TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > احتكار منتخبات الفئات

احتكار منتخبات الفئات

نشر في: 23 يناير, 2018: 02:55 م

لا يختلف إثنان، إلا إذا كان قلب أحدهما مريضاً، على أنَّ سياسة اتحاد كرة القدم في تسمية مدربي المنتخبات العمرية تشوبها تأثيرات خاصة تفتقد للعدالة بكل تأكيد، ولا تنظر الى مصير أي منتخب أدنى من الوطني بعين القلق من تسليم مقدّراته بيد المدرب طالما أن النتائج لن تُغضِب الشارع الرياضي ولا تهزّ كراسي أعضاء الاتحاد لتوقظهم من غفلة إهمال تحضير اللاعبين الصغار ليكونوا خلفاء للنجوم الكبار.
قبل أيام ودّع منتخبنا الأولمبي بطولة كأس آسيا تحت 23 في الصين بمرارة كبيرة أمام منافس لم نعرف أسراره بقدر تحضيره المسبق بمعلومات وافية عن لاعبينا والأسلوب الماكر لمجابهتهم به، وأفلح في آخر الموقعة التي حسبناها غير متكافئة، فأظهرتنا بلا كفاءة فنية نستحق بها الترشّح للدور نصف النهائي، وهنا يتحمّل الاتحاد وأعضاء الملاك التدريبي فقط المسؤولية كون هذه المرّة بلغ العناد حدّاً لا يطاق بتجديد الثقة بهم وقد أثبتوا أنهم ليسوا مناسبين للمرحلة الراهنة في الاستحقاق القاري بعدما كرّروا مشاركة أسماء وهِنة وأعمارهم لم تعد تسمح للعودة بهم الى الوراء، ولم يخجلوا من زجّها في قائمة الاعتماد، فهل فرغ العراق من الموهوبين؟!
في أزمان الثمانينيات والتسعينيات، كان عدد كبير من المدربين يتسنّمون المهمة مرّة واحدة، ولا يبقوا إلا إذا واصل الفريق اللعب في نهائيات القارة أو المونديال كما حصل مع الكابتن أنور جسام عامي 88و89 بخطفه لقب آسيا في الدوحة، ثم اللعب في مونديال الرياض، وهكذا مع عدنان حمد بطل آسيا 2000 وشارك في مونديال الأرجنتين العام التالي، بينما استحدث الاتحاد اليوم سياسة جديدة باحتكار منتخبات الفئات العمرية لأسماء بعينها وكأنها حقوق شخصية لا ترتبط بالتزامات الاتحاد أمام الدولة العراقية من أموال عامة ودعم لوجستي!!
لابد من دور فاعل للجنة المنتخبات بشخوص شجعان، وهم كذلك، لا يتراجعون عن اتخاذ أي قرار إصلاحي، ويهرعون لتقديم استقالات جماعية إذا ما همّش الاتحاد توصياتهم، ويُنسِّبون مدراء فنيين بخبرات الكباتن أنور جسام وجمال صالح وعبدالإله عبدالحميد وغيرهم، للإشراف والتدخّل في كل شيء ومنع تهوّر المدرب من اللعب بأوراق خاسرة تطيح بحظوظنا خارج المنافسة، وهنا لا نفشي سرّاً أن الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم أرسل مديره الفني ورئيس لجنة التطوير يورغن كيدا، بطائرة خاصة حال اكتمال أسماء المتأهلين للدور ربع النهائي، وألتقى المدرب بارك هانج سيو الذي سبق وأن عمل مساعداً للهولندي غوس هيدينك، ووضع خطة مُحكمة حصر بها فاعلية منتخبنا الأولمبي وسط الميدان وليس هذا فحسب، بل شلّت تحرّكات أبرز العناصر حسين علي، وأبقت ستراتيجية الهجوم الحُر فاعلة داخل منطقتنا بسبب الضعف الفاضح للمدافعين، فسهّلت عملية اصطياد الكرات الساقطة في المنطقة المحرّمة قبّالة الحارس أحمد باسل، الذي كان يستحق الاستبدال قبل بدء ركلات الترجيح كونه أجهد بدنياً وذهنياً وسمح بتعادل فيتنام ثلاث مرات.
أمور كثيرة أفسدت التشكيلة، وقطعت للملاك التدريبي تذكرة العودة الى الدوري المحلي لعلّه لا يتورّط ثانية في تحدي تاريخ كرتنا بمشاركات خائبة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram