TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قانون للخروج من الباب والدخول من الشبّاك!

قانون للخروج من الباب والدخول من الشبّاك!

نشر في: 24 يناير, 2018: 06:15 م

adnan.h@almadapaper.net

 

دخل حيّز التنفيذ هذا الشهر قانون شرّعه مجلس النواب في العام الماضي، يجعل من كل أفراد الطبقة السياسية المتحكّمة بنا وببلادنا منذ 2003 حتى الآن، قيّمة علينا وعلى بلادنا الى الأبد.
القانون هو قانون"اتحاد البرلمانيين العراقيين"الذي سينتظم فيه كل الذين عُيّنوا أو"انتخِبوا"في مجلس الحكم والجمعية الوطنية ومجالس النواب السابقة، والتالية كذلك. يستوي في عضوية الاتحاد النزيهون والفاسدون والمخلصون النشِطون والكسالى شبه الفضائيين، فنحن بإزاء"خان جغان"جديد يُضاف الى العشرات من الـ"خان جغانات"التي تحفل بها دولتنا.
القانون يُعطي لأفراد الطبقة السياسية التي ابتلِيَ بها شعبنا فرصة أخرى لتكون لهم كلمة في شؤون الدولة، فالاسباب الموجبة للقانون تبرّر تشريع القانون بالآتي:" بغيــة استثمار الكفاءات والطاقات البشرية من أعضاء مجلس الحكم وأعضاء السلطة التشريعية، والمساهمة في بناء تشكيلات قانونيـــــــــة تتماشى مع الأسس الديمقراطيــة واحترام الدستور وتطوير الدور البرلمانــــي لمَنْ مارس العمــــــــــــل البرلمانـــــي فـي تقديـــــــم المشورة والمشاركــــة في الارتقـــــاء بمستوى مؤسسات الدولـــة وتماشياً مع روح الدستور ونصه"، وألزم المجلس نفسه بأن يُخصّص جزء من الموازنة العامة لـ"توفير دعم مالي كافٍ يمكّن الاتحاد من تحقيق أهدافه وإقامة نشاطاته لقاء خدماته الاستشارية إلى مجلس النواب"!
الشاهد على كفاءة هؤلاء الذين عناهم القانون وعلى طاقاتهم وقدرتهم على تقديم الاستشارات الى البرلمان، أنهم أسّسوا لنا عملية سياسية من أسوأ ما تكون. هذا باعتراف العشرات من هؤلاء بالذات.. والشاهد أيضاً أنهم بنوا دولة فاشلة في كل شيء تقريباً، يتفاقم فيها تفشّي الفساد الإداري والمالي، وترتفع مستويات الفقر والبطالة، وتتردّى خدمات الكهرباء والماء والنظافة والصحة والتعليم والاسكان والنقل، فيما يتدهّور اقتصادها لصالح اقتصادات البلدان المجاورة والبعيدة التي جعلت من دولتنا مكبّاً لنفايتها من السلع والادوية فاقدة الصلاحية أو غير المناسبة للاستهلاك البشري، وممرّاً ومستقرّاً لمخدّراتها القادمة من جهة الحدود الشرقية، ومن جهة الحدود الغربية كذلك.
في نهاية 2005 استفتي الشعب العراقي على الدستور الدائم الذي تضمّن مادة تُلزم بتشريع قانون للنقابات والاتحادات، بيدَ أن مجالس النواب المتعاقبة منذ ذلك الوقت لم تستجب للمطالبات بتشريع هذا القانون من أجل تنظيم الحياة النقابية والمهنية وضمان حقوق ومصالح العاملين في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. لم تجد الطبقة السياسية وقتاً لتشريع هذا القانون الذي يهمّ ملايين من الناس، لكنها امتلكت كل الوقت لتشرّع لنفسها قانوناً يطمّنها الى استمرار نفوذها في الدولة حتى بعد انتهاء مدة حكمها ونفاد صلاحيتها، إنْ كانت صالحة لأي شيء غير الفساد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. محمد سعيد

    ماذا تريدون من كفايات ظلت تحوم في الفساد واصبح ديدنها قولا انها ضد الفساد . الدوله ليس فقط فاسده بل عبرها وعدم الكفاءه اهدررت خيرات البلد وضيعت كافه مقومات الحياة وبناء دوله رصينه وبقينا نرتجي من نيام في النجف انقاذ البلد انها حقا طامه كبري

  2. بغداد

    استاذ عدنان حسين شكراً لك على التأكيد والتوضيح بأن هذا القانون الذي شرعه قوارض العملية السياسة في مجلس النُهاب طلع صدك مو إشاعة لأننا عندما قرأناه اول مرة على موقع كتابات ضننا انه إشاعة لأنه قانون غير معقول وعندما شاهدنا الرجل القانوني المحترم طارق حرب

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram