قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس الاثنين، إن هناك اتفاقاً بين تركيا وروسيا فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي تستهدف مقاتلين كرداً مدعومين من الولايات المتحدة فى منطقة عفرين بسوريا، وإن أنقرة لن تتراجع عن العملية.
وأضاف إردوغان في خطاب أدلى به فى العاصمة أنقرة أن تركيا ستسيطر على عفرين مثلما سيطرت على جرابلس والراعى والباب في سوريا وسيتمكن السوريون من العودة إلى ديارهم
من جانب آخر نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله،أمس الاثنين، إن التصرفات الأميركية في سوريا إما "استفزاز متعمد" أو دليل على عدم فهم واشنطن للوضع هناك. فيما أعلن المتحدث باسم القصر الرئاسى الروسي ديمتري بيسكوف، أن موسكو تحافظ على الاتصالات بين المسؤولين السوريين والأتراك وتراقب في الوقت نفسه العملية العسكرية القائمة في منطقة "عفرين" شمالي سوريا.
وقال بيسكوف، في تصريح أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية، أمس الإثنين، "نحن نراقب عن كثب العملية القائمة في "عفرين" السورية، بينما نحافظ على عملية الاتصال بين القيادة السورية والتركية".
وشدد المسؤول الروسي على أن موسكو تؤمن بشدة بمبدأ الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، في الوقت نفسه الذي نحافظ فيه على النواحي الإنسانية فيما يتعلق بالأحداث الجارية.
وعقد مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين، لبحث تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا بعدما شنت تركيا هجوماً على المقاتلين الكرد في عفرين السورية، بحسب ما أعلن مسؤولون وبناء على طلب من فرنسا.
وكان وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان قال في وقت سابق إن فرنسا دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سوريا، في أعقاب توغل تركي في منطقة عفرين بشمالي سوريا. وعبر عن قلق بلاده الشديد بشأن "التدهور المفاجئ" في الوضع في سوريا، مطالباً باجتماع لمجلس الأمن من أجل "تقييم الوضع الإنساني".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت، السبت الماضي، إن موسكو تتابع تطورات الوضع في عفرين بسوريا، بعد بدء عملية عسكرية تركية.
وذكرت الوزارة، في بيان، إن "موسكو تلقت هذه المعلومات بقلق، وتتابع عن كثب تطورات الوضع"، كما أكد البيان: "في هذا الصدد تدعو الأطراف المتحاربة لضبط النفس".
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن لتركيا مخاوف أمنية "مشروعة" في المنطقة، وذلك بعد بدء عملية عسكرية تركية ضد مسلحين كرد بمنطقة عفرين، شمالي سوريا.
وأوضح ماتيس إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة بنيتها قبل بدء التوغل في عفرين، مضيفاً "نحن نناقش الآن الخطوات القادمة".
وفتحت الهجمات التركية على عفرين جبهة جديدة في الحرب الدائرة في سوريا منذ سبع سنوات.
وكانت تركيا غاضبة من دعم الولايات المتحدة لجماعة "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي نفذ هجمات دامية ضد تركيا على امتداد ثلاثة عقود، في الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية.
وقال ماتيس إن المسلحين الكرد كانوا فعالين في محاربة تنظيم داعش، لكن هذا لم يساهم في طمأنة تركيا بشأن مخاوفها الأمنية.
وأكد ماتيس أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا يستطيع تأمين عدم استخدام الأسلحة الأميركية لمواجهة الجيش التركي.
وفي سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قلقة من العمليات العسكرية التركية، قال ماتيس "نحن حذرون، ونراقب الوضع على مستويات عليا"
