TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأعوام العجاف الرياضية

الأعوام العجاف الرياضية

نشر في: 31 يناير, 2018: 09:01 م

تشهد الساحة الرياضية حراكاً انتخابياً ملزماً خلال الأيام المقبلة، بعد أن بصمت اللجنة الأولمبية الدولية على قرار تحذير اللجنة الأولمبية الوطنية بإجراء انتخابات مكتبها التنفيذي خلال منتصف شهر آذار المقبل، كموعد نهائي كانت الأخيرة قد حدّدته في وقت سابق.
أزمة أخرى، يبدو أنها تلوح بالأفق على وجهين، أولهما ضيق الوقت وسيل الخلافات التي تعصف بالمنظومة القيادية ذاتها، وثانيهما بوادر وجود تكتلات وحشود للإطاحة بإدارات بعض الاتحادات ليس من أجل البحث عن كفاءات، بل خصومات شخصية اصبحت هي السائدة والمؤثرة في قرار تحديد العلاقات التي تربط الاتحادات فيما بينها أو بين اعضائها.
اللجنة الأولمبية أصبحت الآن أمام خيار تحديد موعد لإجراء انتخابات الاتحادات (43) وفق القرار 16 ومن ثم الذهاب الى انتخاب مكتبها التنفيذي دون أن تكون هناك بوادر في حدوث تغيير جوهري في الشكل العام للهيئات العامة للاتحادات أو للمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، طالما أن الآلية هي ذاتها من تتحكّم وتمسِك بمسار ونهج الانتخابات طيلة السنوات الماضية.
من المعيب أن نفاخر وبصوت عالٍ، بأننا نمارس العمل الديمقراطي في اختيار الشخوص لقيادة الاتحادات الرياضية، ونمنحهم الغطاء القانوني ليكونوا الوريث الشرعي لها للأبد دون أن تطالهم المساءلة والحساب والتغيير في حالة الفشل والإخفاق في التطوير أو النهوض بالواقع الرياضي.
منذ عام 2003 ولغاية الآن، أقيمت أربع دورات أولمبية عجزت خلالها الاتحادات من الظفر بميدالية أولمبية أو حتى تقديم أبطال منافسين وفق منهاج علمي مدروس يشفع لهم أمام الهيئات العامة في إعادة انتخابهم واستمرارهم في المناصب، الأمر الذي يثير الاستغراب والدهشة من موقف تلك الهيئات التي لم تحرّكها أو تغيّر قناعاتها نكبات غياب الإنجاز الأولمبي في ضرورة تفعيل دورها والانتصار لرياضة الوطن عبر ضخ دماء ووجوه جديدة ربما تغيّر المعادلة وتعيد رسم المستقبل وتنهي نظرية احتكار عناوين معينة لمقدرات الألعاب المختلفة.
كيف نتأمل في أن تنهض الرياضة العراقية ونحن نلمس وجود رباط روحي مقدّس يجمع الهيئات العامة مع الاتحادات، لا يستطيع أحد خرقه أو الوقوف على أسراره، بينما اكتفت اللجنة الأولمبية ورئيسها في المشاهدة والمسايرة ولا يكون لهما فعل مؤثر من خلال الجلوس مع تلك الهيئات والاستماع لهم وإيجاد حلولٍ لتثبيت آليات تضمن تحرّرها من قبضة المصالح والتحزّب المناطقي وإغراءات المنافع المشتركة والدفع بها نحو ممارسة دورها الرقابي في التقييم والتدقيق للتقارير المالية والإدارية والكشف عن أسباب هدر الأموال على مشاركات خارجية غير مجدية، لم ترفع من رصيد الرياضة ومكانتها مع اعتماد النجاح ليكون معياراً في منح أصواتهم بدلاً من الاكتفاء بالمصادقة الروتينية.
باختصار.. إن نجحتْ اللجنة الأولمبية في إجراء الانتخابات لاتحاداتها خلال الفترة المقبلة وفق ذات المنهج والرؤية للسنوات الماضية واستمرّت في غلق الملفات الساخنة التي تكشف الكثير من السلبيات والخروق المالية التي يمكن أن تضع أسماءً خارج خيارات المنافسة في السباق الانتخابي، فإننا سنكون أمام أعوام عجاف وقحط على مستوى الإنجاز، وتراجع مستمر وفق مقولة (المُجرَّب لا يُجرّب) بل وسيبقى في سرب الفشل يغرّد!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram