجراء الانتخابات قبل انتهاء آذار المقبل، لاسيما أن يوم الخامس عشر من الشهر نفسه، يعد آخر يوم لشرعيتها، ولا مجال لأيّ تأخير من دون مبرر واقعي.
معلوماتنا المؤكدة تشير الى سعي عدد من الشخصيات المتنفّذة في الأولمبية لتأجيل الانتخابات إلى ما بعد فضّ انتخابات مجلس النواب في دورتهم المقررة يوم الثاني عشر من أيار المقبل، لعدم كفاية المدة المتبقية في خضم تلكؤ تشكيل اللجنة المشرفة على الانتخابات، والمشكلات التي تعانيها اتحادات عدّة، بسبب عدم اكتمال وضعيتها القانونية أو انتهاء مددها الشرعية منذ أشهر طويلة، فضلاً عن تضارب الصلاحيات داخل قيادة الأولمبية نفسها، وعزوف رئيسها عن القيام بواجبه المسؤول أمام تحذير الأولمبية الدولية عبر مؤتمر صحفي يفترض أول من يدين نفسه فيه لما وصل إليه حال مؤسسته ويكشف بالأسماء الشخصيات الضليعة في إخفاء خريطة طريق نجاتها لغايات صارت حديث موظفي الأولمبية قبل غيرهم!
***
الناشئون بأيدٍ أمينة، ومستقبلهم يحمل بشائر الطمأنينة لعدالة منح الفرص، هكذا بدت الرؤية لنا ونحن نتابع الإجراءات الجديدة التي أعلنها الملاك التدريبي للمنتخب في الشروع بمهمّته من محافظة الديوانية تحديداً، فلن تكون بغداد حِكراً على المواهب مثل كل الأعوام، هناك ألف ناشئ في محافظاتنا يقضون لياليهم ولم يغمضوا عيونهم التي لا تفارقها صورة المدرب علي هادي، ليس لأنه المسؤول الأول عن مصير المنتخب في نهائيات بطولة آسيا بضيافة ماليزيا تشرين الأول المقبل، بل لقَسَمِه أغلظ الإيمان على أنه سيعيد شرف هذا المنتخب المطعون بعار التزوير، ويُلبسهم تيجان الأبطال ثانية بعد كأسهم اليتيمة في الهند 2016.
إن خطوة علي هادي هذه، هي بداية رحلة الألف ميل نحو مستقبل الكرة العراقية لمن سيخلفه في السنين المقبلة، وقد حقق فيها من دون أن يعلم أمنية مدرب منتخبنا الوطني الأسبق البرازيلي جورج فييرا المتوفي في 22 تموز 2012 في مدينة ريو دي جانيرو، الذي طالب اتحاد كرة القدم بعد تأهيله الأسود الى مونديال المكسيك 86، إجراء مسح شامل للشباب في جميع المحافظات ممن يتمتعون بمهارات لافتة لخدمة العراق في استحقاق كأس العالم أو البطولات الأدنى فئة منها والاستفادة من مزيّة الإنصاف بدعوتهم للمنتخبات وما تثيره في نفوسهم من أمل يحفّزهم لمنافسة زملائهم البارزين بأندية العاصمة بغداد، لكن مقترح فييرا رُفض، وقُتلت مواهب عديدة بسبب السياسة العمياء التي لا ترى ضماناً لنجاح منتخباتنا إلا عبر مفاتيح سحرية تخبئها ملاعب بغداد!
***
ما بين الاستغراب والاستيعاب فاصلة قصيرة لن تشكّل صعوبة على المهتمين بواقع الرياضة في تحليل أسباب تراجعها برغم تأشيرهم مكامن الخلل بجرأة تستهدف مقامات رياضية مسؤولة كانت ولم تزل وراء إصابة الرياضيين بخيبات أمل يستشعرون ألمها كالصفعات تحطّ من كرامتهم أمام منافسيهم الغرباء سواء بمقارنات الجاهزية أم النتائج المخزية!
ولعلّ المصادفة وحدها قادت عضوة لجنة الخبراء في اللجنة الأولمبية الوطنية د.إيمان صبيح، لتُلقي محاضرتها القيّمة في ندوة دائرة الدراسات وتطوير الملاكات والقيادات الشبابية في وزارة الشباب والرياضة عن (دور الرياضة في التربية على المواطنة) في 31 كانون الثاني الماضي، وبالتاريخ نفسه من عام 2016 أدلت صبيح بحديث صريح لصحيفة (المدى)، أشارت فيه الى أنَّ " واقعَ الرياضة في العراق يعاني مشكلاتٍ جمَّةً، وبرغم طبيعة مجتمعنا المحافِظ ، فالناس لا يمتلكون أبسط حقوق الرياضة مثل بقية الدول، ولا ترى مظاهر ممارسة كرة السلة أو الطائرة في الحدائق العامة أو بعض الساحات الصغيرة في المناطق السكنية، ناهيك عن غياب درس الرياضة في المدارس الابتدائية والثانويات والجامعات، ذلك العامل الأكثر تأثيراً على موتها سريرياً".
مضت سنتان على استغاثة بطلة ألعاب القوى سابقاً والمتمرّسة في تخصّصها الأكاديمي ولم ينطق وزير الشباب والرياضة ولا رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية حرفاً واحداً يستجيبا به للمقترحات اللازمة لإنقاذ الرياضة، فكيف واليوم تطلق النداء ذاته في مقر الوزارة المدعوّة عبر دائرة الدراسات وتطوير الملاكات والقيادات الشبابية، لرفع توصيات الندوة الى رئاسة مجلس الوزراء، لبحث إمكانية تأسيس مشروع تشاركي بين وزارة الشباب والوزارات ذات العلاقة للاهتمام بالرياضة المجتمعية كي تبني أجيالاً اصحّاء تحصّنهم الدولة من الإهمال والمرض والفساد؟!
خطورة التحذير .. وعار التزوير!
[post-views]
نشر في: 3 فبراير, 2018: 03:49 م