TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نحن الفئة الأضعف!

نحن الفئة الأضعف!

نشر في: 14 يناير, 2018: 06:17 م

adnan.h@almadapaper.net

 

الصحافيون يشكّلون في هذه البلاد واحدة من أكثر الفئات الاجتماعية ضعفاً.. هذا ما يؤكده واقع أنّهم ومهنتهم والمؤسسات التي يعملون فيها، يتعرّضون على مدار الساعة لاعتداءات وتجاوزات سافرة، فيما يجري انتهاك حقوقهم على نحو صارخ.

الدستور يُلزم الدولة بكفالة الحقّ الأساس للصحافيين وهو حرية عملهم. المادة 38 نصّت على أنّ الدولة تكفل:”حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل”و"حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.”هناك أيضاً قانون شرّعه مجلس النواب على عجل في 2011 يحمل عنوان”قانون حقوق الصحافيين"، لكنّه في الواقع لم يضمن حتى أبسط الحقوق المهنية للصحافيين، فتحوّل في التطبيق إلى قانون يصحّ أن يكون عنوانه”قانون حق الحكومة على الصحافيين"، لأنه على الأرض قيّد حقوق الصحافيين وأطلق يد أجهزة الحكومة في التعدّي على الصحافيين وحقوقهم، ولم يضمن ملاحقة المعتدين على الصحافيين ومؤسساتهم، بمن فيهم قتلتهم، وتقديمهم إلى القضاء.

أول من أمس، السبت، أصدرت (وحدة الرصد) في النقابة الوطنية للصحافيين في العراق تقريرها السنوي المتعلّق بالانتهاكات ضد الصحافيين خلال السنة الماضية، وفي الوقت نفسه أصدر مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين تقريراً مماثلاً حول أوضاع الصحافيين في إقليم كردستان.

التقريران يعزّزان ما يجيء كل سنة في تقارير المنظمات الدولية ذات العلاقة التي تصنّف العراق في آخر قائمة الدول التي تتوفر فيها الحماية للصحافيين وحقوقهم وتراعى فيها حرية التعبير.

رصد التقريران الانتهاكات التي تعرّض لها الصحافيون ومؤسساتهم ليس فقط من جانب تنظيم داعش الإرهابي، وإنما أيضاً من جانب مؤسسات الدولة وأجهزة الحكومة والجماعات المسلحة العاملة خارج القانون وإدارات المؤسسات الإعلامية والصحافية في عموم العراق بما فيه إقليم كردستان.. التقريران وثّقا بالتفصيل انتهاكات بالمئات.إنه رقم مهول في الواقع.

يقف وراء هذا أن الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، بما فيه إقليم كردستان، لا تؤمن بأي مستوى بالديمقراطية وقيمها، مع أنها تحكم البلاد باسم الديمقراطية، وقد تولّت السلطة بالوسائل الديمقراطية. وسبب رئيس آخر يقف وراء هذا الكمّ الهائل من الانتهاكات هو عدم وجود نقابات ومنظمات مهنية صحافية وإعلامية حقيقية فعاّلة تقوم بواجبها في الدفاع عن حقوق الصحافيين وحريتهم والتصدّي للاعتداءات التي يتعرّضون لها الصحافيون. معظم النقابات والمنظمات القائمة تتملّق الحكومة وأجهزتها وجعلت من أنفسها أبواقاً على الطريقة نفسها التي كانت تعمل بها في عهد نظام صدام.

تقريرا النقابة الوطنية للصحافيين ومركز ميترو يؤكدان من جديد الحاجة الماسّة لتعديل قانون الصحافيين على نحو جوهري بما يجعله ضامناً وكافلاً لحقوق الصحافيين، ولتشريع قانون حقّ الوصول الى المعلومات بحريّة وحقّ نشرها بحريّة.

حريّة الصحافة وكفالة حقوق الصحافيين شرط من الشروط اللازمة للنظام الديمقراطي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram