قرأت في صحيفة المدى ليوم 27-12-2017 مقالا للاستاذ الناقد باسم عبدالحميد حمودي تحت عنوان (الدراسات العربية الحديثة في التراث الشعبي..تجوال سريع وتساؤل)، وردت فيه أسماء وجهود الكثير من المعنيين بالتراث الشعبي في العراق والاقطار العربية الاخرى، لكن ما لفت نظري في المقال إغفال جهود أستاتذنا الدكتور فائق مصطفى في هذا الميدان، بما انني اعرفه منذ مدة طويلة وقرأت جل نتاجاته، وتعرفت به عن كثب اثناء دراستي في الماجستير بجامعة السليمانية حيث كان مشرفا على رسالتي المعنونة (المدينة في قصص جليل القيسي- قراءة سايكوسوسيولوجية) وكذلك مشرفاً على أطروحتي في الدكتوراه الموسومة (ثلاثية وادي كُفران للروائي زهدي الداوودي- دراسة سوسيوتاريخية)، فعرفت اهتمامه بالتراث الشعبي وقرأت كتابه (أثر التراث الشعبي في الأدب المسرحي النثري في مصر) ومقالاته الأخرى حول الموضوع ذاته، لذلك استغربت بإغفال اسمه في مقال الاستاذ باسم الحمودي. علما أن الدكتور فائق مصطفى من الأساتذة الجامعيين الرواد في العناية بالتراث الشعبي في الوسط الجامعي بالعراق، فهو سجل أطروحته للدكتوراه في جامعة القاهرة عام 1975 تحت عنوان (أثر التراث الشعبي في الادب المسرحي النثري في مصر) ونوقشت أواخر عام 1977 ، وطبعت فيما بعد في دار الرشيد للنشر بوزارة الثقافة والاعلام العراقية عام 1980. أما كتاباه الآخران في المسرح (في ذاكرة المسرح العربي) و (المسرح العراقي) فقد ضما بعض المباحث المتعلقة بالتراث الشعبي.
بدأت علاقة الدكتور فائق مصطفى بالتراث الشعبي، كما أبلغني نفسه، أثناء مرحلة الماجستير في جامعة القاهرة منتصف الستينيات من القرن الماضي حيث درس مادة (الأدب الشعبي) التي كان يدرًسها أشهر المعنيين بالتراث الشعبي الراحل الدكتور عبدالحميد يونس، ثم سجل رسالته للماجستير بعنوان (المسرحية في الأدب العراقي الحديث) بإشراف الدكتور عبدالحميد يونس، خصص فيها مبحثاً للتراث الشعبي تحت عنوان (المظاهر التمثيلية الشعبية في العراق) ووقف عند المأثورات الشعبية في المسرحيات العراقية. وبعد تعيينه في جامعة الموصل عام 1978 تدريسياً للادب العربي الحديث، أخذ ينشر في الصحف العراقية مقالات وفي المجلات الثقافية العراقية والعربية بحوثاً تتعلق بالتراث الشعبي، أذكر ما بحوزتي منها:
1- مسرح الحكواتي، مجلة الأقلام/ آذار 1983، وكان الاستاذ باسم عبدالحميد حمودي رئيسا لتحريرها آنذاك.
2- حكاية (أبو الحسن المغفل) في المسرح العربي، مجلة دراسات عربية، بيروت تموز 1985.
3- تأصيل المسرح العربي في العراق، مجلة الاقلام- آيار 1988.
4- أثر ألف ليلة وليلة في المسرح العراقي المعاصر، مجلة التراث الشعبي، العدد الفصلي الاول 1989 (وكان الاستاذ باسم الحمودي رئيسا لتحريرها).
5- الموروث الشعبي في (ذلك النهر الغريب)، في احدى الصحف المحلية، ثم ضمها كتابه (سحر السرد).
أما إسهاماته المتعلقة بالتراث الشعبي في المؤتمرات الثقافية فهي أولا: المسرح العربي القديم كما يراه المستشرقون، مؤتمر النقد الادبي الرابع بجامعة اليرموك الاردنية عام 1992، ثم نشر في مجلة الاقلام- العدد المزدوج 3-4/ 2007. ثانيا: خيال الظل ودوره المسرحي قديماً وحديثاً، مؤتمر الثقافات الشعبية بجامعة فيلادلفيا الاردنية سنة 2011.
أشرف، في الوقت نفسه، على ثلاث رسائل جامعية في التراث الشعبي، وهي كالاتي:
1- أثر ألف ليلة وليلة في المسرحية العراقية المعاصرة لسلوى جرجيس من جامعة الموصل.
2- شخصية السندباد في شعر السياب والبياتي لنرجس خلف من جامعة الموصل.
3- صورة الكردي في ألف ليلة وليلة لهاوزين عبدالخالق غريب في جامعة السليمانية.
عندما تحاورت مع الدكتور فائق مصطفى في هذا الأمر، قال بالحرف الواحد: "ليس الأمر الا سهوا جاء عند ناقدنا العريق الذي أعده واحدا من النقاد الرواد للسردية العراقية الى جانب عبدالقادر حسن والدكتور علي جواد الطاهر"، ويعتقد الدكتور فائق انه يقف وراء هذا السهو شيئان: الأول هو غيابه (اي غياب د.فائق) عن المؤتمرات واللقاءات الثقافية التي تُقام في بغداد في هذه الايام، والثاني إنصرافه عن الكتابة في التراث الشعبي بسبب تفرغه للكتابة في فن المقالة ضمن مشروعه القائم على إستثمار فن المقالة في الميادين التربوية والثقافية.
وأخيرا نقدم تقديرنا العالي (أنا وأستاذي) لناقدنا المثابر الاستاذ باسم عبدالحميد حمودي.
* جامعة السليمانية