اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما هي الكارثة؟

ما هي الكارثة؟

نشر في: 26 يناير, 2018: 06:44 م

عزيزي القارئ هل تعرف الفرق بين الكارثة والمصيبة؟
الكارثة يمكن أن تجدها في تصريح النائب علي العلّاق الذي كان حادّاً ومثيراً، وهو يحذّر من أنّ: " هناك مشروعاً يسعى لاجتثاث المناضلين والمجاهدين ". وتسأل عن هذه المصيبة أو المشروع، فيجيبك العلّاق ثائراً إنها محاولة البعض الترويج لفكرة منع حاملي الجنسية الأجنبية من الترشّح للانتخابات، ولكي يثبت لنا صحة نظريته يقول انظروا إليّ:" أنا أحمل الجنسية الدنماركيّة لكنها ليست أفضل من الجنسية العراقية التي أفتخر بالانتماء إليها". وقبل أن يتهمني البعض بترصد حركات وسكنات النواب اسمحوا لي أن أسال السيد العلّاق: لماذا لايتخلّى عن جنسيّته الدنماركيّة؟ فهو نائب في البرلمان ويتقاضى راتباً كبيراً وله امتيازات لاتحلم بها السيدة مارغريت الثانية ملكة الدنمارك، التي تعمل بالإضافة إلى منصبها الملكي مصممة أزياء وديكورات لمسلسلات تلفزيونية، وعندما صممت أزياء أحد الأفلام الدنماركيّة، كان عليها الحضور إلى العمل في استوديوهات الشركة، صباح كل يوم من الساعة السابعة صباحاً وحتى السادسة مساءً. وفي ظلّ الأزمة العالمية أصرّت الملكة على الترشيد في المصاريف فاستغنت عن خدمات عدد من الموظفين ،منهم موظفو تنظيفات، وحين سُئلت عن الأمر قالت: لدينا في البيت زوجة ابني يمكنها أن تساعد في هذا المجال.
أمّا المصيبة فهي ما قاله النائب " الهمام " صادق اللبّان حيث بشّرنا " مشكوراً " أنّ قانون العفو ربما يشمل " المجاهد " عبد الفلاح السوداني، ويكمل اللبان مصيبته بالقول:" إنّ السوداني أو غيره، إذا كانت تنطبق عليه فقرات القانون، فلا يمكن لأيّ شخص أن يقف أمام إرادة القانون ويمنع العفو عنه "
من يملك القدرة على تحمّل مثل هذه الكوارث، أُحيله إلى مصيبة أخرى من عيّنة: " أكدت منظمة تنمية التجارة الإيرانية،، أنّ العراق يستورد 99 بالمئة من احتياجاته، وأنها تقدّر بنحو 50 مليار دولار "!
إذاً عزيزي القارئ أنت هنا لستَ أمام علامات لمصائب يقذفها النواب يميناً وشمالاً فقط، بل الأفدح أنّك أمام حالة احتفاء بهذه المصائب وتقديس للانتهازية والوصولية، وعبادة عمياء للجهل، جعلت المواطن العراقي يقابل هذه الجرائم في حقّ الوطن، بابتسامة هادئة كأنما يقول للسياسيين إن كلامهم أشبه بالقضاء والقدر الذي يلاحق الناس ليلَ نهار.
فلنتأمل حولنا: كلّ الكوارث التي تحاصرنا سببها واحد: سياسي يعتقد أنه لايمكن تعويضه أو الاستغناء عنه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابراهيم

    يدهشني ويؤلمني كثيرا جدا، ان يجمع العداء، حد الحقد، لمن اضطر ان يحصل على جنسية اخرى في زمن الطاغية، بين عالية نصيف وأمثالها وبين كاتب اجله مثل الاستاذ علي حسين ولا بد ياسيدي لك من توضيح لموقفك هذا فقد اضطر آلاف المناضلين على حمل جنسية اخرى بعد عقود من ا

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram