قبل أيام فقد الوسط الأدبي ناقداً وشاعراً عمل لمدة تزيد على أربعين عاماً في هذا الوسط، بعد أن فقد جزءاً كبيراً من بصره، وأطلق لحيته البيضاء، وبدا حزيناً يائساً من كل شيء،الذي هو سليم عبد القادر السامرائي فقد أعيته الحيلة في الحصول على مبلغ ليجري عملية جراحية لعينيه، فعاش عفيفاً كريماً لا يمد يده لأحد، ولا يطرق أبواب المسؤولين مثل غيره من الذين أدمنوا على ذلك.
قبل شهرين من الآن رأيته وكان قد فقد الكثير من صحته، وبرغم هذا بقي يسألني عن الأصدقاء والزملاء واحداً وأحداً، وحينما سألته لماذا قلل من مجيئه لاتحاد الأدباء؟ أجابني: صحتي لا تساعدني. ومازال الكثيرون منا يتذكرون كتابه (قصاصون من العراق) الذي تناول فيه عدداً من القصاصين العراقيين، وكتب قصيدة النثر وله فيها ثلاث مجاميع شعرية والعشرات من المقالات النقدية في الشعر والقصة وكذلك متابعات للمجلات العراقية والعربية وعمل مصححاً لغوياً في أكثر من صحيفة محلية، وأعد إحدى قصص نجيب محفوظ إذاعياً وأعجب بإعدادها الروائي الكبير نجيب محفوظ حينما زاره السامرائي في بيته بالقاهرة. كنا في المدى على موعد معه لتسلم منحة صندوق التنمية الثقافية، لكنه لم يأت ولم نكن نعلم بأن المرض والموت هما منعاه من المجيء. وداعاً أبا مطاع ايها القلب الكبير. محمد درويش علي
وداعاً أيها القلب الكبير
نشر في: 14 إبريل, 2010: 06:01 م