لاأعرف حقيقة من قال بأن " الإنسان يموت إذا فقد قدرته على التمني ، وليس اذا فقد القدرة على التنفس " لكني اعتبره محقاً ، فما دمنا نحيا ونتنفس فلابد لنا أن نعيش تلك الحياة فعلاً بأن نواصل التمني عسى أن تفتح لنا الابواب المغلقة ونجد ضوءاً ينير لنا الانفاق المظلمة ..
مع اشتداد حمى التحالفات من اجل خوض الانتخابات واحتدام الجدل حول اجراء الانتخابات أو تأجيلها لايسعنا إلا أن نتمنى أن تمتاز هذه المرة بالنزاهة على الرغم من ادراكنا التام لحقيقة ان نيل المطالب لايكون بالتمني لكننا ندرك أيضاً إن مطالب الشعب لم تتحقق منذ أن ذقنا طعم الديمقراطية وخضنا تجربة الانتخابات المتحضرة واذن فليس أمامنا الآن إلا التمني !!
يرى بعض المحللين السياسيين ان نسبة المشاركة في الانتخابات لاتنعكس على نتائجها بل يعتمد الفشل والنجاح على وجود تلاعب في النتائج ..كيف يمكن إذن أن نضمن ذلك والحرب الانتخابية بانت بوادرها منذ الآن مابين محاولات لشراء البطاقات الانتخابية للفقراء والنازحين وتصريحات سياسية لاتخلو من الاساءة والتسقيط عدا عودة التفجيرات الى الشارع العراقي الذي حظي بالأمن نسبياً منذ فترة لابأس بها ومحاولات الاغتيال والتهديدات التي بدأت تطال البعض ..
لقد اعتدنا قبل كل انتخابات أن نشهد سلوكيات باتت مألوفة لدينا كاستخدام الشعارات الحزبية والطائفية وبث وعود بالتعيينات وتوزيع الأموال والهدايا على الفئات المعوزة خصوصاً للحصول على أصوات انتخابية فضلاً عن استئجار مصوتين يحملون صفة مراقبين للانتخابات لكن وظيفتهم الأساسية هي جمع اصوات للمرشح من معارفهم ، ومع اقتراب موعد الانتخابات وتفاقم مشاكلها وملابساتها فما الذي يحمله المرشحون هذه المرة في جعبتهم من وسائل مبتكرة للحصول على أصوات الناخبين ؟..لاأظن أن وسائلهم ستكون نزيهة كما نتمنى فالمنافسة حادة جداً والوجوه التي سبق وحققت الفوز بوسائل أقل مايقال عنها إنها ملتوية هي نفس الوجوه التي تعود ثانية لخوض الانتخابات مع تغيير القوائم أوالكتل أو ايديولوجية الأحزاب التي تقودها ، ولأن المواطن العراقي اعتاد ان يختار رموزا تلبي ميوله الطائفية او القومية ولايهمها ان تلبي مطالبه فسيعاود حتما انتخاب نفس تلك الوجوه وسيسير خلفها مغمض العينين ليس بسبب افتقاره الى الوعي السياسي كما يتهمه بعض المسؤولين بل لأنه يبحث عمن يعتقد بان هنالك مصلحة مشتركة تجمعه به ، وطالما سيواصل المرشح انتهاج مختلف الوسائل الرخيصة أحياناً لاجتذاب الناخبين ، ويواصل الناخب اختيار الرموز بدلاً من تغيير توجهاته وافكاره فلن نضمن حصول انتخابات نزيهة وسنواصل التمني بدورنا مادمنا نملك القدرة على التنفس ..
نريدها نزيهة ....!
[post-views]
نشر في: 19 يناير, 2018: 09:01 م