الشارع مزدحم بقدر زِحام الافكار في أرواحنا، ضجيج الناس يتصاعد بقدر وجعهم وثورة أحزانهم التي تعلو وجوههم، وتخنق عبراتهم وتتصاعد إلى ظهورهم فتُثقلهم حِملاً، لم يكُن هنالك من يرتقب سوى الصمت المُركن أو غير الموجود، والأنفاس المُتصاعدة من لهاث سرعة الخطى، وأنا التي أراقب يميناً ويساراً محاولة البحث عن ما سأقتنصه وأكتب عنه إلا أن ذلك اليوم من ايام الجمعة لم يكُن هنالك ما يستحق الذكر في الواقع.... إحتفاليات وفعاليات باردة لا تستحق العناء إلا انها قد تُرضي ذائقة ما دون سواها....
وسط الشارع
وسط شارع المتنبي لن نجد سوى الكتب التي يتفرش باعتها الأرض بها، في صمت وانتظار، وبعض المارة الذين يقلبون بصفحات الكتب، والكثير من المارة الذين يقفون عند عربات بيع الاطعمة والعصائر " فنحن نبحث عمّا يُشبع بطوننا قبل عقولنا" نهاية هذا الشارع وقبل الوصول الى المراكز الثقافية وبين مدخل سوق السراي ومبنى الشابندر سنجد مجموعة من الشباب الذين يقفون حاملين لافتتاتهم التي يُكتب عليها "بصمة خير" أو "بصمة امل" يحاولون من خلال إيمانهم بقضية ما جمع أموال من تُعساء لإعطائها لتُعساء اخرين...
"التصوف وجمال الروح"
عنوان جلسة اقيمت في المركز الثقافي البغدادي ضمن فعاليات يوم الجمعة في شارع المتنبي، حاضر خلالها كل من د. بشرى الهلالي، د. نظلة الجبوري، د. محمد الواضح، ومدير المركز الثقافي طالب عيسى، وتحدث د.محمد الواضح عن التصوف وأهميته كمشروع انساني تنموي وروحي ذاكراً "أننا من خلال هذا المشروع سنحاول ان نشجع ثقافة التسامح والجمال والتسامي الانساني والارتقاء الروحي,في وقت بات العراق بأمس الحاجة لإشاعة هذه الثقافة الاخلاقية .
لتتساءل د. نظلة الجبوري في حديثها " لماذا شعار الملتقى التصوف جمال الروح؟ لتطلق اجابتها قائلة التصوف جمال الروح في تدرجها من روح التصوف الى تصوف الروح فاذا كانت روح التصوف هي التعبير عن سلوك الصوفي في سفره وترقية الروحي الى الله عز وجل, فان تصوف الروح هو التجربة الشخصية الفردية للصوفي المعبرة عن أحواله ومقاماته وهو في سلوكه الروحي اليه سبحانه, المتحقق: تربويا واخلاقيا وجماليا ولغويا."
جلسة شعرية
كما شهدت قاعة الراحل جواد سليم جلسة خاصة باستضافة الشاعر خليل محمد إبراهيم الذي احتفى به الملتقى الثقافي في المتنبي للحديث عن منجزه والاشارة الى مجاميعه الشعرية خلال جلسة ادارها الروائي صادق الجمل وبحضور عدد كبير من متابعي الأدب العراقي وقد تناول عدد من النقاد الجلسة وشارك فيها د. عبد اللطيف العاني الذي تحدث عن مدى عمق تجربة المحتفى به وتأثيرها في الواقع الادبي العراقي، كما شارك العديد من الحاضرين في مداخلات عديدة .
أغنيات على قاعة شناشيل
وبمناسبة اختيار بغداد عاصمة للاعلام العربي أقامت رابطة مثقفي جلولاء وعلى قاعة شناشيل جلسة ثقافية غنائية ضيّفت خلالها مجموعة من الرياضيين والفنانين والمطربين والمثقفين أدار الجلسة علي الصوفي الذي عبرّ عن أهمية هذا المنجز الاعلامي باختيار بغداد كعاصمة للاعلام العربي، وتحدث اللاعب الدولي السابق كريم صدام عن اهمية هذا المنجز عراقيا وعلى كافة الصُعد، كما تضمنت الجلسة العديد من الفقرات الثقافية والشعرية المتنوعة ، إضافة الى قراءة للمقام العراقي بصوت قارئ المقام محمود المندولاي وقارئ المقام ناظم شكر كما غنت الفنانة أمل خضير أجمل أغانيها وشهدت الجلسة حضوراً واسعاً من رواد المركز الثقافي البغدادي .
مجموعتان شعريتان
استضافت الورشة الثقافية الشاعرة جنان الصائغ على قاعة جواد سليم للحديث عن منجزها الشعري , جلسة ادار حوارها الروائي كاظم الشويلي
قالت الشاعرة جنان الصائغ : صدرت لي مجموعتين شعريتين الاولى " العصافير تنقر نوافذي " 2016 والثانية " نبوءة اللون" 2016 واليوم احضر في هذه الاصبوحة وتحت وابل هذا العطر عطر حضوركم تقف القصائد خجلى اذ كيف يتسنى لها استقبال وجوهكم الندية بالوفاء , شكرا لانكم معي تخففون علي وقوفي في هذا الوادي المقدس بأفكاركم النيرة."
وكتب الروائي والناقد حسن حافظ في المقدمة لمجموعة نبوءة اللون , الشاعرة جنان الصائغ في ديوانها هذا اذا كانوا يقولون إن الحب هو ينبوع الحياة السرمدي وهو ذلك الوهج المقدس المتدفق دائماً , وإن إي ركود فيه يجعل منه الماء الآسن ؟ ففي لحظات الوهج المقدس ينقلب فيه وعينا البشري الى نبض عفوي يختفي فيه الوصول منشرحاً متفتحاً كالزهرة بين يدي الربيع .