من أهمّ مشاريع تطوير كرة القدم في آسيا التي دبّجها رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة سلمان بن إبراهيم في برنامجه الانتخابي ودشّنها في كانون الثاني 2014 بالعاصمة العُمانية مسقط، هو تأهيل منتخبات رديفة للسنين الخمس التي تلي مشاركة الدول الأعضاء 47 في تصفيات بطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً، قبل أن يتم حصر منافسة 16 منتخباً للفوز باللقب، وهو ما تشرّف به منتخبنا الأولمبي بقيادة المدرب حكيم شاكر عقب الفوز على المنتخب السعودي بهدف مهند عبدالرحيم يوم 26 كانون الثاني 2014 في المباراة النهائية التي ضيّفها ملعب السيب وأدارها بنجاح الحكم الدولي الإماراتي محمد عبد الله.
تلك كانت البذرة الأولى وتبعتها النسخة الثانية في العاصمة القطرية الدوحة للفترة 12– 30 كانون الثاني 2016 وتوّج بها المنتخب الياباني بعد فوزه على كوريا الجنوبية (3-2) يوم 30 من الشهر نفسه، في ملعب عبدالله بن خليفة وأدارها الحكم القطري عبدالرحمن الجاسم باقتدار، بينما اكتفى منتخبنا الأولمبي بقيادة المدرب عبدالغني شهد، بالمركز الثالث عقب الفوز على قطر (2-1) سجلهما مهند عبدالرحيم وأيمن حسين.
واليوم تواصل مدينة تشانغشو الصينية النسخة الثالثة من البطولة للفترة من 9-27 كانون الثاني الجاري، وبلغت الدور ربع النهائي منتخبات العراق وقطر وفلسطين وفيتنام واليابان وأوزبكستان وكوريا الجنوبية وماليزيا، وما لفت انتباهنا أن العمل في هذه الاتحادات يجري بشكل منظّم في متوالية الأجيال التزاماً بالعمر المسموح بالبطولة من أجل هدف أبعد، يتم التحضير له بعيداً عن النتائج، بدليل أن خسارة البطل السابق اليابان أمام أوزبكستان بأربعة أهداف نظيفة تعزّز ما ذهبنا إليه أن الاتحادات المحترفة في آسيا تنظر الى البطولة كمفاعل كبير في مساحة عملها للسنين الخمس المقبلة ولا يُعاد انتاج العناصر نفسها.
إنَّ المدربين الآسيويين المعتمدين في البطولة مثل اليابان وماليزيا وقطر وغيرهم، عضّدوا سياسة البناء الصحيح لمنتخبات تحت 23 عاماً، ووضعوا في مفكرتهم عدم العودة الى الوراء، فمن شارك في تصفيات البطولة الأولى التي جرت عام 2013 لا يمكن أن يكون أساسياً ضمن منتخب عام2016، ومن بعده 2018 وقد شدّد الاتحاد الآسيوي في شروط إطلاقه تصفيات مسقط أنه يحق للاعبين المولودين (في أو بعد) 1 كانون الثاني 1991 فقط المنافسة فيها، بينما لدينا أسماء استمرّت بالمشاركة خلال البطولات الثلاث أو اثنتين منها، ولم يوقِف اتحاد الكرة المدرب أثناء تقديمه الأسماء ويُطلب منه تغييرها أو إعفاؤه من مهمته في حال أصرّ على اصطحابهم، لأنه بذلك يُفشل ستراتيجية الاتحاد القاري مثلما تحرص العديد من الاتحادات على الالتزام بها.
وعذراً لجميع المدربين الذين يتولون مسؤولية مشاركة المنتخبات في البطولات من هذا النوع، فمنذ أول ورقة إعداد للاعبين تستحوذ أنانية المدرب على قرارته بشكل فاضح، بدءاَ باختيار لاعبين سبق وأن شاركوا في بطولة سنية ماضية مثل تحت 17 أو 19 أو 21 أو 23 وصولاً الى الخط الأول أكثر من مرّة، ليجلب الشكّ الى نفسه وللاعب أيضاً، وهذا أمر مستهجن، فالقاعدة السليمة تفيد بأن المدرب الواثق من مؤهله الفني لا يلجأ الى تعزيز قدرات فريقه بلاعبين تقدموا بالسنّ ما بين البطولتين، بل يعتمد على لاعبين جُدد يأخذ بأيديهم الى منصّات التفوق أو يخفق وسط المنافسة.. لا عيب ، مثلما يحسب حسابه البعض، بل أن وصمة العار تظل موسومة باسمه عندما يتحايل على الاتحاد المحلي والآسيوي والجماهير بتكرار منح الثقة لأيّ لاعب يتجاوز مرحلة الأولمبي رسمياً باستدعائه الى المنتخب الوطني!
مفاعل كرة آسيا
[post-views]
نشر في: 20 يناير, 2018: 03:57 م