توفي الكاتب البريطاني بيتر مايل عن 78 عاماً كما أعلنت دار النشر التي تقوم بإصدار أعماله ومن أشهر أعماله "سنة في منطقة بروفانس" الذي يتضمن مذكراته في السنة الاولى بعد انتقاله للاقامة في فرنسا، الذي كان الكتاب الأكثر مبيعاً عام 1989 فضلاً عن العديد من الكتب التعليمية وقصص
الأطفال.

وقال الناشر ألفريد نوبف إن الكاتب بيتر مايل قد فارق الحياة في مستشفى بالقرب من منزله في جنوب فرنسا بعد مرض قصير. أما المخرج السير ريدلي سكوت، صديق مايلي وجاره، فقد قال إن كتاباته قد صورت القدرة التنافسية الأنكلو-فرنسية "ببراعة".وصور المخرج ريدلي سكوت في العام 2006 فيلم "سنة جيدة" من بطولة راسل كرو وماريون كوتيار مقتبساً رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب البريطاني وقال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): " كان بيتر رجلاً لطيفاً وناجحاً وكان ذلك نابعاً من روحه. كنا نشعر بأن كل شيء يقوم به سينجح". لقد صور الروح التنافسية المرحة بين الفرنسيين والإنكليز ببراعة."كان محقاً تماماً في كل ما قاله عن الفرنسيين، و عن البريطانيين أيضاً". وكان كتابه "سنة في منطقة بروفانس" قد تحول إلى مسلسل تلفزيوني من بطولة جون ثاو وانتج في عام 1993.
والكاتب في الأصل هو من مقاطعة ساسكس البريطانية،لكنه انتقل إلى فرنسا في أواخر الثمانينيات وقام بتأليف العديد من الكتب المستوحاة من حبه للريف، من بينها "بونجور بروفانس" و"أنكور بورفانس". ونالت أعماله شعبية كبيرة الى الحد الذي اضطره أن يشتري في وقت لاحق منزلاً في لونغ آيلاند،في نيويورك، هربا من حشود الناس الذين كانوا يراقبون كوخه الفرنسي. وفي مقابلة اجريت معه في عام 1996، قال الكاتب : "كان هناك أشخاص يأتون لزيارتي من اليابان، ومن أستراليا، و ألمانيا، و السويد، و إنكلترا، ومن أمريكا. في البداية، كان الأمر مثيراً للغاية ... ثم زاد عددهم إلى أن وصل الأمر ان تكون هناك أربع أو خمس أو ست زيارات في اليوم ". وفي عام 2002، منحته الحكومة الفرنسية شهادة شرف لقاء خدماته التي قدمها إلى الثقافة الفرنسية. بدأ مايلي مشواره في كتابة سلسلة من الكتب التعليمية للأطفال، بما في ذلك كتب التربية الجنسية وغيرها من الموضوعات التي تناقش قضايا مثل الحياة والموت. ومن بين عناوين كتبه (من أين جئت الى هذا العالم ؟ حقائق الحياة دون أي هراء ومع الرسوم التوضيحية، وكتاب هل أحب ذلك؟ وكتاب تجربتك الجنسية الأولى، ما يمكن توقعه منها ،و ما يجب تجنبه، وكيف يمكنك الحصول على أقصى استفادة منها. وقال الكاتب بيتر مايل في موقعه على الانترنت ان عدد نسخ كتابه سنة في منطقة بروفانس وقت صدوره في عام 1990 كانت لا تتجاوز ثلاثة آلاف نسخة، لكن فيما بعد بيعت من هذا الكتاب ستة ملايين نسخة في 40 لغة.
في عام 2016 تحدث بفخر عن عقدين ونصف من السنين عاشها في جنوب فرنسا، قائلا انه وجد فيها ما "يرضيه تماما ". وقال: "ما زالت تغويني بسهولة تلك الاشياء المثيرة للاهتمام وتدفعني لأن أترك مكتبي مثل: تذوق النبيذ،أو أكلة مصنوعة من طاه شاب واعد، اوالشائعات عن الكمأة التي يمكن العثور عليها تحت شجرة البلوط القريبة، وبطبيعة الحال،كل مشاهد الحياة اليومية "الغريب أان ، أكثر الاشياء التي كنت أطمح إليها مثل السفر لمسافات بعيدة، لم تعد جذابة بالنسبة لي.
"أنا لا أريد أن أذهب إلى أي مكان آخر. أنا سعيد حيث أنا. وهذا، على ما أعتقد، هو الرضا، وسأكون دائما ممتنا لكتابي سنة في بروفانس لمساعدتي على تحقيق ذلك ".
 عن الاندبندنت