TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى السبت: أصوات الغناء

موسيقى السبت: أصوات الغناء

نشر في: 20 يناير, 2018: 12:01 ص

الغناء هو أصل الموسيقى. إذ كان الصوت البشري هو أول الوسائل التي مكّنت الإنسان من إداء مجموعة من الأصوات يمكن أن تعتبر موسيقى، بالاضافة الى ما استعمل من أدوات لإصدار أصوات بالطرق أو القرع وهي أدوات الايقاع البدائية، مثل قرع خشبة مجوفة بعصا قوية أو بحجر. ثم ابتكرت الأدوات الموسيقية لاحقاً لتساعد الإنسان على الغناء حتى استقلت بذاتها لتظهر الموسيقى "الصرفة" أو موسيقى الأدوات (Instrumental music) كما يجري التعبير عنه في الموسيقى الأوروبية، في مقابل الموسيقى الغنائية (Vocal music) التي يمكن أن تؤدى بمصاحبة الأدوات الموسيقية أو بدونها، أي الغناء الصرف. كان الغناء بصوت واحد (مونوفوني) وهو المميز للغناء العربي حتى اليوم، حتى ظهور التعدد الصوتي في الموسيقى الأوروبية (بوليفونية) في البداية في الموسيقى البيزنطية اليونانية بشكل بسيط. ظهر التعدد الصوتي الحقيقي في الموسيقى الأوروبية لاحقاً.
تقسم الأصوات الغنائية حسب طبقاتها إلى أصوات أساسية، هي حسب تنازل حدّة التردد، الأصوات النسائية: السوبرانو والمتسو سوبرانو (السوبرانو الوسيط) والآلتو. أما الأصوات الرجالية فهي التنور والباريتون والباص. وهناك أقسام فرعية لكل صوت من هذا الأصوات عموماً حسب طبيعة الصوت ولونه وقوته ، إذ توجد معايير مختلفة لتقسيم الصوت إلى أقسام فرعية، مثلاً هناك صوت كولوراتورا (من كلمة اللون بالايطالية) يمكن أن نصف بها صوت السوبرانو أو الآلتو، وتدل على مرونة عالية في أداء النص الغنائي، وتعتبر الميتسوسوبرانو سيسيليا بارتولي من أشهر المغنيات كولوراتورا المعاصرات. وهناك صفة "الغنائي"، يمكن أن نستعمل كلمة الطروب العربية، فيقال عن صوت فلان أو فلانة أنه طروب، وهو صوت دافئ ورشيق وبرّاق عادة. وتطلق صفة الدرامي على بعض الأصوات التي تمتلك قوة كبيرة، من فروعه صوت التنور البطولي أو الباريتون البطولي، وهي أصوات استعملها فاغنر في أعماله المتأخرة.
استعمل المؤلفون كذلك الأطفال للغناء لعلو طبقتهم الصوتية في الاستعاضة عن الأصوات النسائية، لربما لاعتبارات دينية أو اجتماعية في البداية. ارتباطاً بهذا شاعت عادة تدريب الفتيان على الغناء وإخصاء بعضهم حتى لا يتغير صوتهم عند البلوغ، واستمرت هذه العادة حتى فترات متأخرة من القرن الثامن عشر (المدى عدد 13 شباط 2016، حلقة عن فارينَلّي وهو أشهرهم). على العموم كان هناك على مدار القرون مغنون من الجنسين ممن مكنهم صوتهم من أداء طبقات صوتية يتميز بها الجنس الآخر، وهي طبقات كونتراآلتو (تقترب من صوت التنور الرجالي) وصوت كونتراتنور ويقابل طبقة كونتراآلتو النسائية، أو حتى متسوسوبرانو. كما ظهر في العقود الأخيرة عدد من المغنين كونتراتنور الذين طوروا تقنية خاصة في الغناء لأداء طبقة مرتفعة جداً هي مزيج بين الصوت عالي التردد وتقنية الغناء المسماة "فالسَتّو" التي تعني بالايطالية المزيف أو الكاذب. فأصبح من السهولة الحصول على تسجيلات يكون فيها صوت المغني أكثر ارتفاعاً في طبقته من صوت المغنية، على وجه الخصوص أثناء أداء موسيقى عصر الباروك. من أشهر هذه التسجيلات آريا من أحد أعمال هندل من قبل كونترآلتو هي ناتالي ستوتسمان وكونتراتنور هو فيليب جاروسكي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بينهم عراقيون.. فرار 5 دواعش من مخيم الهول

هزة أرضية ثانية تضرب واسط

الصدر: العداء مع أمريكا أبدي ما دام ترامب موجوداً

البيت الأبيض: المساعدات الأمريكية أنقذت زيلينسكي من الموت

إدارة ترامب تطلب من العراق استئناف نفط الإقليم أو مواجهة العقوبات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram