TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كأنّك يابو زيد ما غزيت !

كأنّك يابو زيد ما غزيت !

نشر في: 10 يناير, 2018: 02:16 م

adnan.h@almadapaper.net

 

عسى ألّا تكون المصلحة الشخصية والحزبية هي ما يجعل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وحلفاءه المُحتملين معاندين لجهة عدم تأجيل الانتخابات بأي حال ولأي وقت.
مفهوم أن اللحظة الراهنة هي الأنسب للسيد العبادي لتحقيق طموحه في ولاية ثانية، مستنداً إلى الإنجاز الكبير المتحقّق بإخراج داعش من المدن والمناطق التي احتلّها في عهد سلفه، وإنْ كان هذا لا يعني أنّ خطر الإرهاب قد زال تماماً. وبطبيعة الحال فإن هذه اللحظة الراهنة هي الأنسب أيضاً لحلفاء العبادي المُحتملين لتحقيق تقدّم في الانتخابات المقبلة وتأمين مواقعهم في البرلمان والحكومة القادمين.
العبادي وحلفاؤه المُحتملون يركّزون على فكرة واحدة هي أن تأجيل الانتخابات مخالف للدستور.. بالطبع هذه ليست سوى ذريعة وحجّة، فما مرّت سنة بالعراق منذ 2006 حتى اليوم لم تحدث فيها انتهاكات لمبادئ الدستور وأحكامه، بعضها صارخ للغاية. السيد العبادي وحلفاؤه المُحتملون هم ممّن ساهموا في تلك الانتهاكات، أو أقلّه أتخذوا حيالها موقف المتفرج، بل المتواطئ.
من الأفضل أن تجري الانتخابات في موعدها الدستوري، وألا يحدث إخلال بهذا، حتى لا تُسجّل سابقة سيئة للمستقبل (مع أن الكثير من السوابق السيئة قد سُجّلت على مدى السنين الماضية). لتحقيق هذا (منع السابقة السيئة) كان على السيد العبادي وحكومته والمؤيدين له وحلفائه المُحتملين أن يُحضِّروا المشهد جيداً. هذا التحضير كان يقتضي، فضلاً عن تحرير المدن والمناطق التي احتلها داعش:
- إنجاز الإصلاحات السياسية والإدارية التي تعهّد بها العبادي وحكومته في الحزمتين اللتين طُرِحتا في العام 2015.
- تحقيق نتائج ملموسة في مكافحة الفساد الإداري والمالي، وهو ما كان العبادي قد تعهّد به أيضاً ولم يزل يُكثر من الحديث فيه حتى وصلنا معه إلى مرحلة ينطبق عليها المثل القائل: "نسمع جعجعة ولا نرى طحناً"، وصار يخيّل إلينا أن العبادي يعمل على هذا الصعيد بالطريقة التي عمل بها سلفه الذي لم يكن يكفّ عن الإعلان بأن لديه ملفات (في خصوص الفساد والإرهاب) من شأن الكشف عنها أن يقلب عاليها سافلها، وإلى اليوم لم يكشف عن شيء!.. المؤكد أن لدى السيد العبادي وهيئة النزاهة ملفات فساد مُكتملة يمكن لها فعلاً أن تقلب عاليها سافلها، ليس فقط على صعيد الكشف عن الفاسدين والمفسدين تمهيداً لمقاضاتهم واسترداد ما نهبوه، وإنّما أيضاً في سبيل قطع الطريق عليهم أمام المشاركة في الانتخابات، فالكثيرون منهم يتأهبون لخوض الانتخابات مباشرة أو عبر صنائع لهم مستندين إلى قوتهم المالية المتأتّية من سرقة قوت الشعب العراقي.
- تشريع قانون جديد للانتخابات يضمن النزاهة والشفافية اللتين لم يكفّ السيد العبادي عن التأكيد على أنهما من أهدافه.
- تأمين مشاركة النازحين في الانتخابات. هذا التأمين لن يكون إلّا بإعادة إعمار مدنهم ومناطقهم وعودتهم إليها واستئناف حياتهم الطبيعية فيها، وهذا ما لم يتحقق البتة إلى الآن حتى بالنسبة للمناطق والمدن التي تحرّرت منذ سنتين وثلاث سنوات، ناهيكم عن المدن المحرّرة في العام الماضي ولم يزل سكانها يعانون حال البؤس في مخيمات النزوح.
النتيجة الكبرى المتوقعة للانتخابات المقبلة، مادامت ستجري في موعدها، فإنّ السيد العبادي وحلفاءه سيفوزون فيها، ولكن ستكون إلى جانبهم في البرلمان والحكومة، هذه المرة أيضاً، الغالبية العظمى من الذين كانوا وراء الخراب الذي يكابده العراق والبؤس الذي يعانيه العراقيون.
وكأنك يابو زيد ما غزيت!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram