عبدالله السكوتي يحكى ان خليفة خرج مع وزير له متنكرا في الليل، وفي اثناء تطوافهما سمعا حوارا بين صيادين جالسين على شاطىء دجلة، وكان احدهما ينتقد الحكومة انتقادا مرا، والثاني يوافقه ويؤيده كل التأييد في انتقاداته جميعها ؛ ثم قال الاول: لو اتولى الحكم يومين لفعلت مافعلت ولغيرت الكثير! فطلب الخليفة من وزيره احضاره امامه في الصباح:
فأرسل الوزير الى الصياد ان الخليفة يطلبك، فكاد ان يغمى عليه من هول ماسمع ، وذهب برفقة الحراس ومثل امام الخليفة ، ورجلاه لاتكادان تحملانه، فهدأ الخليفة من روعه واعطاه الامان على ان يعيد ماقاله لصاحبه بالامس، وكيف يريد ان يحكم يومين، انكر الصياد ذلك وبعد الالحاح والترهيب والترغيب اقر بما قال. فرد عليه الخليفة : لقد عينتك خليفة بدلا عني لمدة يومين وسيكون الامر والنهي لك ، ثم طلب من الحراس ان يضعوا له كرسيا في احدى الحجرات ويعلقوا فوقه حجرا كبيرا، ثم اتى به وقال هذا عرشك فابدأ حكمك، فرأى الصياد الحجر واخذ يفكر انه سيسقط عليه، وكان يرفع نظره بين الحين والاخر للتأكد من ان الحجر باق في مكانه، واهتم به ونسي الحكومة وانقضى اليومان؛ فقال له الخليفة : لقد انتهت مدة خلافتك فماذا فعلت وما الاوامر التي اصدرتها؟ فقال الصياد: كان فوق رأسي حجر كبير ولم اتمكن من اصدار اي امر او حكم ، لاني كنت اخشى ان يقع علي فيقتلني فانشغلت به دون سواه من الامور.ليست لنا اية علاقة باي طرف من الاطراف لامن قريب ولامن بعيد ، ولسنا بصدد الدفاع عن احد ، بقدر مانحاول ان نرى الحقيقة وفي جيب من او من يحملها؛ الحكومة المنتهية ولايتها.. وهذا مصطلح جديد حاول البعض به ان يجرد الحكومة من صلاحياتها مع انها تمتلك المشروعية الى حين تشكيل الحكومة الجديدة ، هذا المصطلح جعل الحكومة مكتوفة الايدي حتى عادت العبوات الناسفة توضع في الازقة قريبا من مواقع سكن المواطنين في مناطق بقيت لاربع سنوات معزولة عن هذا الصوت المقرف الذي اقض مضجع العراقيين والذي يحمل انباء الموت والدمار والثكل والغياب ؛ لقد استهدفوا مقهى في البلديات في الساعة العاشرة من ليل الثلاثاء، وقبلها في زيونة بذات اليوم صباحا، ناهيك عن الاغتيالات التي عادت الى المشهد وبقوة لايستهان بها.ما الذي تغير، هل ان الحكومة المنتهية ولايتها كمايقولون صدقت بهذا فجلست تنتظر الفرج وتركت الحبل على الغارب؟ ام ان اطرافا كانت تنتظر الفرصة للاجهاز على الوضع الامني على اعتبار ان الحكومة كانت تنادي به، وتفتخر انه افضل منجزاتها ، فمضت هذه الاطراف لافشال الجهود السابقة كي تخلط الاوراق وتشوش على الانجازات الامنية؟ان السيارات المفخخة لعبة القاعدة والتي تحمل الاطنان من المفرقعات لتوقع اكبر الخسائر ، اما التشويش فلعبة يلعبها الاخرون للتأثير على الوضع وتسقيط القيادات الامنية تحضيرا للمرحلة المقبلة ؛ اي انها لعبة تسقيط الاخرين عادت الى الظهور مرة ثانية وهذه اللعبة يدفع ثمنها الشعب بمفرده ، في حين يحصد ثمارها المتصيدون، لقد كانت الصخرة موضوعة فوق رأس الحكومة لاربع سنوات وكانت الحكومة منشغلة بها خوفا من ان تسقط عليها، والان بدأت الصخرة بالسقوط حيث بقيت الحكومة تراقب الصخرة وماستأتي به. الايام الاتية ستفرز الكثير وستكون دليلا قاطعا على مايقترفه البعض المدفوع باجندة خارجية وبعبوة ناسفة تزهق ارواح الابرياء لتسقيط الاخر وتجميل وجهه القبيح ،وهي دليل كذلك على وفاء البعض لشعبه ووطنه ، وكما قال الشاعر:ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا / ويأتيك بالاخبار من لم تزود
هواء فـي شبك: فوق رأسي حجر
نشر في: 14 إبريل, 2010: 09:13 م