اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > التجربة الصينية

التجربة الصينية

نشر في: 29 يناير, 2018: 09:01 م

اذا كان لابد أن يعبر البرلماني عن صوت الشعب، فلابد أن يكون من بين أبنائه ومن أية طبقة من طبقات الشعب، وهذا ماجعل قبب البرلمانات العربية تضم العديد من النواب ممكن لايملكون شهادات دراسية عليا أو شهادة بكالوريوس على اعتبار أن التجربة والخبرة قد تفوق المعرفة أحياناً..
في العراق، سار بعض النواب على هذه القاعدة لكنهم فضلوا أن يظهروا بأجمل صورة فكان لابد لهم من شراء شهادات دراسية عليا مزورة من سوق (مريدي) أو الحصول على شهادات بكالوريوس من كليات أهلية وسلوك مختلف السبل الملتوية لكي يضيفوا لصورهم رتوشاً جميلة وهم على قناعة تامة بأنهم لايكذبون بل يتجملون...
في هذه الدورة الانتخابية، صار لابد على كل مرشح أن يثبت حقيقة شهادته الدراسية وعلى هيئة النزاهة ومفوضية الانتخابات أن يثبتا ذلك قبل خوض الانتخابات أو يتم استبعاد النائب، ما أثار جلبة بين النواب وزعزع ثقتهم العالية بصورهم المزوقة..صار على النائب أن يكون متسلحا بشهادة جامعية أصلية ليمكنه بالتالي أن يعبر عن صوت الشعب، فالشعب بحاجة الى نواب يمتلكون المعرفة قبل التجربة والخبرة خاصة وأن خبراتهم التي اكتسبوها من الدورات النيابية السابقة لاتتعدى موهبة انتهاز الفرص والكسب غير المشروع وزيادة ارصدتهم المالية وتوطيد علاقاتهم بمن يمهد لهم طريق الفوز بالانتخابات، أما المعرفة لديهم فاقتصرت على اطلاق تصريحات لم يصب أغلبها في صالح الشعب الذي يعبروا عن صوته..
في الصين، انتهجت الحكومة سياسة جديدة لضمان نزاهة المسؤولين الجدد فهي تلزمهم وزوجاتهم بزيارة السجون التي تضم مسؤولين سابقين ادينوا بالفساد ليستمعوا منهم الى قصص فسادهم، كما عملت على مراقبة وتفتيش المسؤولين ومتابعة سلوكياتهم غير المشروعة مثل المتاجرة بالنفوذ واساءة استغلال السلطة والرشاوى، وإلزام المسؤولين بالابلاغ عن الأصول المالية والدخول المالية لهم ولأسرهم وأية أنشطة استثمارية لهم، ووضع معايير خاصة تحكم مستوى المسؤول ورفاهيته تتضمن المنازل والسيارات والاجازات والحراسة الأمنية، والمحاسبة الفورية والحاسمة على كل مايزيد على تلك الميزات اثناء الوظيفة وبعد خروجهم منها..
نحتاج إذن الى تطبيق التجربة الصينية على نوابنا المستقبليين بعد خطوة اثبات مصداقية شهاداتهم الدراسية فهي خطوة أولى نحوالاصلاح وتحتاج الى خطوات أخرى ربما يحققها تقليد التجربة الصينية، فهي تضمن نزاهة المسؤول وابتعاده عن الاساليب الفاسدة والتفكير بمصلحته الشخصية اولا لأنه المعبر عن صوت الشعب وبالتالي ينبغي عليه أن يكون صورة مشرفة له، وأن يظل تحت الرقابة المستمرة ليمارس دوره الرقابي بدوره..قد يتحقق ذلك بسهولة فيما لو كانت عملية الاصلاح جادة وشجاعة لمواجهة المئات من الوجوه المتسلحة بالرتوش والأقنعة فهي السبيل الحقيقي لاسقاط تلك الاقنعة والفوز ببرلمان يستحق أصواتنا..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram