تستعد الكاتبة سميرة أحمد لإصدار روايتها الجديدة بعنوان (حب وكراهية وأشياء أخرى ) ورغم إنها ولدت في الهند لكنها نشأت وترعرعت في الولايات المتحدة حيث تعيش حالياً
بطلة الرواية مايا عزيز فتاة في السابعة عشرة من العمر تتوق إلى دراسة صناعة الأفلام في جامعة نيويورك، لكنها تخشى أن والديها المسلمين المتدينين لن يسمحوا بذلك. وبدأت تختبر مشاعر الحب وهي تقترب من السنة النهائية في المدرسة - وعلى الرغم من أن كريم، زميلها في المدرسة يتحلى بالطيبة والصدق .ومغرم بها إلا أن المشكلة إنها مغرمة بشاب آخر هو نجم كرة القدم، الذي يصادق فتاة أخرى. فمن تختار؟
تنحرف الرواية عن مسارها الرومانسي الجميل عندما يقع هجوم إرهابي – وعندما يفجر شاب ، وأسمه عزيز، نفسه وسط جمع من الناس ، مما يسفر عن مقتل عشرات منهم ،وبعد أن نجحت مايا في إقناع والديها بأنها يمكن أن تذهب للدراسة في نيويورك يأتي هذا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة 125 شخصاً ليثير موجة من الكراهية للإسلام يطال مايا وأسرتها.و يبدو الأمر وكأن أحداث الحادي عشر من أيلول قد عادت مرة أخرى ... تركز الكاتبة سميرة أحمد في روايتها هذه على تأثير مثل هذه الفظائع على حياة المسلمين في أمريكا. ورغم أن مايا تختلف عن أقرانها البيض في عدد لا يحصى من الأشياء الصغيرة - لكن عندما يتعلق الأمر بالأشياء في سن المراهقة فانها تفعل تماماً مثلما يفعلون وبالضبط
هذا الكتاب هو نظرة رائعة الى حقيقة ازدياد أعداد المسلمين في أمريكا المعاصرة وهو الأمر الذي يفسر اقبال القراء عليه . فموضوعات الهوية والعنصرية والسياسة تحتل جزءاً كبيراً جداً من صفحات الرواية . ومع ذلك ، فان هذه الرواية تتحدث عن الوقوع في الحب وإيجاد الفرد المسار الخاص به، مهما كانت خلفيته
. تحتوي الرواية على عبارات قوية خصوصاً عندما تعاني مايا من آثار الهجوم إلارهابي ، ولكنه عموماً مناسب للشباب وكذلك لكبار السن.
تقول الكاتبة سميرة أحمد في إحدى المقابلات التي اجريت معها وهي تتحدث عن الموهبة إنها كانت تتمنى لو كانت موهوبة في الرياضيات التطبيقية. (ماذا عساني أن أقول ؟ أنا طالبة مجتهدة. ولكن عندما كنت طفلة، كنت في كثير من الأحيان غير مهتمة كثيراً بالرياضيات والعلوم وهذا هو على الأرجح واحدة من الأشياء القليلة التي أندم عليها في حياتي. لم أطمح أبدا أن أكون عبقرية في الرياضيات مثل كاثرين جونسون مثلاً ، ولكني أتمنى أن أكون أكثر كفاءة. الرياضيات هي من تجعل الأشياء تعمل. فهي تبني المدن. وهي التي جعلت البشر يصعدون الى القمر.و ساعدتنا على هزيمة النازيين. ونأمل أن تجعلنا نذهب إلى المريخ. الرياضيات هي أساس كل شيء في حياتنا . الرياضيات تجعل من المستحيل حقيقة. لأنها في الأساس، عالم ساحر. ومن ذاك الذي لا يريد أن يكون ساحراً؟

وحين تتحدث عن أحلى الاوقات عندها تقول إنها تستمتع بنهاية الصيف. ووقت الغروب عندما تقترب الشمس من الأفق وتختفي تدريجياً . ويصبح ضوئها أحمر اللون. وهذا هو السبب في أنني أحب أمسيات شهر أيلول ، وخاصة في نيويورك وشيكاغو. وواحدة من أمنياتي الكبيرة ككاتبة هو أن ألتقط هذا المنظر بواسطة الكلمات،
وعن الشخص الذي يمثل قدوتها في الحياة تقول الكاتبة سميرة أحمد : قابلت الملاكم محمد علي كلاي في عام 1996، وأصابني الذهول. لقد رأيت أو التقيت بالكثير من المشاهير بالصدفة. لكن محمد علي كلاي كان يمثل بالنسبة لي بطلاً منذ أيام طفولتي. ولا علاقة لهذا بالملاكمة. كان محمد علي مسلماً. وكان أسودا وفخوراً بذلك . وكان على استعداد لتقديم التضحيات من أجل مبادئه ومثله. كان يخاطب الجميع عندما تحدث ضد حرب فيتنام. وتحدث ضد العنصرية المتأصلة في المجتمع وقدم مثالاً على ما يعنيه أن المرء يكون رياضياً وناشطاً اجتماعياً ، وأعتقد أننا يمكن أن نرى صدى نشاطه اليوم، بعد أكثر من 50 عاماً. في ختام إحدى الاحتفالات ، كان الناس يتجولون، وسط البالونات والحلويات،. وصلت عند مجموعة من الناس كانوا قد تجمعوا في الردهة وعندما نظرت إلى وسط الدائرة، رأيت محمد علي كلاي . فأخذت طريقي إلى داخل الحشد ثم نظر لي، ورفع يده ورفع أصبعه في وجهي. كانت إصابته بالشلل في مرحلة متقدمة الى حد ما في ذلك الوقت، لذلك لم يكن يتحدث كثيراً في الأماكن العامة. و دفعني أحدهم نحوه. وعندما قلت: "السلام عليكم" أجابني قائلاً "وعليكم السلام". كنت أستطيع أن أسمع أصواتاً خافتة من حولي تقول : " انه يتحدث معها ". ومرت تلك اللحظات بسرعة ، ولكن اللقاء مع محمد علي كلاي كان مثل اقتناصك للتاريخ، وعبورك مساراته مع شخص عملاق. الشخص الأعظم في جميع الأوقات.

عن الفاينانشيال تايمز