TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > شهادات

شهادات

نشر في: 16 إبريل, 2010: 04:32 م

موهبة استثنائيةابراهيم اصلانتعرفت المرة الاولى على الطيب صالح في بغداد في مهرجان المربد في اوائل الثمانينيات تقريبا .كنا جلوسا في بهو الفندق وفؤجئنا برجل اسمر يرتدي الزي السوداني ويسأل «وينه ابراهيم اصلان؟». ومن ساعتها بدأت بيني وبينه صداقة عميقة قائمة على الود والتقدير اكثر من كونها قائمة على كثرة اللقاءات.
وكنا عندما قرأنا روايته «موسم الهجرة الى الشمال» التي اصدرها الناقد الكبير الراحل رجاء النقاش في سلسلة روايات الهلال اصابتنا بحالة اشبه بالسحر. وبعد ذلك وقت رئاستي لتحرير سلسلة افاق الكتابة التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية نشرت له مختارات وتعمدت الا تكون بينها «موسم الهجرة»، من جانب لاني اردت تقديم وجه آخر للطيب صالح ومن ناحية اخرى اظن ان «عرس الزين» هي افضل اعماله على الاطلاق. الطيب صالح موهبة استثنائية. استطاع انجاز اعمال على قدر هائل من الاصالة ورغم انه كان جوالا واستقر خارج السودان اكثر من استقراره في داخلها، لكنه استطاع تجسيد الروح السودانية بلغة قص عالية المستوى مكنته من التربع على مرتبة لا يستطيع ان ينازعه عليها الكثيرون. كلامي عن الطيب صالح لن يضيف اليه كثيرا فيكفي ان اعماله الابداعية كانت وستظل تحتل ركنا كبيرا في اذهاننا على الرغم من انه لم يكتب ابداعا منذ فترة تقارب الثلاثين عاما. رحيل الطيب صالح خسارة كبيرة ومؤلمة. روائي مصري كاتب الانفتاح غادة السمانإن الطيب صالح كان من "الرواد الذين عملوا حركة انتقالية في الأدب عبر نقله من المحلية، ورسخ حضوره بشكل جيد عبر "موسم الهجرة إلى الشمال". وهو واحد من الذين شقوا في طريق الانفتاح وتكلم عن الجنس بحرية غير مسبوقة في بلاده، ويبدو أن هذه العوامل هي من أقصر الطرق إلى النجاح"."أنا كنت في السودان لأسبوع كامل، وكل شخص منهم يمكن أن يكون بداخله الطيب صالح؛ لأن الشعب السوداني مثقف جدا. وما ميّز الطيب صالح هو جرأته، ولكنها لم تخدم مجتمعه ولا مثقفا عربيا تقريبا ساهم أصلا في تحرير مجتمعه من الجهل".rnالإنسان العذببهاء طاهر رحيل الطيّب صالح خسارةٌ كبيرة للثقافة العربية. عرفته مذ كان مذيعاً في BBC في لندن، وامتدّت علاقتي به حتى آخر زياراته القاهرة. كان إنساناً عذباً، وأعتقد أنّه كان يمتلك أصدقاء في كل بلد عربي بقدر أصدقائه في السودان، وأذكر أنّه كان عندما يحضر إلى القاهرة يلتف حوله أصدقاء بينهم الكاتب محمود سالم ورجاء النقّاش وغيرهما...ومن غرائب المصادفات أنّنا خلال تأبين رجاء النقّاش الأسبوع الماضي في ذكرى رحيله الأولى، تردّد على ألسنة المتحدثين اسم الطيب صالح بسبب العلاقة الخاصة التي ربطت بين الكاتب والناقد. وقد كان للنقّاش فضل تعريف مصر والعالم العربي بأدب الطيب صالح الذي كان جديداً تماماً في حينه، وما زال مبهراً حتى الآن. فقد استطاع في كتاباته مثل «موسم الهجرة إلى الشمال» أن يجعل من الفولكلور السوداني إسهاماً أدبياً عالمياً، حيث أدمجه في رؤية فنية متقدّمة وعصريّة وبالغة الجمال. وقد كانت «دومة ود حامد» شيئاً جديداً في القصة العربية بسبب ذلك المذاق والنكهة المحلية والتاريخية والتعبير العصري في الوقت نفسه... كان الطيب صالح قادراً على اجتذاب الحب ممن يقتربون منه، لأنّه شديد العذوبة وتلقائي وساخر كبير، يبدأ بالسخرية من نفسه قبل الآخرين.روائي مصريrnالطيب وموسم الهجرة مالك المطلبي إن الطيب صالح لو لم يقدم سوى روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) فقط لكفاه، وذلك في إشارة من الحمد إلى ما يقوله بعض المثقفين العرب إلى الطيب صالح من أنه لم يقدم أي عمل روائي خلال الـ20 سنة الأخيرة من حياته، ، في الثقافة الغربية هناك كتاب ورموز عالميون لم يكتب الواحد منهم سوى عمل واحد خلد اسمه. تكمن روعة الطيب صالح في الكيف وليس في الكم، فمثلا رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) حظيت بالعديد من الدراسات وأسند عليها من تفسيرات، حول علاقة الشرق بالغرب، والمستعمِر بالمستعمَر، وما إلى ذلك من تفسيرات. rnرحيل الضلع الثالث بموته سقط الضلع الثالث من المثلث الذي شكل رؤيته الأدبية ولغته السردية وذائقته الفنية، فبعد رحيل محمود درويش الذي تتلمذ على أشعاره ولغته الشاعرية التي ظهرت كما يقول بشكل جلي في أعماله الأدبية الأولى، وكذلك رحيل يوسف شاهين الذي شكل ذائقته البصرية ورؤيته الفنية قبل نهاية العام، ليحلق الضلع الثالث الذي كان له دور في تشكيل لغته السردية مع بدايات العام الجديد». كثيرا من الناس يخلطون بين شخصية الطيب صالح وبين شخصية مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال، أحد أهم أعمال الطيب صالح، هذا لا يعني أنه ليس هناك أعمال أخرى مهمة مثل رواية عرس الزين، ودومة ود حامد، إلا إنها أغفلت وتم التركيز على موسم الهجرة إلى الشمال كعادتنا في تناول الأعمال الإبداعية. موقف الطيب صالح بتوقفه عن كتابة الرواية موقفا شجاعا وجريئا، حيث صرح في أكثر من مرة بأنه ليس لديه شيء جديد لكي يكتبه، رغم أنه منضبط في كتابة المقالة، وهذا موقف نادر ليس على المستوى العربي بل على المستوى العالمي. فا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram