سها الشيخلي هل يقود الحب الى ارتكاب جريمة القتل ؟ وهل يمكن ان يجتمع الحب مع الجريمة ؟ اسئلة  محيرة وصفها المحامي  عندما وجهتها له ، مشيرا الى  ان  الحب عالم غريب لا يمكن ان نحكم عليه جزافا من  دون ان نتعمق في دهاليز وانعطافات دروبه ، اما ان يقود الى ارتكاب جريمة فالامر لا يخلو من الغرابة ،
 وكما اسلفت لك الحب له عوالم يكتنفها الغموض والحيرة وقد يخضع الى مؤثرات اجتماعية ونفسية كبيرة  ، لاسيما ان اوراق هذه الجريمة  التي امامك تؤكد ان القاتل هي فتاة رقيقة خجولة ومهذبة وشابة جميلة تدعى ( ف – س ) ، ومع كل ذلك فقد قامت بقتل شقيقتها الوحيدة ( س – س )  لانها كانت تحب زوج شقيقتها حبا جارفا مجنونا ، ولم تكن وحدها في رسم معالم تلك الجريمة البشعة بل كانت بتدبير وتخطيط زوج القتيلة ( ع – د ) الذي تزوج بعد حب كبير ،  لكنه دبرجريمة قتل زوجته   لكي يتزوج من شقيقتها  ، حيث يحرم الدين الاسلامي الجمع بين الشقيقتين في الزواج ، لكنه لا يحرمه في حالة وفاة الاخت الزوجة ، ومن اجل ذلك قامت القاتلة  ( ف- س )  بتلطيخ يدها بدماء شقيقتها ( س- س ) من اجل الاقتران بزوج القتيلة ، اما كيف جرت فصول تلك الحادثة المؤلمة والغريبة فتشير اوراق التحقيق .- اداة ارتكاب الجريمة كانت فاس الحديقة التي وجدت مدفونة قرب صنبور الماء وهي ملطخة بدماء القتيلة ، مع العلم ان الفلاح كان يتمتع باجازة لمدة سبعة ايام  لوفاة احد اقاربه . - وجدت القتيلة جالسة على مكتبها تكتب ملاحظات حول محاضرتها لليوم التالي وجاء القاتل وضربها من الخلف على رأسها ولم تحدث فوضى في الغرفة او اثار لمقاومة مما يؤكد ان القاتل كان  موجود ا داخل البيت كما لم تسرق مبالغ او مصوغات ،  ولم تكسر  الخزانات مما يؤكد ايضا ان الجريمة قد ارتكبت للخلاص من  الزوجة  وان القاتل لم يسرق او يفتش على الذهب او الاموال . - تاكيد صاحب الدكان القريب من بيت القتيلة بدخول الزوج في غير موعد خروجه من الدوام كذلك فعلت القاتلة المعلمة حيث قدمت اجازة زمنية وخرجت . - استبعاد وجود اللصوص في ارتكاب الجريمة ، كما ان القتيلة كانت شخصية اجتماعية  متميزة لكونها مدرسة في احدى الاعداديات وانها كانت تتمتع بخلق كريم وليس لها اعداء .حب غير متكافئكانت مطالعة الباحثة الاجتماعية بعد عدة جلسات مع القاتلة ( ف – س )  قد اشارت الى جملة من الحقائق ربما كانت غائبة عن هيئة الادعاء العام بل وحتى عن هيئة الدفاع وهي كما وصفها  المحامي مطالعة تنم عن دراسة واقعية لظروف الجريمة لا كما عهدناه من مطالعات كلاسيكية روتينية الغرض منها ( اسقاط فرض ) ، تقول الباحثة الاجتماعية في تقريرها : - كانت القتيلة تتمتع بشخصية قوية وتحظى  بقبول من الجميع وكانت تعيش مع اختها وامها الارملة حياة طبيعية وكانت شقيقتها التي تصغرها باربع سنوات قد تخرجت من دار المعلمات وعملت معلمة يينما تخرجت هي من كلية التربية وعملت مدرسة  ويتحدث الجيران عن التباين الواضح في شخصية كل من الفتاتين فقد عرفت الكبرى بالهدوء والرزانة والاحترام في حين نرى  شقيقتها الصغرى المعلمة على النقيض من ذلك فهي طائشة ومدللة ربما كان لفقدانها والدها وهي طفلة ما جعل الام تعاملها بشكل خاص يختلف عن معاملة الاخت الكبرى فقد كانت الاخت الكبرى والام تقومان بتدليل البنت الصغرى حتى شبت غير مبالية بكل الامور ولا تقيم وزنا لاي اعتبار ، وبعد وفاة الوالدة اصبحت الاخت الكبرى هي المسؤولة عن البيت وعن الاخت الصغر ى وبعد سنتين من وفاة امهما تزوجت الاخت الكبرى ( س – س ) بعد قصة حب كبيرة كانت قد جرت بينها وبين قريبها الذي كان موظفا في احدى دوائر الدولة ، ، فقد كانت الضحية ( س- س) قد تعلقت به وبما انها كانت تمتلك عقلا راجحا ونظرة واقعية للحياة وحبا كبيرا لذلك القريب فلم تفكر بشهادته ولا بدخله بل كان ما يهمها ثقافته الواسعة واتزانه الظاهر وخلقه الكريم ، لكنها خدعت بكل تلك المظاهر غير الحقيقية والتي توهمت بوجودها ، وتزوجت من قريبها ذلك  ، ومرت السنة الاولى للزواج والتي يصفها الباحثون  بانها اخطر الفترات التي تمر على المتزوجين حديثا ، ورزق الزوجان بطفل وانشغلت الزوجة بطفلها مما جعل الزوج يشعر بفراغ في حياته ومن شعور بانها اخذت تبتعد عنه شيئا فشيئا ، ومع وجود شقيقتها معها فقد اخذ يجالسها ويتحدث معها كلما شعر بالضجر والملل الذي اخذ يتسلل الى حياته . الحب المحرم واخذت وجهات النظر بين الزوج واخت زوجته تتقارب شيئا فشيئا ، لتصبح حبا جارفا ربط بين الاثنين وقد تناسيا في غمرته  انه حب محرم لا تعترف به الشرائع والاديان التي حرمت  ارتباط الزوج باخت زوجته  حتى  في حالة طلاقها ، لكنه اجاز الارتباط في حالة وفاة الزوجة ، لقد جمعهما حب محرم ذلك لان شخصيتهما كانت متقاربة ، اما الزوج فقد وجد نفسه واقعا في حب المرأتين ، زوجته واختها ، وطابت له تلك