TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تركيا: لا نسعى لاشتباك مع القوات الروسية أو السورية أو الأميركية في سوريا

تركيا: لا نسعى لاشتباك مع القوات الروسية أو السورية أو الأميركية في سوريا

نشر في: 24 يناير, 2018: 12:01 ص

دعت الإدارة التي يقودها الكرد في شمال شرقي سوريا أمس الثلاثاء إلى حشد جماعي للدفاع عن منطقة عفرين ضد عملية عسكرية تركية.

وقالت الإدارة في بيان ”إرادة الشعوب لا تقهر. ندعو كل أبناء شعبنا الأبي بالدفاع عن عفرين وكرامتها والمساهمة في كل الأنشطة المتعلقة بذلك“.
وأقامت القوات الكردية السورية وحلفاؤها ثلاث مناطق للحكم الذاتي بينها عفرين في شمال غربي سوريا منذ بداية الصراع السوري. والمناطق خارج سيطرة الرئيس بشار الأسد.
وقال سيامند ولات القائد العام لقوات الحماية الذاتية في شمالي سوريا "صار لها أيام الدولة التركية تحاول أن تدخل أراضي شمالي سوريا لكن لن تقدر".
وأضاف لرويترز "لدينا قوات في عفرين بالآلاف يحمون الحدود، يحمون الشعب. عفرين مدربة أن تصمد". وقال على هامش مسيرة في مدينة الحسكة التي تبعد قرابة 350 كيلومترا إلى الشرق من عفرين ”إذا اضطر الأمر كل العساكر اللي هون سيذهبون إلى عفرين نحن مستعدون في أي لحظة“. من جانب آخر قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأميركية خلال عمليتها في شمالي سوريا ولكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها.
والولايات المتحدة وروسيا لهما قوات في سوريا وحثتا تركيا على التحلي بضبط النفس في عمليتها العسكرية (غصن الزيتون) التي دخلت يومها الرابع وتهدف للقضاء على سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين على حدودها الجنوبية.
وفتحت العملية جبهة جديدة في الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا وقد تهدد المساعي الأميركية لإرساء الاستقرار وإعادة إعمار منطقة كبيرة في شمال شرقي سوريا، غير خاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ساعدت الولايات المتحدة مساعي وحدات حماية الشعب الكردية لطرد مقاتلي تنظيم داعش.
وشن الجيش التركي ضربات جوية وأطلق نيران مدفعية على أهداف في عفرين وحاول جنوده ومقاتلون سوريون متحالفون معه التقدم داخل منطقة واقعة تحت سيطرة الكرد من الأطراف الغربية والشمالية والشرقية.
وعطلت الأجواء الملبدة بالغيوم أي دعم جوي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مما حد من تقدم القوات وتمكن المقاتلون الكرد من استعادة بعض الأراضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 22 مدنيا قتلوا في القصف والضربات الجوية التركية وإن الآلاف يفرون من القتال. وذكر المرصد أن قوات الحكومة السورية تمنع النازحين من عفرين من عبور نقاط التفتيش التي تسيطر عليها الحكومة ليصلوا إلى المناطق التي يسيطر عليها الكرد من مدينة حلب.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يوم الثلاثاء إن الهجوم التركي يشتت جهود القضاء على تنظيم داعش.
وتقول تركيا إن تنظيم داعش انتهى بشكل كبير في سوريا وإن التهديد الأكبر تمثله وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها امتدادا لجماعة كردية تشن تمردا داخل أراضيها منذ عقود.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا تهدف إلى القضاء على وحدات حماية الشعب ليس فقط في عفرين وإنما أيضا في منبج التي تقطنها أغلبية عربية.
وتقع منبج إلى الشرق من عفرين ونقلت تقارير عن تشاووش أوغلو قوله إن ”الإرهابيين في منبج يطلقون دوما نيرانا استفزازية. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن“.
وأضاف ”هدفنا هو عدم الاشتباك مع الروس أو النظام السوري أو الولايات المتحدة، ولكن محاربة التنظيم الإرهابي“.
وتابع ”يجب أن أتخذ أي خطوة لازمة. وإذا لم أفعل، سيكون مستقبل بلدنا في خطر. لا نخشى أحدا في هذا ونحن مصممون... لن نعيش في خوف وتهديد“.
وكتب على تويتر لاحقا إن ضابطا برتبة لفتنانت أصبح ثاني عسكري تركي يٌقتل في العملية.
ويقول مسؤولون أميركيون إن من أهداف واشنطن الرئيسية الحيلولة دون طرد تركيا لقوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة وتهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، من منبج.
ومنبج جزء من منطقة أكبر بكثير في شمالي سوريا خاضعة لسيطرة قوات معظمها قوات كردية. وعلى عكس عفرين، حيث لا تتمركز أي قوات أميركية، يبلغ عدد القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة الشرقية والممتدة 400 كيلومتر على طول حدود تركيا ألفي جندي.
وقال نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن القصف التركي يوم الاثنين قتل ثلاثة أشخاص في بلدة رأس العين مشيراً لاحتمال توسيع نطاق الأعمال العسكرية على الحدود التركية السورية.
وتقع رأس العين في منطقة يسيطر عليها الكرد في سوريا على بعد 300 كيلومتر تقريبا شرقي عفرين.
وتأمل الولايات المتحدة في الاستفادة من سيطرة وحدات حماية الشعب على شمالي سوريا في منحها القوة الدبلوماسية المطلوبة لإحياء المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة في جنيف للتوصل لاتفاق ينهي الحرب السورية.
وضمت فرنسا صوتها يوم الثلاثاء للمطالب التي تحث تركيا على ضبط النفس.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحفيين في باريس ”أتيحت لي فرصة إبلاغ نظيري التركي... بأن هذا الهجوم يقلقنا“.
وتابع ”رغم أننا نتفهم قلق تركيا إزاء أمن الحدود، لا يسعنا سوى أن ندعو تركيا للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس فيما يتعلق بهذا الأمر“.
وأثار دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية غضب أنقرة التي تعتبر الوحدات تهديداً أمنياً لها. وهذا الدعم أحد عدة أمور أدت إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا. وقال تشاووش أوغلو ”مستقبل علاقاتنا يعتمد على الخطوة التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة“.
وأضاف أن تركيا، التي نفذت عملية عسكرية دامت سبعة أشهر في شمالي سوريا قبل عامين لطرد تنظيم داعش ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، ستستمر في القيام بكل ما تعتبره ضرورياً. وأضاف ”سواء منبج أو عفرين أو شرقي الفرات أو حتى تهديدات من شمالي العراق، لا يهم... إذا كان هناك إرهابيون على الجانب الآخر من حدودنا فسيمثل ذلك تهديداً لنا“.
من جانب آخر قال دبلوماسيون عرب وغربيون إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قدم تصوراً لستراتيجية الولايات المتحدة الخاصة بإحلال الاستقرار في سوريا والدفع قدما بحل سياسي وذلك عندما يجري محادثات مع حلفاء كبار في باريس أمس الثلاثاء.
وحضر تيلرسون أولاً اجتماعا تستضيفه فرنسا عن مبادرة لاستهداف المسؤولين عن هجمات كيمياوية أغلبها في سوريا. وسيجرى بعد ذلك مشاورات غير رسمية بخصوص الستراتيجية بشأن سوريا مع مجموعة أصغر من وزراء خارجية حلفاء كبار مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية.
وأشار تيلرسون هذا الشهر إلى وجود عسكري أميركي لأجل غير مسمى في سوريا في إطار استراتيجية أوسع للحيلولة دون عودة تنظيم داعش وتمهيد الطريق أمام مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد السلطة في نهاية المطاف.
ودعا الوزير الأميركي في كلمته إلى "الصبر" فيما يتعلق برحيل الأسد وذلك في أوضح إشارة حتى الآن على أن الولايات المتحدة قبلت بأن روسيا وإيران عززتا موقف الأسد وبأنه من المرجح ألا يغادر السلطة على الفور. وذكر تيلرسون أن الستراتيجية الأميركية ستركز على الجهود الدبلوماسية.
وتأزمت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة كثيراً بسبب عدد من القضايا من بينها دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا تهديداً أمنياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

كتائب القسام تعلن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

متابعة/ المدى أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الخميس، استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام (محمد الضيف). وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في الأول من آب 2024 اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عز...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram