تصدَّر نشرات الأخبار مساء أمس مجموعة أخبار " لطيفة " من يوميات العراق " الإصلاحي ". أثار انتباهي منها خبر مصادقة رئيس الجمهورية على قانون الانتخابات. والمفرح في الخبر أنّ تعديل القانون يسمح بزيادة عدد النواب. هذا طبعاً جزء من الإصلاح الذي ينتظره الشعب، الحدث السعيد الآخر هو الفديو الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي لجناح العراق في معرض القاهرة الدولي للكتاب وفيه نشاهد رفوفاً فارغة من الكتب، مع لافتة مكتوب عليها " بالبنط العريض " جناح جمهورية العراق! الذين أساءهم المشهد نسوا أو تناسوا أننا نعيش مرحلة الاستقالة من التاريخ والسياسة وقبلهما الثقافة، بمحض إرادتنا، وقررنا أنّ الغناء والموسيقى ترف لايليق بشعب " مؤمن ".
فعلاً.. نحن بلد غير مسبوق من كل الوجوه، وهل هناك غيرنا يقول فيه رئيس الوزراء " لا أتعاطى الأغاني "، وكأنّ الموسيقى نوع من أنواع المخدرات.. البعض سيقول حتماً إن الشيء المهم اليوم، في بلاد وادي الرافدين أن ينجو المواطن العراقي من مصير مجهول، وأن يعود إلى بيته وهو على قيد الحياة، لاترف الحديث عن بيت الشعر الذي تهجّاه العبادي والأغنيات التي لايتعاطاها ، قد يكون الأمر صحيحاً، ولهذا صمتنا مثل صمت القبور على أبشع جريمة سرقة للتاريخ مرّت على البشرية، حين نُهبت المتاحف والمعارض والآثار والمخطوطات ونحن نتفرّج .وقبل أن تصل معاول داعش ومتفجّراتها إلى حضارة العراق، كان خضير الخزاعي الذي يريد أن يغلق معهد الفنون الجميلة،لأنّ واجهته مليئة بالتماثيل، ربما سيعتبر البعض حديثي نوعاً من البطر، فنحن لانزال نختلف على كتب التاريخ المدرسية، ولم نحدّد حتى هذه اللحظة ماذا نقول لتلاميذ المدارس، هل نحن حقاً أبناء حضارات سومر وآشور وبابل! البعض يعتقد أن أصولنا هنديّة مثلما أخبرنا ذات يوم النائب المتقاعد طه اللهيبي .
عندما رحل المطرب الفرنسي جوني هوليداي قبل أسابيع ، كان على رأس المشيّعين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال وهو يرثيه وهو يقول إن المطرب الراحل كان له الفضل في تشكيل وجدانه .
سيقول البعض يارجل مالك تقلّب بدفاتر المسؤولين ، ولا تريد أن تلاحق المثيرمن أخبار " التحالفات "، ياسادة المثير في العراق يخبرنا أصحابه أن لا تحالفات انتخابيّة قبل الاتفاق على تقاسم الكعكة العراقيّة " بالعدل والقسطاس"!