أقرأ في كتاب جديد عن ماهية الأحلام وتفاسيرها ومدلولاتها الغريبة.. وأجدني أغوص في ذلك العالم الوهمي الحقيقي، الواضح الملتبس، شديد الالتباس.
شغلت الأحلام لبّ بني البشر منذ أقدم العصور ولغاية هذا اليوم..
هل الأحلام شفرة عويصة لا يفكّ لغزها إلاّ من أوتي حظاً من العلم، بله الفراسة. أم إنها أضغاث لا تدل على شيء ولا تومئ لشيء؟
……..
منذ زمن النبي إبراهيم (ع) وحُلمه الغريب، مخاطباً ابنه إسماعيل: يا بني إني أرى في المنام إني اذبحك، فانظر ماذا ترى..إلخ، ورضوخ الإبن امتثالاً، ثم ظهور كبش الفداء الضحية، الذي افتدى به الأبُ ابنه - مبدأ الفداء، الضحية لدى المسلمين عند حلول عيد الأضحى.
رؤية النبي يوسف (ع) وهو يقصُّ رؤياه على أبيه: إني رأيت أحد عشر كوكباً، والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين.. وتحذير الأب - وهو يدرك مدلول الحلم-: لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا بك كيدا.
وحُلم فرعون حول البقرات العجاف يلتهمن البقرات السِمان.. الحُلم الذي قاد النبي يوسف (ع) ليغدو ذا حظوة لدى الفرعون، ويعهد إليه مسؤولية خزائن البلد.
وإذا ابتعدنا قليلاً، ورصدنا حلم زوجة يوليوس قيصر، بعدما لاح لها زوجها - في الحلم -مصروعاً يشخب من صدره الدم، إذ حاولت جاهدةً منعه من الخروج لينضم لرفاقه، وليلقى مصرعه حال خروجه.
……
هل الأحلام شفرة لا يفكّ لغزها إلاّ القلة؟. هل هي نبوءة تتحقق؟ هل هي أضغاث أحلام؟؟
ذلكم هو السؤال الذي ما توصل لحلّه أحدٌ!!
الأحلام.. شفرة أم نبوءة أم أضغاث؟!
[post-views]
نشر في: 31 يناير, 2018: 09:01 م