اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > في التلاشي.. والارهاب الآخر

في التلاشي.. والارهاب الآخر

نشر في: 24 يناير, 2018: 03:11 م

يقول المخرج فاتح آكين: "في التسعينيات عندما قمت بإخراج أول فيلم اخترت أن يكون بطله شابا يشبهني، تركي ولد في ألمانيا، مستحضرا خلفيتي العائلية، ولاقى هذا العمل ترحيباً واسعاً خاصة من قبل وسائل الإعلام التي سلطت الضوء عليه بشكل كبير، حينها أيقنت أن هذا هو المسار الذي يجب أن أسلكه"..
كانت خطوة المخرج الالماني من أصل تركي هي بالقاء مجساته بخصوص مسار الموضوعات التي سيعتمدها في أفلامه فيما بعد. وهي افلام ذات مساس بثقافة بلده الأم، فقد أخرج عددا من الأفلام الوثائقية التي تطلع من خلالها لاستكشاف الثقافة التركية وصبغتها العالمية، وامتدادها في التاريخ، حيث أبدع سنة 2005 فيلماً وثائقياً بعنوان "عبر الجسور - صوت اسطنبول" والذي سلط فيه الضوء على مختلف جوانب الموسيقى التركية والغنى والتنوع الذي تزخر به، فيما أنتج فيلماً وثائقياً آخر بعنوان "لقد نسينا العودة" يحكي من خلاله عن رحلة هجرة والديه من الأراضي التركية في اتجاه ألمانيا. العديد من أعمالك السينمائية ركزت على موضوع الهجرة، خاصة صورة المهاجرين الأتراك في ألمانيا.
فيلمه الجديد (في التلاشي) الذي فاز أخيراً كافضل فيلم أجنبي في مسابقة الغولدن كلوب، وعرض في مهرجان دبي السينمائي لايخرج عن (مسار) فاتح اكين، فهو فيلم صادم، مشوق ومثير وعاطفي، يُفضي فيه سعي امرأة شابة لنيل العدالة لزوجها وابنها الصغير المقتولين خلال عمل إرهابي، إلى شبكة معقدة من الدسائس والأكاذيب والمخاطر والفوضى النفسية.وبعد سلسلة من التحقيقات، يتضح بأن النازيين الجدد هم من قتلوا زوج «كاتيا»، «نوري» وابنها الصغير «روكّو»، ولكن ما سبب هذه الجريمة؟ بعدما تبدأ جلسات محاكمة المجرمين، تتعمق جراح «كاتيا» بعدما تكتشف الخفايا الشرّيرة والوجه القبيح للنازيين الجدد الذين سقطوا في أعماق الكراهية البشرية وتجد نفسها – بمساعدة من صديق زوجها المحامي «دانيلو» - في مواجهة نارية مع أولئك الذين سرقوا فرحة عُمرها ودمّروا حياتها بتطرّفهم ونواياهم الشريرة. وتحقق العدالة في أن تفجر نفسها مع هذا الارهابي.
ففي الوقت الذي تكرست فيه تلك الصورة النمطية للارهاب بوصفه من صنع العرب يقدم فاتح اكين معالجة معكوسة ، الذي يطرح فيه الأوروبيين كإرهابيين والمسلمين كضحايا.
نتابع في الفيلم شابا مسلما ( نوري) يخرج من السجن، حيث سجن بسبب تجارته بالمخدرات، ليتزوج من حبيبته الألمانية الشقراء، كاتيا، ليبدأ حياة جديدة.. ثم تتولى الأحداث لنلتقي بكاتيا برفقة طفلهما في طريقهما إلى مكان عمل زوجها، للترك ابنها عنده، وعند رجوعها الى مكان العمل تجده مزدحما برجال الأمن. حيث يقضي زوجها وابنها جراء عمل ارهابي.
تبدأ كاتيا تشك في أن مرتكبي هذا الفعل هم النازيون ودليلها إنها شاهدت فتاة تركن دراجتها أمام مقر عمل زوجها .. في وقت تصر تصر الشرطة في كون الضحية كان عضواً في تنظيم اسلامي متطرّف، لكنها تنكر كما أن الإعلام الألماني وصف العملية كحرب بين تجار مخدرات بدلاً من التحقيق بالأمر. ورفضت الشرطة توجيه التهمة للنازيين حتى إن وصلها تبليغ عن تورط أعضاء الحركة النازية بالعملية وقبضت على المشتبه بهم وهما الفتاة التي شاهدتها كاتيا وزوجها. وعندما تيأس (كاتيا) من اثبات الحقيقة التي تؤمن بها مثلما تيأس من القصاص بالفاعلين.. تلجأ هي لذلك .
ويفصح الفيلم حقيقة أن اندماج الاجنبي في المجتمع الاوروبي ليس وحده المسؤول عن الارهاب .. لكن الجانب الآخر أقصد به المجتمع يتحمل جانباً مهماً.. فليس الإعلام والقضاء وحده الذي كان له دور سلبي في هذه القضية بل حتى عائلتها التي كانت تحثها على نسيان زوجها باعتباره تاجر مخدرات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram