TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لكم عواطف النعمة ولنا زينب السامرائي

لكم عواطف النعمة ولنا زينب السامرائي

نشر في: 29 يناير, 2018: 03:40 م

وضعتُ هذا العنوان وأنا أتوقع أنْ يسخر منّي البعض وهو يقول:" انظروا إلى هذا "الكويتب" الذي لم يجد موضوعاً يُنظر فيه سوى تأييد مذيع يصرخ ليل نهار "، وقبل أن يُعلّق أحدهم قائلاً: أنت ينطبق عليك المثل القائل: "البطَرُ عند الرخاء حُمْق"، والحمد لله لا أعيش في مجتمع الرخاء، وإلّا لكنت الآن أقضي أجمل الأوقات مع " المجاهد " ماجد النصراوي في منتجعات سيدني، ومع كلّ المبرّرات التي سأطرحها عليكم، لأنني اخترتُ الكتابة في هذا الموضوع الذي أثار حفيظة البعض، وأزعج آخرين اعتبروا ظهور فتاة عراقية من على شاشة إحدى الفضائيات وهي تتحدث عن بساطة السياسي الأوروبي وتواضعه جريمة لاتغتفر، لماذا ياسادة؟ الجواب كان صارخاً لأنّ " زينب السامرائي ليست نزيهة "، ولاتشعر بالمسؤولية الكبيرة التي يتحملها النائب العراقي، ولأنها فتاة معدومة الضمير وكاذبة، فهذه الشابة العراقية التي اسمها زينب السامرائي تقيم في بلاد النرويج وتحمل جنسيتها،استطاعت بمثابرتها أن تدخل مجال السياسة أسوة بالزعيمة حنان الفتلاوي والمقاوِمة عتاب الدوري والتكنوقراط صباح التميمي والثائرة عالية نصيف، واستطاعت بفترة قياسية أن تنال ثقة المجلس البلدي لمدينتها لتفوز بأحد مقاعده، ثم استطاعت الفوز بمقعد احتياط في البرلمان عن حزب العمل، وقبل فترة أصبحت عضواً في البرلمان بدلاً من النائبة ماريانا مارثنسن. هذا ملخّص القصة التي صعّدت الضغط عند البعض فيما آخرون لم يتوقفوا منذ ظهورها على شاشة التلفزيون من قياس مستوى السكر في الدم، ماذا قالت هذه الفتاة " العاصية "، لقد كذبت ولفقت وتجنت على نوابنا، فكيف يسمح الشعب لنائبه " المجاهد " أن يسكن في شقة صغيرة مؤجرة، ويضطر لركوب الباص مثل عباد الله، والأخطر أن يتمشى في الشوارع بمفرده من دون فوج الحمايات؟
للأسف تغيرت في هذه البلاد معاني كل شيء حتى الفرح بنجاح مواطن عراقي. كان ديغول يقول سوف نظلّ ننظر بعين الفخر لكلّ مواطن فرنسي، وها هم البعض يريدون لنا أن نسخر من زينب السامرائي لأنّها لاتشبه عواطف النعمة ولاتؤمن بنظرية 7×7، ولا تبتزّ المسؤولين برفع شعار الاستجواب أو المناقصة.
منطقي جداً أنّ الذين وجدوا ضالّتهم في جميلة العبيدي صاحبة مشروع امرأة واحدة لاتكفي، لا يتحمّسون كثيراً لزينب السامرائي، بوجهها " المتجهّم" الذي أثار غضبهم واستفزّهم، ووجدوا فيه تحدّياً لوجه عواطف النعمة " الباسم "!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    الأستاذ علي حسين اكيد انصابوا تحف برلمان القوارض بمرض جنون البقر عندما شاهدوا الأعلامي الفقير البسيط المتواضع الوطني الشجاع انور الحمداني وهو يقدم بكل ثقة البرلمانية العراقية الجميلة المحبوبة الكفؤءة المتواضعة التي وصلت بعرق جبينها وعملها الشريف النزيه

  2. أبو أثير / بغداد

    استاذي الفاضل ... اليس من المعيب ان تكون الشابة العراقية زينب السامرائي خارج الوطن وفي بلاد الغربة تسخر أمكانياتها للبلد التي تعيش فيه ... في حين بالمقابل تجثم على صدورنا منذ 15 عاما عجاف شخصيات نسائية كالثنائي عالية نصيف وحنان الفتلاوي وعتاب الدوري وعواط

  3. شذي غانم العقيدي

    بوركت من قلم حر وفكر حر تقف مع الحق ضد الضلم والتخلف- اشكر موقفكم النبيل وشهامتكم مع بنتنا زينب فاروق السامرائي-ودمتم نبراسا للارادة والكلمة الحرة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram