أثار قرار رئيس وزراء مصر السابق رئيس حزب «الحركة الوطنية» الفريق أحمد شفيق منح صلاحياته الحزبية إلى نائبه اللواء رؤوف السيد جدلاً حول إمكان اعتزاله السياسة، لكن الأمين العام للحزب قال إن شفيق "لو أراد الاعتزال لأعلن ذلك" .
وقال الأمين العام أحمد الضبع في تصريح إلى صحيفة الحياة اللندنية إن قرار شفيق «لا يعني بالضرورة اعتزال العمل السياسي، فإن كان يريد ذلك لأعلنه»، مشيراً إلى أن قراره اتخذ وفقاً للائحة الداخلية للحزب التي تسمح لرئيسه بتفويض بعض اختصاصاته أو كلها إلى نائبه.
وقال حزب «الحركة الوطنية» الذي يرأسه شفيق في بيان على صفحته في «فايسبوك» مساء أمس الاول (الثلاثاء) إن رئيس الحزب الفريق أحمد شفيق أصدر قراراً بتفويض اللواء السيد "لمباشرة اختصاصاته ومسؤولياته، على أن يكون ممثلاً للحزب أمام كل مؤسسات وجهات الدولة المعنية".
وطرح القرار تساؤلات حول اعتزال شفيق العمل السياسي، خصوصاً أنه جاء بعد تراجعه عن خوض انتخابات الرئاسة المقرر الاقتراع فيها في آذار المقبل، علما أنه كان أعلن من الإمارات الشهر الماضي عزمه على خوض الانتخابات.
وجاء قراره ترك رئاسة الحزب بعد يوم من لقائه عدداً من أمناء الحزب في المحافظات ناقش فيه كيفية دعم النشاط الحزبي في المرحلة المقبلة، وأكد خلاله أنه داعم للحزب بكل قوة ويمد يده للجميع لـ «العمل الوطني وإثراء التجربة الديموقراطية» في البلاد.
ويعد شفيق أحد المسؤولين المقربين من الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ويأتي مثله من داخل المؤسسة العسكرية التي خدم فيه في سلك الطيران حتى وصل الى رتبة فريق قبل أن يتولى حقيبة وزارة الطيران في الحكومة المصرية عام 2002.
وكان قد تولى رئاسة أركان القوات الجوية عام 1991، ثم عين قائداً للقوات الجوية في نيسان 1996، وقد بقي في منصبه حتى عام 2002 حيث عين وزيراً للطيران المدني في حكومة المصرية.
وظل شفيق لوقت طويل عسكرياً مهنياً بعيداً عن ممارسة النشاط السياسي، لذا بدا بالنسبة للكثيرين من شخصيات الظل البعيدة عن واجهة المشهد السياسي المصري.
ولد شفيق في القاهرة في تشرين الثاني 1941. وتخرج من الكلية الجوية عام 1961 وعمل طياراً حربياً في القوات الجوية المصرية، وشارك في العديد من الحروب التي خاضتها مصر عبر عمله في المؤسسة العسكرية المصرية .
وواصل تلقيه العلوم العسكرية ليحصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وزمالة كلية الحرب العليا للأسلحة المشتركة بباريس والدكتوراة في العلوم العسكرية.
كما عمل ملحقاً عسكرياً في السفارة المصرية بالعاصمة الإيطالية روما من عام 1984 إلى عام 1986.
وفي غمرة التظاهرات التي عمت كل المدن المصرية المطالبة باسقاط النظام المصري والتي انطلقت في 25 كانون الثاني 2011، كلفه الرئيس المصري السابق بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة حكومة أحمد نظيف بسبب تلك التظاهرات.
وخسر شفيق الانتخابات الرئاسية عام 2012 أمام محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وكانت هذه أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر في أعقاب انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.