يتحمل الكثير من المولعين بالمصنوعات الفنية الشعبية قدراً كبيراً من المشاق للمجيء بمنتَج فريد عملوه في البيت. و لتوفير الراحة من صنع دمىً من الطين و الورق المقوّى، يقدم تانيريكا لزبائنه صنفاً واسعاً من الدمى الخشبية المصنوعة باليد على نحوٍ معقد. و تتخصص كوندابالي وأتيكوباكا في ولاية أندرا براديش الهندية في هذا النوع من الدمى. و تكون هذه الدمى، المصنوعة من خشب ناعم و مطلية بألوان الخضراوات، في تشكيلة منوعة من الأشكال، والأحجام، و درجات اللون. و يحصل مادهافي راو، و هو صاحب المحل، على هذه الدمى من نساء يعشن على الهامش في الريف.
و يستدعي اسم أتيكوباكا إلى الذهن منتجات فنية خشبية جميلة لامعة أُنجزت بالصقل. و هي مهارة قديمة تخصص بها أهل قرية كوباكا على الأيرو ( نهر فاراها )، الواقعة في الجنوب من فيسكابانتام. و قد سُميت هذه المصنوعات اليدوية باسم القرية التي تُنتج فيها.
و يصنع أهل أتيكوباكا هؤلاء دمىً خشبية على شكل دراجة عادية، و دراجة يسيّرها الطفل برجلٍ واحدة، و عربة، و قطار، و شاحنة حليب، و رافعات، و طيور، و حاملات شموع، و أوثان جانيشا، و عدة طبخ أطفال، و ستائر أبواب، و أقراط، و خلاخل، و منقوشات، و رسوم أسطورية.
و تُستحصَل ألوان الدمى من جذور النباتات، و الأوراق، و الفاكهة، و البذور، و قشرة الأشجار واللك. و الخشب المستخدم عموماً ناعم و له جوانب لطيفة جداً. و لكون ذلك صناعة أكواخ، فإن كل حِِرَفي يشتغل في كوخه الخاص، مستخدماً حتى الآن الأدوات الأولية التي كان قد استخدمها أسلافه. و هذه المواد الملوَّنة بشكلٍ جميل خالية من السموم و صديقة للبيئة.
أما دمى كوندابالي، فلها سحرها النابض بالحياة. و تمثّل هذه الدمى، المسماة باسم قرية كوندابالي، موضوعات مأخوذة من محيط الحِرَفيين المباشر. و يبلغ ارتفاع الدمى ما بين 15 و80 سنتمتراً و هي ذات وزن خفيف، و يُختار لصنعها خشب بونيكي القوي و المرن. و تُستعمَل لطلائها الأصباغ الزيتية و الألوان المائية. و تتضمن مجموعات الأعمال الفنية دمىً تمثّل أشكالاً ميثولوجية، و حيوانات، و حياةً ريفية. و هذه الدمى الفوكلورية التقليدية من الأمور التي تذكّرنا بقيَمنا الموروثة. و يمكن القول إن هذه الدمى، و قد صُنعت باليد على نحوٍ مجهد، تتّسم بالتفرّد والإغراء من الناحية الجمالية.
عن / The Hindu