جمجمال/ KRGوسط حشد جماهيري شعبي ورسمي وبحضور الدكتور برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان ونيجيرفان بارزاني ممثل رئيس إقليم كردستان وسامان كرمياني ممثل رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء والمسؤولين وضيوف أجانب،
 استقبلت مدينة جمجمال غرب محافظة السليمانية رفات 104 أطفال وامرأتين كانتا حاملتين، من ضحايا عمليات الانفال الإجرامية التي نفذها نظام البعث المباد عام 1988. وخلال المراسيم، ألقى الدكتور برهم صالح كلمة أشار فيها إلى وحشية النظام المباد إذ لم يتردد في استخدام جميع وسائل القتل والإفناء ضد الشعب الكردي وانتهك جميع القوانين والشرائع في جرائمه التي لم ينج منها حتى الصغار. كما تطرق صالح إلى الصمت الذي لاذ به العالمان العربي والإسلامي حيث بقيا صامتين تجاه جرائم صدام حسين ضد الشعب الكردي. وفيما يخص وقع هذه الذكرى الأليمة في ذاكرة المجتمع اعتبر ان تخليد هذه الذاكرة هو مهمة من المهمات التاريخية التي تقع مسؤوليتها على عاتقنا، مشيراً في الوقت ذاته إلى اهتمام حكومة الإقليم بالناجين من الأنفال وسبل تحسين حياتهم. وأشاد رئيس الحكومة بالمشاريع السكنية والخدمية التي قدمتها الحكومة السابقة برئاسة نيجيرفان بارزاني لعوائل الناجين من الأنفال، مؤكداً اهتمام حكومته بذوي الأنفال والاستمرار في خدمتهم وتوفير حياة كريمة لهم. وتطرق صالح في سياق آخر عن أهمية موقف موحد للكرد في بغداد الآن والعمل على عدم تكرار مآس مثل مأساة الأنفال في كردستان.كما ألقى نيجيرفان بارزاني ممثلاً عن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني كلمة أشار فيها إلى هول الفاجعة التي تعرض لها الشعب الكردي خلال حملات الأنفال الوحشية، وأكد ان الصمت الذي عاشه العالم العربي والإسلامي عما جرى ضد الشعب الكردي خلال عمليات الأنفال كان مخيفاً.وتحدث نيجيرفان بارزاني عن اعتراف مجلس النواب بهذه الإبادة الجماعية، مشيراً الى ان  هناك أوساطاً سياسية عراقية لا تريد إدانة ما جرى ضد الكرد خلال الأنفال. وتطرق في ذات السياق إلى أهمية الاعتراف بالأنفال كعمليات إبادة جماعية ضد الكرد على أوسع المستويات في العالم.من جهته، أوضح مدير المعهد الطبي العدلي في إقليم كردستان أن المقبرة الجماعية التي عثر عليها في قضاء دبس كانت تضم رفات 104 أطفال وامرأتين إحداهما كانت حاملاً، مؤكداً أن المعهد تتبع الإجراءات اللازمة للتحقق من هوية الضحايا وذلك بالاعتماد على فحوصات الحمض النووي. وفي كركوك جرت مراسيم خاصة لاستقبال موكب رفات الأطفال بحضور جمع غفير من مواطني كركوك بمختلف مكوناتهم والمسؤولين الحكوميين والحزبيين، وبدأت مراسيم الاستقبال من ناحية بردي حيث وضعت أكاليل من الزهور على موكب الرفات ومن ثم توجه الموكب إلى كركوك وبعد وصوله المدينة استقبل الموكب الجنائزي للرفات بفعاليات متنوعة تضمنت لوحات تعبيرية مسرحية صامتة تجسد الفاجعة الأليمة التي لحقت بشعب كردستان جراء سياسات النظام البعثي القمعي المباد. وتم عصر الثلاثاء، إعادة دفن هذه الرفات خلال مراسيم رسمية، في المقبرة التي خصصتها حكومة إقليم كردستان لدفن ضحايا الانفال في قضاء جمجمال. يذكر أن رفات هؤلاء الضحايا تم العثور عليهم في مقبرة جماعية بقضاء دبس التابع لمحافظة كركوك، حيث دفنهم النظام المباد وهم أحياء، وقد قامت وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين بنبش المقبرة في شهر شباط الماضي، وهم من أهالي القرى التابعة لقضاء جمجمال التي تعرضت الى هجمات وحشية إبان حملات الأنفال السيئة الصيت. وذكر مسؤول في منظمة الرأي للقضايا القومية، ان المنظمة قامت بالتعاون مع محافظة أربيل بتقديم نشاطات مختلفة في الذكرى 22 لفاجعة الانفال منها اطلاق 10 آلاف بالون ابيض من على قلعة أربيل، خلال المهرجان الذي تخللته نشاطات متنوعة بالمناسبة. وأوضح مسؤول المنظمة، بحسب آكانيوز أنه "شارك في المهرجان جمهور غفير من المواطنين، وعدد كبير من المسؤولين والشخصيات الثقافية والجماهيرية الكردستانية، وتضمن إلقاء عدد من الكلمات بمناسبة إحياء ذكرى الانفال". وتابع بالقول "تكريما لأرواح ضحايا وشهداء عمليات الانفال سيئة الصيت التي نفذها النظام البعثي السابق، تم إطلاق 10 آلاف بالون ابيض من على قلعة أربيل تعبيرا عن صفاء ونقاء أرواح الضحايا الأبرياء من أبناء الشعب الكردي الذين قضوا نحبهم في الفاجعة". وقام النظام البعثي السابق خلال ثمانينيات القرن المنصرم بتنفيذ حملات إبادة ضد الشعب الكردي على مراحل عديدة تحت مسمى الانفال، وبحسب تقديرات غير رسمية راح ضحية تلك العمليات 182 الف مواطن.