عزيزي القارئ هل تعرف الفرق بين الكارثة والمصيبة؟
الكارثة يمكن أن تجدها في تصريح النائب علي العلّاق الذي كان حادّاً ومثيراً، وهو يحذّر من أنّ: " هناك مشروعاً يسعى لاجتثاث المناضلين والمجاهدين ". وتسأل عن هذه المصيبة أو المشروع، فيجيبك العلّاق ثائراً إنها محاولة البعض الترويج لفكرة منع حاملي الجنسية الأجنبية من الترشّح للانتخابات، ولكي يثبت لنا صحة نظريته يقول انظروا إليّ:" أنا أحمل الجنسية الدنماركيّة لكنها ليست أفضل من الجنسية العراقية التي أفتخر بالانتماء إليها". وقبل أن يتهمني البعض بترصد حركات وسكنات النواب اسمحوا لي أن أسال السيد العلّاق: لماذا لايتخلّى عن جنسيّته الدنماركيّة؟ فهو نائب في البرلمان ويتقاضى راتباً كبيراً وله امتيازات لاتحلم بها السيدة مارغريت الثانية ملكة الدنمارك، التي تعمل بالإضافة إلى منصبها الملكي مصممة أزياء وديكورات لمسلسلات تلفزيونية، وعندما صممت أزياء أحد الأفلام الدنماركيّة، كان عليها الحضور إلى العمل في استوديوهات الشركة، صباح كل يوم من الساعة السابعة صباحاً وحتى السادسة مساءً. وفي ظلّ الأزمة العالمية أصرّت الملكة على الترشيد في المصاريف فاستغنت عن خدمات عدد من الموظفين ،منهم موظفو تنظيفات، وحين سُئلت عن الأمر قالت: لدينا في البيت زوجة ابني يمكنها أن تساعد في هذا المجال.
أمّا المصيبة فهي ما قاله النائب " الهمام " صادق اللبّان حيث بشّرنا " مشكوراً " أنّ قانون العفو ربما يشمل " المجاهد " عبد الفلاح السوداني، ويكمل اللبان مصيبته بالقول:" إنّ السوداني أو غيره، إذا كانت تنطبق عليه فقرات القانون، فلا يمكن لأيّ شخص أن يقف أمام إرادة القانون ويمنع العفو عنه "
من يملك القدرة على تحمّل مثل هذه الكوارث، أُحيله إلى مصيبة أخرى من عيّنة: " أكدت منظمة تنمية التجارة الإيرانية،، أنّ العراق يستورد 99 بالمئة من احتياجاته، وأنها تقدّر بنحو 50 مليار دولار "!
إذاً عزيزي القارئ أنت هنا لستَ أمام علامات لمصائب يقذفها النواب يميناً وشمالاً فقط، بل الأفدح أنّك أمام حالة احتفاء بهذه المصائب وتقديس للانتهازية والوصولية، وعبادة عمياء للجهل، جعلت المواطن العراقي يقابل هذه الجرائم في حقّ الوطن، بابتسامة هادئة كأنما يقول للسياسيين إن كلامهم أشبه بالقضاء والقدر الذي يلاحق الناس ليلَ نهار.
فلنتأمل حولنا: كلّ الكوارث التي تحاصرنا سببها واحد: سياسي يعتقد أنه لايمكن تعويضه أو الاستغناء عنه .
ما هي الكارثة؟
[post-views]
نشر في: 26 يناير, 2018: 06:44 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 1
ابراهيم
يدهشني ويؤلمني كثيرا جدا، ان يجمع العداء، حد الحقد، لمن اضطر ان يحصل على جنسية اخرى في زمن الطاغية، بين عالية نصيف وأمثالها وبين كاتب اجله مثل الاستاذ علي حسين ولا بد ياسيدي لك من توضيح لموقفك هذا فقد اضطر آلاف المناضلين على حمل جنسية اخرى بعد عقود من ا