حق الردّ..لا يُفسد الود، ذلك ما نأمله من العلاقة المهنية بين اتحاد كرة القدم ومدرب المنتخب الوطني باسم قاسم، الذي استشعرتُ من خلال مكالمته مساء أمس الأول الجمعة، من العاصمة الأردنية عمّان وهو يقضي الأيام الأخيرة لدورة (pro) عن امتعاضه لما تحدّث به فالح موسى رئيس لجنة المنتخبات الوطنية بشأن مهمته في كأس الخليج 23 بالكويت، واضطراره للتوضيح عبر ردٍ مكتوب الى الصحيفة ننشره اليوم كحق مكفول له.
إنصافاً للطرفين، موسى وقاسم، ما حدث في الكويت من أخطاء فنية وإدارية لا ينبغي عكسها على مصلحة المنتخب الوطني المتضرّر الأكبر من المناوشات في الآراء، وما يُسفر عنها أحياناً من ثلمٍ لاعتبارات شخصية لا مُبرر لها، فالمدرب قَبَل المهمة طواعية بعد مفاتحة الاتحاد له عقب حراجته مما آل اليه مصير الأسود في تصفيات كأس العالم الأصعب اختباراً من دورة الخليج، وانتعشت آمال الجماهير وتنفّسَتْ لجنة المنتخبات الوطنية الصَعداء بعد أن واجهتْ حِصاراً بنار الانتقادات وما كان أمامها حل للنجاة سوى رمي ورقة الاستقالة، لكن تداركتْ الموقف بدراسة أبرز سير المدربين الوطنيين ولم تتجرّأ على مفاتحة أيّ مدرب أجنبي لمعرفتها بجوابه سلفاً " لن أرضى بانتحار تأريخي مع الأسود"!
الحق كله مع لجنة المنتخبات أيضاً، عندما تُبدي وجهة نظر في مسألة فنية فإنها لا تمثل رأياً سلطوياً لكيان الاتحاد بقدر ما هو تشاور مصلحي لتدعيم عناصر القوة في الفريق، من خلال تواجد رئيسها فالح موسى برفقة عضو اللجنة حسن فرحان، مثلما أشار الأول في سياق حديثه للمدى (ناقشنا المدرب، في نقاط جوهرية بحكم مسؤوليتنا عن لجنة المنتخبات، وبحثنا معه كل التفاصيل اللازمة قبيل لقاء الإمارات، ولم نفكّر قط بأننا نُملي عليه الملاحظات سواء كاتحاد أم لجنة، بل هناك واجبات لم تطبّق من بعض اللاعبين أو غياب عناصر تستحق المشاركة كأساسي لفَتنا قاسم إليها) ما الضير في ذلك؟ نعتقد أن أغلب المدربين الوطنيين وليس قاسم فقط بحاجة الى مرونة أكبر في مشاركة شخوص من لجنة المنتخبات أو تسمية مدير فني لاتحاد الكرة – مقترح لابد من تنفيذه - يتناغم مع افكار الملاك التدريبي ويضيف عليها وينتقدها بدافع التصحيح وليس التجريح كما يستشعر المدرب!
وفي الوقت الذي أدلى كل طرف بدلوه، نستغرب دخول رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود على الخط من خلال تصريح عجول وغير مناسب بتاتاً في قناة عربية، أوصل من خلاله رسالة سلبية للمدرب باسم قاسم كشفت عن سعيه لتحريك مبلغ مليوني دولار في حساب الاتحاد كانت الحكومة العراقية قد حَصرَتْ إنفاقه للتعاقد مع مدرب عالمي يتمتع بالخبرة الكبيرة! ويأتي استغرابنا لغياب حِكمة رئيس الاتحاد كونه يمثل رأس الهرم فيه، وذلك يحتّم عدم استنفاد الحلول قبل اللجوء الى الخيار الأجنبي، فلا لجنة المنتخبات استمعَت لقاسم، ولا الاتحاد طالب أمين سرّه د.صباح رضا بتقديم تقرير فني عن المنتخب كونه عضواً في لجنة الدراسات الفنیة لدورة خلیجي 23، أما أن يُعلن مسعود التوجّه للمدرب الأجنبي بناءً على تصريح للمدرب عقب لقاء قطر طالب فيه حسم أمره للمرحلة المقبلة لعدم وجود استحقاق دولي للأسود، فهذا يعني انتهاكاً صارخاً لميثاق العقد الرسمي الساري حتى نهاية آب المقبل، طالما أن حُسن النية بائن لدى الرجل: إما التمهيد لتجديد الثقة بي قانونياً أو فكّ ارتباطي بالتراضي، وبعد ذلك أنتم أحرار، صرّحوا بما تشاؤون.
نُذكّر رئيس الاتحاد، أن المبلغ سيبقى في الحِساب رهينة اختيار المدرب العالمي، وهو أمر تعجيزي حقاً، وما تصريحه إلا بالون مثقوب اعتادت وسائل الإعلام والجماهير رؤية المزيد منها لإبعاد الأنظار عن مسؤولية الاتحاد في عدم إصلاح ستراتيجيته بإدارة المنتخبات، وإدامة الصلة تدريجياً بين الفئات العمرية والأول. وصدقاً .. بعد خسارة الكرة العراقية المدرب العالمي زيكو عقب هَروبه في اصبوحة تشرينية بغدادية بسبب غياب المنهجية في اتخاذ القرار، ستبقى تحلم بمن يربح المليوني دولار!
بالون المدرب العالمي
[post-views]
نشر في: 13 يناير, 2018: 02:46 م