اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > بولندا من دون رأس .. وشبح الازمات يطلّ من روسيا

بولندا من دون رأس .. وشبح الازمات يطلّ من روسيا

نشر في: 14 إبريل, 2010: 05:55 م

متابعة اخبارية:الشكوك تحوم أصلا حول الغرابة التي يثيرها وجود "صفوة البلاد" كلها في طائرة واحدة. فقد كان بين القتلى وعددهم 96 شخصا، بمن فيهم أفراد الطاقم الثمانية وإضافة الى الرئيس نفسه، عقيلته ماريّا التي تحظى باحترام هائل من سائر البولنديين على اختلاف انتماءاتهم السياسية.
وكان بين كبار المسؤولين الآخرين مدير مكتب الاستشارية الرئاسية، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة، وقادة أسلحة البر والبحر والجو، ومدير وكالة الأمن القومي، ونائب وزير الدفاع، ورئيس البنك المركزي، ونائب رئيس مجلس النواب (البرلمان)، ووكيل وزارة الخارجية، ونائب زعيم حزب "القانون والعدالة" ومسؤولون حكوميون آخرون. وكانت تصاحب هؤلاء كوكبة من الشخصيات الأكاديمية والعاملة في حقول التأريخ وحفظ التراث، وممثلو الوكالات شبه الحكومية والخيرية وغيرها.. وباختصار، كانت تلك "مجزرة" وسط أبرز نجوم المجتمع السياسي والثقافي البولندي.صدفةوربما تكون الصدفة وحدها من قادت الطائرة ، ونخبتها، الى حتف مريع، قبل ان يتوجهوا لحضور حفل استذكار "مجزرة كاتين" التي ارتكبتها القوات السوفيتية السابقة خلال الحرب العالمية الثانية.لكن هذه الصدفة لا تقنع بعض المحللين، إذ يقول الكاتب صلاح احمد ان هذا في حد ذاته مصدر لتكهنات وشائعات تحدثت عن "يد روسية خفيّة" في الأمر، خاصة على ضوء أن الرئيس كاتشينسكي كان ينتهج أجندة كاثوليكية يمينية وعرف بعلاقاته "العسيرة" مع رئيس الوزراء الروسي القوي فلاديمير بوتين.ما ذهب اليه صلاح تعززه حقيقة ان الطائرة نفسها عتيقة. فهي روسية من طراز "Tupolev TU-154"، التي بدأت أولى رحلاتها الجوية في عام 1968. وقد أوقفت شركة الطيران الروسية "ايروفلوت" استخدامها مؤخرا كونها لم تعد تفي بمستلزمات السلامة الحديثة إضافة الى انها تستهلك قدرا عاليا من الوقود.وتبعا لإحصاءات "شبكة سلامة الطيران" الدولية، فقد تعرض طراز الطائرة هذا لـ66 حادثة مميتة خلال العقود الأربعة الماضية، منها ست حوادث في الأعوام الخمسة الماضية.الهبوط في الضبابويتفرع من حادث طائرة الرئيس البولندي أمر آخر يتعلق بالطيّارين أنفسهم. فغالبا ما يلامون على اتخاذ القرار الخطأ في الأحوال الجوية السيئة، مثلما كان الحال في حالة طائرة الإذيس البولندي المشؤومة التي حاول قبطانها الهبوط بها وسط ضباب كثيف.والدارج في هذه الأحوال أن برج المراقبة يحذر الطائرة من سوء الأحوال الجوية ويترك للقبطان تقدير الموقف و"المغامرة بالهبوط" إذا أراد. وتبعا لوسائل الإعلام الروسية فهذا بالضبط هو ما حدث مع طائرة الرئيس كاتشينسكي.على أن من المستبعد نوعا ما أن يكون قبطان الرئيس قد اتخذ قرار المغامرة بالهبوط في ذلك الضباب منفردا وهو يعلم أهمية الذين يجلسون على مقاعد طائرته. وليس مستبعدا أيضا أن يكون قد قرر عدم المغامرة لكنه تعرض للضغوط من الرئيس نفسه أو من أي من المسؤولين الآخرين أو القادة العسكريين، ومنهم قائد السلاح الجوي نفسه... ربما كان "الصندوق الأسود" قادرا على تقديم الإجابة على هذه النقطة.أزمة جديدةويبدو ان عدد من الخبراء يتفقون مع شكوك صلاح احمد، اذ اكدوا ( الفرنسية) ان الكارثة الجوية يمكن ان تغير الوضع بين روسيا وبولندا وتؤدي الى تأثير اكبر على العلاقات بين الشرق والغرب في اوروبا.وسارعت الحكومة الروسية بعد الحادث الى توجيه رسالة تعزية الى بولندا.فالقادة الروس يدركون ان الحادث الذي وقع في نفس المنطقة التي شهدت قبل سبعين عاما مقتل اكثر من عشرين الف ضابط بولندي بيد الجيش الروسي، يمكن ان يقوض جهودهم لاعادة العلاقات مع وارشو.وقال فيودور لوكيانوف رئيس تحرير نشرة "راشا إن وورلد افيرز" ان القادة الروس "برهنوا على سرعة لا سابق لها في مساعدة بولندا بدءا بالتحقيق وانتهاء بعملية التعرف على الجثث".وبولندا العضو في الاتحاد الاوروبي، هي اقوى الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي قبل انهياره. وهذه الدول الشرقية، بما فيها بلدان البلطيق الثلاثة التي كانت جمهوريات سوفياتية منتمية الى حلف وارسو، تتمتع اليوم بتأثير متزايد على السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي.ومع ان روسيا تقيم علاقات ممتازة مع ألمانيا، المؤثرة جدا في اوروبا الشرقية، فان العلاقات الروسية-البولندية تشكل لب الحراك بين الشرق والغرب في عملية القرار السياسي في الاتحاد الاوروبي.فاذا تحسنت العلاقات الثنائية، ينعكس ذلك على العلاقات بين موسكو والاتحاد الاوروبي على الرغم من الخلافات الكثيرة في الاتحاد الاوروبي حول طريقة التصرف مع روسيا.بين شرق أوروبا وغربهافي المقابل اذا ادت الكارثة الجوية في بولندا الى عودة التشكيك في روسيا، فان التوتر بين الشرق والغرب في اوروبا سيبقى ملموسا. وقال لوكيانوف ان "كاتشينسكي لم يكن صديقا لروسيا وهذا اقل ما يمكن قوله". واضاف "لكنه يعامل باحترام كبير من قبل القادة الروس".ورأى ان "هذه الكارثة تبقى نذير شؤم رمزيا ويمكن ان تعزز في بولندا فكرة ان كل ما هو مرتبط بروسيا رهيب وسيّئ&quot

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram