TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تمزّقت رايةُ التغيير في عينهِ ونام

تمزّقت رايةُ التغيير في عينهِ ونام

نشر في: 13 يناير, 2018: 09:01 م

كتبنا ما فيه الكفاية عن القبح، ما فيه الكفاية عن تردي الاوضاع الامنية والاقتصادية وفي ما وصل اليه المجتمع، وقلنا إن الاحزاب الاسلامية التي توالت على كراسي السلطات عاثت في البلاد فساداً، وخربت النفوس، فتقهقرت جراء ذلك عجلة النمو وتراجعت مفاهيم عظمى مثل الانسانية والتدين والمواقف الوطنية والقومية، وكان لخلافاتها الأثر الواضح في النتائج التي وصلنا لها مجتمعين. ثم ماذا؟ هل تغيرت الصورة، وهل صدق الشعب في تصديه لهم، وهل هناك في الأفق ثمة من يلوّح بالتغيير؟ نحن- الشعب أقصد- ومن خلال ما نقرأ ونشاهد بلغنا مرحلة اليأس. هذه بلاد لن يغيّر من سوئها أحد، فلنترك ذلك للقدر، ما بنا لا يصلحه أعتى المتفائلين.
ولأن الحال هذه ستبقى الى أمد غير معلوم، وهذا ما نلمسه من خلال قانون الانتخابات ومن ثم التحالفات، هذه الخلطات العجيبة بين قوى اليسار واليمين، لذا أقترح على العراقيين أن يخلصوا الى نتيجة واحدة، هي أنْ لا شيء سيحدث، وستعود الوجوه ذاتها وإنْ بثياب جديدة، وستدور رحى الفساد ثانية، وسيمسك الهؤلاء بناصية الحكم ثالثة ورابعة وخامسة، ومن سمع كلام الدكتور خلف عبد الصمد في لقاء له على احدى الفضائيات، سيعلم أن الآلية التي اعتمدها حزب الدعوة تقوم على قاعدة(تريد أرنب أخذ غزال..) حيث قال بالحرف الواحد بأن المالكي سيدخل بقائمة مثلما سيدخل العبادي بقائمة أخرى، فمن أراد المالكي ستذهب أصواته الى العبادي إن أخفق، ومن أراد العبادي ستذهب أصواته الى المالكي إن أخفق هو الآخر، وبالنتيجة سيكون حزب الدعوة قد أجاد اللعبة، وتعلم الدرس الذي أخفق فيه بانتخابات 2014، وما القوى الداخلة معه إلا لترجيح كفته، لا أكثر.
واضح ان السيد العبادي لن يفعل شيئاً للفاسدين الكبار في المرحلة التي تسبق الانتخابات، لأن صورة حزب الدعوة والقوى المتحالفة معه ستهتز كثيراً، بما يؤثر على نتائج الانتخابات، هو مصغ من طراز رفيع للذين يحيطونه من الكبار، وواضح أن صغار الفاسدين هم الذين سيكونون كبش فداء المرحلة هذه، كيما لا يقال إنه تراجع عن مشروعه في الضرب بيد الحديد، الذي دوّخنا به، دونما متحقق فعلي. أما من يعوّل على زحزحة حزب الدعوة والمجيئ بأسماء من خارجه فنقول: لا يلوح في الافق احداً، لم يعد إياد علاوي رقماً في المعادلة الجديدة، ولن تتمكن القوائم السنية من ترشيح أحدٍ، ولن يكون برهم صالح فرس رهان كوردي، كذلك سيكون حال رجال التنظيمات المسلحة التي حاربت داعش، هناك حظ وافر للعبادي للفوز في المرحلة القادمة، يعززه ما في حقيبة المالكي من الأصوات التي سيكون مضطراً لإفراغها في صندوقه، لأنه القادر الوحيد على حمايته من المساءلة في قضية ضياع الاموال وسقوط المحافظات الاربع.
ما ينتظرنا أسوأ مما فاتنا، فلا يتفاءلنَّ أحدٌ بالتغيير، هذه أحزاب ملكت السلطة والمال والتشريع والمكنة الاعلامية ومكبرات الصوت والمنابر والمآذن وتفننت في إدارة الملفات، وهذا شعب طحنته آلة الموت واليأس والعوز، تمزقت راية التغيير في عينه ونام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram