( 1 )
في الرسائل ِ ..،
في رنين ِ الهواتف ِ ..،
في المجلّات ِ المهرّبة ِ تحت َ العباءات ِ ..،
في " الاقراص ِ " ../
المخفيّة ِ بين َ خصر ٍ ساخن ٍ وتنورة ٍ ضيّقة..،
في الوصايا التي تُهمس ُ سرّا ً :
في شارع ِ المتنبي ، في بار ِ اتحاد ِ الادباء ِ ،
في مقهى حسن عجمي ، في عيون ِ الصديق ِ العائد ِ توّاً../
كان َ أنين ُ المنافي َموسيقى ً تُردد ُ معزوفة َ / الهومسك / :
نحنُّ الى العراق ِ..،
وانَّ الطريق َ ستكون ُ يوماً سالكة .
( 2 )
حين َ التقينا
كانت دموعنا الأسرع
كانت ملامحنا الأقرب َ الى الحدود
وكانت قلوبنا سعفة ً في نخلة ِ العناق
وما تبقّى لدينا من الحُبِّ منحناه ُ بقسط ٍ واحد ٍ للقادمين .
( 3 )
سألنا عن البلاد ِالتي ابعدتهم..،
والبلاد ِ التي أوعدتهم ..،
فما وجدنا في الوجوه ِ غير َ خطِّ الجوازات ِ..،
وألوان ِ البطاقات ِ وختم ِ الأقامة ..!
( 4 )
/ هومسك / في البلاد ِ التي أوعدتهم
هومسك في البلاد ِ التي أبعدتهم ..؟!
...،
كيف َ لا يعرفون َ آثار َ أقدامهم في الطُرقات ِ..؟
والوجوه َ/ نرسيسَ في ماء ِ دجلة ِ والفرات ِ ..،
والثياب َ التي قصُرت في صناديق ِ الامهات ِ..،
وكلَّ ركن ٍ كان َ فيه ِ الموعد ُ الاخير..!
( 5 )
ربع ُقرن ٍ ../
سقينا الغناء َ دماً ..،
نُبدد ُ الاوجاع َ بمسرّات ٍ جديدة
نحجزُ المقاعد َ فارغة ً ونراهم جالسين َ من شدّة ِ الوهم..!
( 6 )
نعم..
انَّ الرصاص َ كثيف ٌ..،
والحواجز َأغلقت ممراتنا الى بيت ِ العشيقة ِ..،
والليل َ لم يعد ممكناً في / سرجون َ /..، في / ليالي بغداد َ/..،
في / كَاردينيا / .
وجولة ً في شارع ِ ابي نؤاس ٍ ..،
لم تكن الّا في الرأس ِ
راكضة ً لحظة َ أن تكون َ الوسادة ُ هيَ الطواف َ الامينَ..،
ولحظة َ أن تكون َ الخُطى في مرايا الحلم ِ واسعة ً .
( 7 )
هومسك ..في البلاد ِ التي أوعدتهم ..،
وهومسك في البلاد ِ التي أبعدتهم .
اذن..قبلة ٌ لشاهدة ِ قبر ِ الشهيد ِ..،
والخبز ُ للبطون ِ التي التصقت بالحزام ِ..،
ومتحف ُ الورد ِ لوجه ِ الصبي الذي شوّهته ُ الحروبُ..،
ولمسة ٌأُخرى / للجريدة ِ/ التي بودلت تحت َ الموائد ِ..،
والراية ُ لمن لا يعرف ُ ان يتهجّى ال :
)Home sick(
والطلقة ُ العمياءُ لابدَّ أن تُخطئ الأبرياء َ يوما ً .
( 8 )
هومسك..
هومسك ..
...،
أليف ٌ ايها النهار ُالذي سرقت َ ملامحنا الجميلة ..!