تبدو الأوضاع الحالية مشجّعة على إنجاح المشاريع الاستثمارية، بحسب خبراء اقتصاديين يشيرون على نحو خاص، الى مؤتمر المانحين الدوليين الذي سيعقد في الكويت في الفترة من 12 حتى 14 من شباط المقبل، ويرون أنه سيؤدي إلى تسريع الإصلاحات الاقتصادية عبر إشراك شركات عربية وأجنبية في عملية إعادة إعمار العراق.

يقول المستشار الاقتصادي زهير الحسني في حديث لـ(المدى)، إن السوق الاستثمارية العراقية تعد سوقاً واعدة، وهذا العام سيشهد طفرة في الاستثمار، خصوصاً بعد مؤتمر الكويت الذي سيشهد طرح العديد من المشاريع الاستثمارية المتوقفة والمتلكئة كفرص استثمارية.
ويلفت المستشار الى أن "تحسن العلاقات العراقية – السعودية، سيفتح ابواب الاستثمار على مصراعيها تزامناً مع تحسن الأوضاع الأمنية، وهناك مساعٍ كبيرة وحثيثة لجذب شركات الاستثمار الكبيرة من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية".
ويلفت المستشار الحسني، الى أن "طرح مدينة الحبانية للاستثمار خطوة ناجحة تضاف في رصيد الخطوات الجيدة التي يسير عليها الاستثمار العراقي". ويبيّن الحسني، أن "مشروع مدينة الحبانية يشمل تأهيل الفندق السياحي والشقق السياحية التي تقدّر بحوالي 200 شقة، وفق المواصفات المتطورة وبناء مدينة ألعاب متكاملة ومرسى الزوارق، ومطاعم فخمة، وخيمة كبرى"، مبيناً أن "المشروع سيحقق نجاحاً ومردودات مالية كبيرة تدخل كإيرادات من العملة الصعبة في الموازنة الاتحادية".
ويؤكد الحسني، إنّ "اقبال السيّاح هو الذي يؤشر على مدى تحقيق النجاح في المشروع وحصد المردودات المالية التي ستكون بعد فترة من بدء تشغيل المدينة وفتحها أمام السائحين المحليين والأجانب ".
وبدوره يرى الخبير السياحي، مجيد العزاوي، مؤتمر الكويت "محطة مهمة للجذب الاستثماري في العراق وطرح مشاريعه للشركات والدول المشاركة" .
ويقول العزاوي في حديث لـ(المدى) إن "الحكومة لديها خطة تعمل عليها لتطوير الواقع السياحي في العراق لضمان تحقيق مردود مالي جيد من خلال تشجيع المستثمرين للعمل السياحي وبناء منتجعات وفنادق ومرافق سياحية أخرى لدعم الاقتصاد الوطني وعدم الاعتماد على المردود المالي الريعي من النفط فقط".
ويضيف أن "مدينة الحبانية السياحية كانت تضمّ فندق 5 نجوم من خمسة طوابق يحتوي على 300 غرفة بطاقة استيعابية قدرها 600 سرير ومطاعم وكافتيريات وكوافير ولوندري وصالة ألعاب الكترونية وقاعة للحفلات، بالإضافة الى مسابح للكبار والأطفال، وشاليهات على أربعة مستويات مستوى VIP عددها 28 شاليهاً، ومستوى "الديلوكس" بطابقين وعددها 94 شاليهاً، ودرجة أولى طابق واحد بغرفتين وعددها 200 دار، ودرجة ثانية وعددها 175 داراً بغرفة واحدة.
يضاف الى هذا المسابح العديدة المنتشرة بين الشاليهات ومرسى لتأجير الزوارق واليخوت الشراعية الصغيرة وصالة سينما ومسرح صيفي ومحال تجارية وملاعب رياضية متنوعة، في حال تمت اضافة الحداثة والملحقات الجديدة إذا تم طرحها للاستثمار، ستكون المدينة السياحية واحدة من أهم الموارد المغذية للموازنة الاتحادية".
وستطرح الهيئة الوطنية للاستثمار مدينة الحبانية السياحية كمشروع استثماري بكلفة قدّرت بـ 25 مليون دولار، في مؤتمر الكويت الذي سيعقد في شهر شباط المقبل.
وقالت الهيئة في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه، إنّ "العراق سيطرح خلال مؤتمر الكويت الدولي الذي سيعقد خلال 12- 14 من شباط المقبل، مشروع تأهيل وتطوير المدينة السياحية في الحبانية وبناء مدينة سياحية متطورة على بحيرة الرزازة كفرصة استثمارية بمساحة 16 ألف دونم على ضفاف بحيرة الحبانية".
وأضاف البيان، أن "المشروع يشمل تأهيل الفندق السياحي، والشقق السياحية وعددها 200 شقة سياحية وفق المواصفات المتطورة وبناء مدينة ألعاب متكاملة ومرسى الزوارق، ومطاعم فخمة، وخيمة كبرى"، متابعةً أن "شاطئ البحيرة فسيكون أشبه بالشواطئ العالمية السياحية، وتكلفة المشروع ستكون بحدود 25 مليون دولار للمرحلة الأولى".
وأوضحت أنه "في النيّة توسيع نشاط المدينة السياحية ثقافياً وإعلامياً، لتغدو مدينة سياحية وثقافية في آن واحد، وتكون قبلة لكل المهرجانات الثقافية والفنية التي ستقوم لاحقاً، عبر توفير كل المناخات الملائمة لذلك، على مدار السنة وليس في شهور النشاط السياحي القصيرة، ولأجل ذلك، فإن خطة التأهيل تشمل إقامة مسارح مغلقة ومفتوحة وقاعات وبيوت للضيافة وصالات سينما حديثة، إلى جانب إقامة مدينة إعلامية ونصب محطات فضائية أيضاً". ويعقد مؤتمر الكويت للمانحين، في الفترة من 12 إلى 14 من الشهر المقبل، بمشاركة 70 دولة ومنظمات دولية منها البنك الدولي، حيث سيخصّص اليوم الأول لعرض الفرص الاستثمارية في العراق، فيما يسعى المؤتمر خلال الأيام الأخرى، إلى جمع مبلغ 100 مليار دولار لإعمار المدن المحررة.