أسئلة كثيرة تردنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو بصورة مباشرة من الجمهور الرياضي المتابع للأحداث الرياضية، تطالبنا بتفاصيل دقيقة عن أزمات الأندية ومشكلات الاتحادات والمؤسسات الرياضية بصورة عامة، وهي برمّتها أسئلة مشروعة جداً وتعكس حالات من الاحساس بالنقمة العارمة التي يحملها الجمهور للمتصدّين لمواقع المسؤولية في الوسط الرياضي الإداري عموماً، حيث لا تخلو مؤسسة رياضية مهما يلمع شكلها بزيف إعلامي أو تهويل صوري غير حقيقي عن مشاكل تزيد وتنقص حسب حنكة هؤلاء في التعامل معها وسعة العقل والمعرفة في نشر غسيلها القذر عبر مواقع التواصل.
ولعلّ من بين أكثر الاستفسارات الجماهيرية المطروحة على الساحة، هو ما يعانيه البيت الشرطاوي من تصدّع وحالة صعبة أعقبت عودة الملف القضائي مجدّداً الى الساحة وحصول الرئيس السابق رياض عبدالعباس على حكم قضائي أولي قابل للاستئناف بالعودة الى المنصب، ومن ثم إعلان الرئيس الحالي إياد بنيان الاستقالة وتواريه عن الأنظار، لاسيما أن الهيئة الإدارية رفضت الاستقالة وكذلك الجماهير والرياضيين طالبوا باستمراره مع النادي، يُضاف الى ذلك أحداث مثيرة وقعت على الهامش تسبّبت أيضاً بالإفصاح عن وجود صراعات وخلافات حادة داخل أسرة النادي الواحد أعقبت مباراة الشرطة مع الزوراء .
لقد سقت الحديث عن نادي الشرطة ليس لأنه حديث الشارع والإعلام اليوم، ولكنه يلخّص لنا حالة واضحة من التقاطعات أو قد يسميها البعض اللهاث خلف المناصب وتناسي الأهم في المعادلة، وهي الرياضة التي عانت وتعاني الأمرّين اليوم، ولو أتيحت لأيّ متابع الفرصة لمعايشة الأندية والاتحادات وجميع المؤسسات الرياضية، لشاهد ما هو أمرّ وأدهى مما يحصل داخل أسوار القيثارة الخضراء، فلا اللجنة الأولمبية عبر مكتبها التنفيذي ودوائرها تعيش حالة الانسجام والتناغم والعمل الطبيعي لأكبر مؤسسة معنية برياضة الإنجاز العالي وليس من سبب يذكر يجعلنا نستعيد أحداثها الأخيرة التي بثّت بجميع تفاصيلها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا الاتحادات الرياضية تعيش أجواء الصفاء والود، وتشعر أنك تعيش اجواءً مشحونة بالحروب والتربّص بالآخر في حال تواجهت إعلامياً في لقاء أو استطلاع مع هذا الطرف أو ذاك داخل المنظومة الاتحادية سواء كانت ألعاباً فردية أم جماعية يمثلها الاتحاد المعني، بل ربما نالك نصيب منها ومن تبعاتها في حال تم عدّك مع صفّ أحدهم وستبقى سُبّة تعاني منها الأمرّين وتحمل تبعاتها الى الأبد .
وبالعودة لأحد أهمّ الأسئلة التي وردتنا من الجمهور الرياضي، وهو سؤال ينطوي على مغزى وأهمية كبيرة، ترى هل تعاني جميع دول العالم من حولنا ذات المشكلة والصراع الإداري المدمّر للرياضة؟ وهل من المعقول أن تنعدم الحيلة للوصول الى حالة من التوافق بين جميع الإداريين والرياضيين نحو حالة مثالية تمهّد الطريق الى نقاط جوهرية في الخلاف مثل الانتخابات والقوانين التي تنظم العمل؟
يقيناً أن العالم بجميع دوله لن تصل خلافاتهم في المؤسسات الرياضية الى ما وصلت لدينا، وإلاّ لكانت الرياضة ومنشآتها هي مجرد حطام وإطلال أندية ومؤسسات ولتوقفت عجلة الرياضة عن الدوران الى الأمام، وبالتأكيد إن مكامن الفشل والتراجع يتحملها الجميع حتى من بادر السير بخطى الإصلاح وتراجع إزاء الوعود والكلمات المعسولة التي لم يتحقق منها شيء يذكر، وينسحب الفشل الى ما وراء ذلك الى المؤسسات الكبرى في الدولة، ومنها البرلمان ولجانه التي هدّدت بملفات الفساد وتوقّفت على حين غرة وتعهدت بالإصلاح القانوني الشامل لملف الرياضة وتعديل ما يمكن وتماهلت تحت الضغط!
الى هنا تتوقّف جميع الإجابات، وعلى الجمهور أن ينتظر رحمة الله وصحوة الضمائر المعطّلة وعندها قد تنتعش الرياضة.
أزمات متداخلة !
[post-views]
نشر في: 28 يناير, 2018: 09:01 م