TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رسالة إلى ناخب

رسالة إلى ناخب

نشر في: 16 يناير, 2018: 06:14 م

كالعادة صباح كل يوم أبحث عن موضوع جديد لهذه الزاوية ، لكن بعد إعلان التحالفات الانتخابية ، أدركتُ ما كان يفوتني كلّ مرّة ، من أنّ البعض مصرّ على السخرية منّا جميعا. لذلك، سأظلّ أُكرّر القول إنني لن أتوقف عن تذكير الناس بما يجري حولهم من دمار وأسىً باسم الانتهازية الطائفيّة أحياناً ، وباسم الاستحقاق الانتخابي أحياناً كثيرة .

دائما ما أُكرر عليكم حكاية النمساوي ستيفان زفايج ، لأنّها أفضل وأغنى رواية عن خراب الأمم، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشريّة يكتب هذا الرجل النحيل : " أنّ الاعتبارات السياسيّة تنتصر دائماً على الأخلاق" ويروي لنا في كتابه " عنف الدكتاتورية " كيف أنّ مؤسسات الدولة تتحول إلى حواضن للتخلّف، حين يتولّى أمورها أناس يرفعون شعارات وحناجر الفشل والكذب .. حين صدر كتاب زفايج عام 1936 في قمة صعود النازيّة، خشي من بطش هتلر فكتب حكاية دارت أحداثها قبل نصف قرن عن السياسي الجاهل الذي يريد أن يُؤسس لدولة "الهواة"، فنجد كيف أنّ المؤسسة السياسيّة ومن خلال شعاراتها المتخلّفة تريد أن تتحكّم بعقول الناس، وتسعى لأن تجعل من الجماهير وقوداً في حروب الكراسي ، اليوم يحاول جميع الساسة أن يُساق المواطن العراقي إلى المصير البائس ذاته، بالطريقة ذاتها، وعبر الأشخاص أنفسهم، مع فارق وحيد، هو أنّ الشعارات هذه المرّة تمّ تغليفها بعبارات الإصلاح والقائمة العابرة للطائفة والدولة المدنيّة .

إنّ كلّ الوقائع على الأرض تقول إنّ الانتخابات يحكمها قانون الانتهازيّة ، فذاك مرشّح سبق له أن سرق أموال الكهرباء. وهذا آخر حوّل الوزارة إلى إقطاعية خاصة لحزبة ، وذاك متّهم بسرقة أموال النازحين ، وهذه ظلّت لسنوات تشعل نار الفتنة الطائفيّة .

ولأننا أيها السادة أصحاب تكتّلات النصر والفتح والقانون والعدالة والوطنيّة والمدنيّة والوفاء ومتّحدون من أجل سرقة البلاد ، وعشرات الأسماء التي فقدت معانيها لا نملك غير أصواتنا، فإننا نرفض هذه المرّة أن نساق إلى مهرجان أبطاله مزيّفو الوطنية، ولهذا فالحلّ الوحيد للوقوف أمام مهازلكم هو أن نفرض كلمة " لا " وأن نبدأ بحملة مقاطعة لمهرجاناتكم، ، وأن نجعلكم تدركون أننا لسنا بحاجة الى بضاعتكم الفاسدة.وأننا لن نلقي عليكم التحيّة الانتخابيّة، وسنرفض كلّ شعاراتكم المزيّفة، ولن نقترب من دكاكينهم الانتخابيّة، وسنقاطع كلّ خطبكم وصرخاتكم.

سنصرّ على أن نقول لا، مرّة ومرّتين وثلاثاً ، لكلّ المرشحين الذين يصرّون على تحويل مؤسسات الدولة إلى إقطاعيّات خاصة يتحكّم بها ابن العم وزوج البنت وابن الخالة!

أيّها الناخب يا من يريدون منه الاستمرار في مهرجان الشعوذة الانتخابية ، اصرخ في وجوههم : لقد مللنا منكم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. أم رشا

    أستاذنا العزيز من ضمن ما تجود به قريحتهم وتفننهم بالسخرية من الناس [واقصد الطبقة السياسية ]تصريح حجي هادي العامري حول انسحابه من قائمة السيد العبادي لأسباب فنيه ماهي حقيقة الخلاف هل هو على حجم صور المرشحين وأماكن وضعها أم على ما تحتويه لافتات الدعاية من ج

  2. زياد حمزة

    تحية وسلام صدمت عند الاستماع الى مواد قانون الاجيين الذى تمت قرائتة فى مجلس النواب قراءة اولى جلسة 4 يوم 2018.1.15 وعلى الرغم من تصريحات مجلس الوزراء بان حقوق الفلسطنيين تابتة ومحترمة الا ان القانون وفقراتة جردهم من حق التعيين والتملك والمعاملة

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram