اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نافذة العبادي

نافذة العبادي

نشر في: 20 يناير, 2018: 07:11 م

هناك حكمة أتذكّر أنني كتبتها يوماً في هذه الزاوية خلاصتها إنّ كلّ الأسماء تتشابه لكنّ الأفعال هي مَن تميِّز الناس عن بعضهم ، لماذا أتذكّرها الآن؟ لأنني أجد نفسي صباح كلّ يوم مع موقف جديد للسيد حيدر العبادي لايختلف بالشكل والمضمون عن المواقف التي كان يتخذها سلفه السيد السيد نوري المالكي ، وأحيلكم إلى تحالف النصر .
في المسرح بشكل خاص، ثمّة نوع يُدعى فنّ السخرية، كأن تقول مثلاً إنّ نواب البرلمان يرحّبون بقرار إلغاء رواتبهم التقاعديّة ، لكنهم سيلجأون إلى المحكمة الاتحادية حفاظاً على هيبة الدستور، أو إنّ عالية نصيف هددت بكشف المستور إذا لم يلحقها العبادي بقائمته فوراً .
وفي الصحافة ، ثمّة شيء يدعى الكتابة الساخرة . كأن تقول مثلاً إنّ السياسيين الذين فشلوا في السنوات الماضية سيعتزلون السياسة ، أو إنّ القادة العسكريين الذين تسببوا بكارثة الموصل سيقدّمون إلى القضاء .
هذا النوع من الصحافة الساخرة ميزته إنه يبالغ في طرح الموضوعات من أجل أن يثير اهتمام القرّاء ، أنا من جانبي اخترتُ أن أتفرّج على الساسة وهم يسخرون منّا ، وكنتُ أحرص على أن أُخصّص لهم مكاناً في هذه الزاوية المتواضعة ، فهذا من باب إشاعة الابتسامة ، خصوصاً ونحن نعيش في ظلّ أيام الكآبة العراقيّة التي لايريد لها أحد أن تنتهي ، وأقرّ لكم بأنّ الإعجاب بساستنا الأفاضل ليس تلقائيّاً وإنما هو بسبب تبحّرهم في علوم الخطابة ، وتفضّل جنابك قاوم سحر أحاديثهم ، من دون أن تقع على ظهرك من الضحك ، وأتحدّاك أن تقاوم.
لقد وقع نظري قبل أيام على خبر ينتمي إلى مسرح اللامعقول . الخبر يقول إنّ السيد العبادي منزعج جداً من سيطرة الأحزاب على الهيئات المستقلّة ، هنا اسمحوا لي أن أقول إنّ السخرية ضاعت ، فهل يمكن أن يخطر في بال مواطن أن يسأل لماذا لاتزال جميع الهيئات المستقلّة تدار بالوكالة من قبل أعضاء في حزب الدعوة حصرا ؟
ولاتنتهي السخرية عند هذا الحدّ فالسيد العبادي يخبرنا أنه يبحث عن مرشحين لقائمته التي سيخوض فيها الانتخابات المقبلة، ولهذا فهو قد أطلق نافذة إلكترونية تتيح لمن يرغب في الترشّح ضمن ائتلافه الانتخابي، التقديم بشكل مباشر في إطار شروط عدّة، أبرزها أن يكون المرشح حاصلاً على تأييد 500 شخص من الناخبين في مدينته
ليس هناك ما هو أقسى أن ترهن البلاد تحت رحمة الخطب الساخرة ، أيّها السادة فرصتنا الأخيرة ، ليست في قائمة " إنترنيتيّة " ، بل بسياسيين أكفاء ونزيهين ، من دون خطب إصلاحيّة ، ومن دون نوافذ العبادي الإلكترونيّة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أم رشا

    استاذ علي ، جميع الأحزاب السياسية التي دخلت الانتخابات قدمت مرشحيها على أساس الكفاءة السياسية والنزاهة واتضح بعد ذلك أنهم لا يملكون ادنى هذه المقومات لماذا لأنهم لايجيدون الاختيار فاختيارهم ينصب على من كان معارض للنظام السابق سني أو شيعي للنخاع وموالي لإي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram