اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > الفيلسوف الفرنسي آلان باديو: الانتخابات ليست سوى واجهة للحفاظ على النظام المهيمن

الفيلسوف الفرنسي آلان باديو: الانتخابات ليست سوى واجهة للحفاظ على النظام المهيمن

نشر في: 10 يناير, 2018: 12:01 ص

يعتبر الفيلسوف الفرنسي آلان باديو (ولد عام 1937) من أشرس المفكرين دفاعاً عن الماركسية تزيد أعماله الفكرية على 50 كتاباً، في مجالات متعددة مثل الفلسفة والنقد والسياسة والسينما والرواية والمسرح.

* لقد استثمرت الكثير من الطاقة في تحقيق فكرة (أو أفكار) الشيوعية. ما الذي دفعكم إلى المشاركة في الكفاحات الثورية ولماذا؟
- كان والدي اشتراكياً، شارك في المقاومة ضد النازيين. ولكن أمي انحرفت أكثر نحو الفوضوية. استاذي الأول في الفلسفة، هو جان بول سارتر، كان متعاطفاً مع الحزب الشيوعي الفرنسي وإن لم ينتمي اليه . عندما كنت في سن المراهقة، كانت تجري حرب استعمارية رهيبة في الجزائر ووقفت ضدها. وعندما أصبحت في الثلاثين من عمري، حدثت حركة أيار الاحتجاجية عام 1968 وكانت حركة ضخمة شارك فيها الشباب والعمال. وباختصار، قادني تعليمي بأكمله نحو السياسة في شكلها الثوري والشيوعي.
* لقد انتقدت بشدة ظاهرة الانتخابات، التي تعتبرها لعبة حمقاء. هل يمكن أن توضح ذلك ؟ وما هو البديل عنها برأيك؟
- الانتخابات لا تعمل إلا إذا كان هناك اتفاق أساسي بين الأغلبية والمعارضة بشأن تنظيم المجتمع. لم يسبق لأحد أن شهد تغييراً كاملاً في المجتمع نتج عن الانتخابات! وذلك مفهوم تماماً: كيف يمكن لأي طرف يدعم فكرة المحافظة على المجتمع قبول نسف لهذا المجتمع يأتي ببساطة نتيجة للتصويت؟ وبالعكس من ذلك، إذا قمت بتغيير المجتمع من خلال الثورة، كيف يمكن أن تقبل العودة إلى الطريقة التي كانت تدار فيها الأشياء سابقا وتقوم بتسليم السلطة بهدوء إلى الرجعيين؟ في دولنا "الغربية" القاعدة بسيطة إلى حد ما: اذا ما اصبحت في السلطة، يمكنك تغيير بعض التفاصيل الصغيرة، ولكن لا يمكنك إحداث تغيير في البنية الرأسمالية للمجتمع. هل تعرف أي بلد "ديمقراطي" لا تهيمن عليه في الواقع، ، رأسمالية مستقرة للغاية؟ الانتخابات ليست سوى واجهة للحفاظ على النظام المهيمن.
* يقول عالم الاجتماع والاقتصاد الألماني ولفجانج ستريك أن الخيال السياسي اليوم قد تلاشى بسبب الديناميكية الرأسمالية وأن الرأسمالية سوف تنهار دون وجود أي نوع من سيناريو بديل لنظام معين يمكن أن يحل محلها. كيف يمكنك التعليق على ذلك؟
- انه تحليل خاطئ تماما. جوهر الرأسمالية، وشرطها المطلق للوجود، هو الملكية الخاصة على وسائل الإنتاج والتبادل. و وجود أوليغاركية صغيرة جداً تسيطر على عواصم الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات. وجودها يتمثل في القوة المفرطة للمال، التي تخلق قيماً كاذبة مثل قيم التبادل، والتي تحدد عن طريق السوق، وليس عن طريق استخدام قيمة السلع. إذا هاجمت كل ذلك، و قمت بتغيير اسلوب الإنتاج، فأنت قمت حقا بخطوة نحو عالم آخر. إن القوة المزعومة للرأسمالية، و "ديناميتها" الكاذبة - التي تمر خلالها بفترات طويلة من الأزمة والركود - هي اليوم مجرد انعكاس لضعف خصومها.
* في كتابك الفرضيات الشيوعية كتبت تقول أن بعض اللحظات اليسارية العظيمة كانت موجودة في القرن السابق، ولكن يجب القول أيضا إن الشيوعية في القرن العشرين قد انتهت وأنه يجب علينا إعادة تنشيطها . مع أخذ ذلك في الاعتبار، أود أن أسألك ما الذي يمكن تعلمه من إخفاقات الشيوعية في القرن العشرين وما ينبغي أن يكون جوهر الشيوعية اليوم؟
- كان ضعف الشيوعية في القرن العشرين في المقام الأول سياسياً. وكانت الأحزاب الشيوعية المركزية والعسكرة أدوات جيدة للاستيلاء على السلطة. لكنها لم تكن أدوات جيدة لتنظيم المجتمع الشيوعي. فقد ارتبطت أيضا بسلطة الدولة ولم تبني أممية حقيقية. علينا الآن أن ننظم القوى الشيوعية حول ثلاثة أمور: الحركات الجماهيرية، والمنظمات التي تصوغ باستمرار شعارات وإرادة هذه الحركات، وما سيتبقى من أجهزة الدولة لفترة طويلة من الزمن، يجب أن يخضع للإشراف المستمر لهذه الحركات والمنظمات. كان الفشل الكبير في القرن العشرين اندماج الحزب مع الدولة، وخلق الدول الأطراف، وقطع الصلة تدريجيا مع الجماهير. يجب أن يبنى الدياليكتيك السياسي على ثلاثة أركان : (الحركة، المنظمات، الدول) وليس ركنين (الجماهير والدولة)، أو حتى ركن واحد (الحزب - الدولة).
* وصفت الرأسمالية بانها وباء أصاب البشرية. ومع ذلك، فان الرأسمالية هي حقيقة لكثير من الناس الذين يعتبرونها النظام العملي الوحيد. كيف يمكننا أن نجعل الشيوعية جذابة للناس الذين ينشغلون بالثقافة الاستهلاكية؟
- عندما يهيمن نظام اجتماعي واحد فقط، بعد أن حقق انتصاراً كبيراً على خصمه الشيوعي - من الواضح أنه سيلقى دعماً واسع النطاق. في القرن السابع عشر في فرنسا، اعتقدت الغالبية الساحقة من الفرنسيين أن الملكية المطلقة هي الشكل السياسي الوحيد الممكن. وبعد قرن واحد، لم يمنع هذا الاعتقاد من حدوث الثورات الجمهورية ووصول البرجوازية الرأسمالية الى السلطة. وينطبق الشيء نفسه على ما نعيشه اليوم. إن ما تسمونه "ثقافة النزعة الاستهلاكية" هي ببساطة الأيديولوجية المهيمنة في ظل الديكتاتورية "الديمقراطية" للبرجوازية. البورجوازية في الواقع تجني أرباحها من عملية تداول السلع التي تحدث في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك، خلال قرن أو أكثر، فإن سيطرة هذه الأيديولوجية على عقول الناس اليوم بالتأكيد لن يمنع استبدال هذه السلع الفاسدة "" بالنظام الشيوعي الذي يعاد تجديده.
* مع سقوط الاشتراكية الحقيقية، تم تهميش المناقشات حول الشيوعية. الأحزاب الشيوعية المنحى ضعيفة ولا أحد يتكلم عن الشيوعية إلا في الأوساط الفكرية الضيقة. كيف يمكننا نقل المناقشات حول الشيوعية من الهوامش إلى مركز الاهتمام (العام)؟
- ربما يبدو سؤالك معقولاً في عام 1840 عندما بدأ ماركس وإنجلز وعدد قليل من الأشخاص الآخرين نشاطهم وكتابة أعمالهم؟ كانوا فقط حفنة من الناس، ولم يكن هناك في الأساس رأي عام لصالحهم. في عام 1848 كتبوا "بيان الحزب الشيوعي" عندما لم يكن الحزب موجودا على الإطلاق! ومنذ ذلك الحين أصبح نوعاً من الكلاسيكيات وعلينا، مثلهم تماما، أن نبدأ من جديد، نبدأ أولا وقبل كل شيء بنشاط إيديولوجي مكثف لكي نبين اليوم أننا لا نملك اليوم خياراً واحداً بل لدينا خيارين ، الرأسماليون والشيوعيون. وعلينا أن نشارك، على المستوى الدولي، في جميع الحركات الشعبية ذات الصلة، ونحللها من وجهة نظر المبادئ الشيوعية، والتي هي في الواقع أربعة:
- تجميع وسائل الإنتاج والتبادل، ومصادرتها من القلة التي تمتلكها
- تخفيض وقمع "الاختلافات الكبيرة" التي تؤثر على حياتنا عملياً: بين العمل اليدوي والفكري، وبين المدينة والريف ، وبين المهام الإدارية والتنفيذية ...
- الاختفاء التدريجي للهويات الجماعية الكاذبة، سواء كانت عنصرية أو وطنية أو دينية، وما إلى ذلك، والتي تسمم الحياة العامة.
- التحول التدريجي من نظام الدولة لصالح الإدارة الذاتية المباشرة للمجتمع، في شكل اجتماعات مستمرة تحدد الشعارات والمهام والأهداف.
* قبل عشرين عاماً، حدث تفكك دموي مع يوغوسلافيا. كيف يمكنك تفسيره وكيف تنظر إلى البلدان التي نشأت على أراضيها من منظور اليوم؟
أنا مع تذويب الدول، طبقاً لشعار ماركس: "ليس للعمال وطن "، وأنا أممي متشدد ومن وجهة النظر هذه، فإنني أعارض عموما تقطيع الدول القائمة و "الاستقلال" المصطنع بدعم من القوى الشوفينية.نحن بحاجة إلى إلغاء الاضطهاد الوطني من فوق من خلال النشاط الدولي، وليس من خلال القوميات الإقليمية.أنا أسف بشدة لاختفاء يوغوسلافيا السابقة، ولا أعتقد على الإطلاق أن وجود عشر ولايات في مكانها يشكل تقدماً، ومن المؤكد أن الإمبراطوريات الاستعمارية اضطرت إلى الانهيار، وأثناء حرب التحرير الوطني الجزائرية، دعمت الجزائريين، وأيدت أيضاً الفيتناميين ضد الجيش الأميركي، ولكن هذه الحقبة انتهت ، واليوم، تأتي الأممية الشيوعية أولا!
 عن: موقع فيرسو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل (20) رواية بوليسية.. من "ربيكا" إلى "دم بارد"

أشهر الكتب الممنوعة

نظريات التآمر عن الأرض المجوفة.. الحقيقة الكاملة

أفضل الروايات الرومانسية

سر مريم المجدلية الحقيقية

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram