حين شرعت بترجمة رواية " النباتية " من الكورية إلى الإنكليزية للروائية هان كانغ وهي من أولى ترجماتي لم أكن أملك أية فكرة عنها ناهيك عن ما ستكون عليها في قابل الأيام من ردود فعل القراء والنقاد ، فقد قضيت معظم حياتي في القراءة ولم أكن أميز بعد أية لغة من اللغات سوف أختارها لكي أبدأ عملي كمترجمة فكان قراري بعد التخرج أنني سوف أتعلم لغة معينة أختارها لأصبح مترجمة أدب فاخترت الكورية لأسباب براغماتية لأنني كنت أعرف أن البلاد لديها مشهد أدبي حي ، ولكن في الواقع كنت قد قرأت عنها مثل بقية اللغات التي لم يقع اختياري النهائي عنها بعد كلغة يمكن أن أنطلق منها للترجمة وفي نهاية المطاف اقترح عليَّ الناشر رواية " النباتية " للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ ترجمتها بعد معرفته دراستي للغتها الأم ، وعندما بدأت لم أكن أعرف ما هي العلاقة المعتادة بين المؤلف والمترجم والتي كان من المفترض أن تكون على اتصال بينهما أو حتى لو كانت كانغ تتحدث الإنكليزية لذلك ذهبت قدما في ترجمة روايتها وإرسالها للناشر وانتظار ما يتمخض عنه عملي هذا .
" النباتية " ترجمت بالفعل إلى عدة لغات وعندما رأيت هذه الكتب شعرت دائماً بغرابة أن يكون اسمي وصورتي عليها لذلك كنت سعيدة جدا عندما ترجمت إلى اللغة الإنكليزية لأنها هي لغتي الأخرى وكان رائعاً التفكير في الخفايا وإمكانيات اللغة الكورية فقد أرسلت إجابات على استفساراتها وبعض الأسئلة مني بالطبع وبدأنا تبادل رسائل البريد الإلكتروني وفي بعض الأحيان كنت أرسل صفحة كاملة ، لكنها كانت في الغالب قصيرة وممتعة جداً ، ويوم العمل في المملكة المتحدة هو تقريباً عكس ذلك في كوريا لذلك عليك إما الحصول على ما يصل في وقت مبكر أو البقاء حتى وقت متأخر للتحقق من أي رسائل للبريد الإلكتروني ومن ثم بدء العمل على الفور في كثير من الأحيان قبل الاستحمام ، أن مجرد العمل طوال اليوم يحتاج مني أيضا التوقف للراحة وحتى في بعض الأحيان الخروج للخارج للرياضة واستعادة لياقتي الذهنية فجملة واحدة قد تأخذ أكثر الوقت من التفكير لغرض وضع ما يقابلها والمضي قدما نحو إكمال العمل الذي شعرت نحوه بسعادة غامرة وهو يحقق فوزا لم أكن أحلم به على الإطلاق .
يذكر أن رواية المؤلفة الكورية الجنوبية هان كانغ التي تحمل اسم " النباتية " التي تجسد سعي امرأة للهروب من التفاهات المحلية عن طريق تحويل نفسها إلى شجرة حازت على جائزة مان بوكر الادبية العالمية لعام 2016 وسلمت لجنة تحكيم الجائزة وقدرها 50 ألف جنيه استرليني 72000 دولار لمؤلفتها هان كانغ ومترجمتها إلى الإنكليزية البريطانية ديبورا سميث.
وتدور أحداث الرواية حول قصة امرأة كورية " تستيقظ من أحلام مزعجة لتجد نفسها قد تحولت إلى لغز لا تعرف له حلاً " بحسب ما ذكرته لجنة التحكيم ، يشار إلى أن هان تبلغ من العمر 45عاماً تقوم بتدريس الكتابة الإبداعية في معهد سيئول للآداب وحصلت على عدة جوائز أدبية في كوريا الجنوبية عن روايتها التي تعد أول عمل لها ينشر بترجمة إنكليزية .
قالت هان كانغ وقت منحها الجائزة : " نيل هذه الجائزة يشرفني جدا " ، واختيرت الرواية باجماع لجنة تحكيم من خمسة أعضاء من بين ست روايات أخرى بينها " شيء غريب في ذهني " للتركي أورهان باموك ، واعتبر رئيس لجنة التحكيم بويد توكينل أن الرواية شاعرية ومؤثرة ،
أما المترجمة ديبورا سميث 28 عاماً فقد بدأت في تعلم اللغة الكورية قبل سبعة أعوام بعد حصولها على شهادة في الأدب الإنكليزي وانتقالها إلى كوريا الجنوبية .
وبدأت جائزة مان بوكر الدولية عام 2005 كجائزة نصف سنوية تمنح لمؤلف يكتب بلغة أجنبية وتتوافر أعماله بالإنكليزية على نحو واسع النطاق وبداية من عام 2016 تحولت مان بوكر إلى جائزة سنوية لكتاب مترجم واحد.
هان كانغ وديبورا سميث : إنه لأمر رائع أن نفكر في إمكانيات اللغة

نشر في: 20 يناير, 2018: 09:01 م