أثار صدور كتاب نار وغضب الذي يروي تفاصيل السنة الأولى من حكم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب عاصفة سياسية . وقد أصبح الكتاب الأكثر مبيعاً على موقع أمازون، وذلك بعد صدور أول مقتطفات قصيرة منه .
وقد أكد مايكل وولف مؤلف الكتاب ، أنه تحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء تأليفه الكتاب، الأمر الذي ينفيه ترامب.
الكتاب يوجه انتقادات وتهم حادة لدونالد ترامب والشخصيات المقربة منه، وبسبب ذلك حاول محامو ترامب منع نشر الكتاب. وفي تحد لتوعد قضائي من الرئيس الأميركي قام ناشر الكتاب بتقديم موعد نشر الكتاب بعدة أيام.يمتلئ كتاب مايكل وولف بالكثير من الحكايات عن التشنجات السياسية وحوادث الخيانة الشخصية التي ستزيد من ارتباك الدوائر الرسمية في واشنطن. ولكن بعد صدمة نشر هذا الكتاب الذي كشف عن جهل ترامب الفكري يتلاشى، سيتوصل الأميركيون الى استنتاج لا مفر منه بأن الرئيس غير قادر على أداء واجباته كقائد عام.للقوات المسلحة يبدو دفاع الحزب الجمهوري عن هذا الرئيس الذي لا يمكن الدفاع عنه أكثر إثارة للعقل بعد صدور هذا الكتاب "، ومن الجدير بالذكر التطرق الى ملاحظة المستشار السابق للرئيس ستيفن. بانون الذي قال إن أعضاء فريق ترامب، بما في ذلك ابنه، ارتكبوا شيئا لا يمكن وصفه إلا بالخيانة. والسياسيون الجمهوريون سيبدون أكثر حماقة،.
في الشهرين الماضيين فقط، تم توجيه الاتهام لمايكل فلين مستشار الأمن القومي الأميركي السابق بالكذب في شهادته أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي.. كما ألقي القبض على مدير حملة ترامب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري، وأفرج عنه بكفالة مبلغها 10 ملايين دولار كما اعترف أحد كبار مستشاريه في مجال السياسة الخارجية بأنه مذنب في المحكمة الفدرالية. ووجهت تهمة أخرى الى أحد مساعدي ترامب في لائحة الاتهام التي تضم 12 شخصا. ومع نشر هذا الكتاب "اصبحنا نعلم الآن أن مسؤولا آخر عن حملة ترامب الانتخابية - الذي خدم في وقت لاحق في منزله الأبيض - يعتقد أن مستشاري ترامب المقربين قاموا "" بلقاء الروس خلال الحملة الانتخابية
انه سرطان يصيب الرئاسة، وبات القليلون يعتقدون إن الرئيس الخامس والاربعين لاميركا يمكنه أن يستمر لفترة رئاسية واحدة. لقد أبدى ستيف بانون شكوكه في هذا الأمر . وصرح قائلاً ": "لن يستطيع ذلك". " لكن إذا نجح ترامب في الإفلات من الملاحقة القانونية، كما يشير السياسي المرموق تالف وولف السياسي فانه سيضيف مزيداً من الأدلة التي تشير إلى أن الملياردير القابع في مانهاتن غير صالح من الناحية العقلية للرئاسة . "و المستشار الاقتصادي غاري كوهن يلخص بدقة ما قاله موظفو البيت الأبيض عن ترامب انه "أحمق يحيط به المهرجون. لايقرأ شيئا - حتى ولا مذكرة من صفحة واحدة، انه لا يفعل شيئاً. وعندما يشعر بالملل يرتب لنفسه اجتماعات مع قادة العالم في أيلول 2015. سألته إحدى المذيعات التلفزيون وقد كان مرشحاً للرئاسة عن الحزب الجمهوري سؤالا حاداً.
"هل تستطيع القراءة؟"
وخيم صمت قاتل.
وأعادت السؤال "أنا جادة، يا دونالد. أنت هل تقرأ؟ ". "إذا كتب لك شخص ورقة واحدة عن السياسة، هل يمكنك قراءتها؟"، رد ترامب بهدوء أنه يمكنه ذلك في حين إنه لم يقرأ الكتاب المقدس حتى . ثم قال مازحاً إنه كان يقرأه دائما
يقول مؤلف الكتاب :أنا على ما يبدو ليس الوحيد الذي شكك في قدرة الرئيس على التركيز على الكلمة المكتوبة. "لم يكن ترامب يقرأ أبداً ". "أو حتى يتصفح شيئا . أما الاشياء المطبوعة فلا وجود لها.في حياته يعتقد البعض أنه يركز على الأشياء العملية لذلك فهو شبه أمي . وخلص آخرون إلى أنه لم يقرأ لأنه لم يضطر إلى ذلك.او إنه مهووس بمشاهدة التلفزيون . . لكن هذا الكتاب " يكشف إن موظفي البيت الابيض وأعضاء مجلس الوزراء يعتقدون أن التحديات الفكرية لترامب هي أبعد من مجرد قراءة قائمة مذكرات محدودة: وزير الخزانة ستيفن منوشين وصفه "بالاحمق"، ".يعتقد الكثير من الاميركيون أن بلادهم التي أمضت 100 سنة وهي تخترع وتبتكر المنجزات العلمية في العصر الحديث، وانتصرت في الحرب العالمية الأولى، وهزمت هتلر وانتصرت في الحرب العالمية الثانية، وحررت نصف أوروبا بانتصارها على السوفيات في الحرب الباردة. تجد نفسها اليوم في منزلق خطير ومعزولة عن حلفائها في الخارج، الذين جعلوا الكثير من تلك الانتصارات ممكنة. يتساءل العالم كيف ستتعايش الولايات المتحدة مع دونالد ترامب. ويتساءل ، الاميركيون ما الذي سيحرك الجمهوريين في النهاية لتوجيه إنذار غير قابل للتفاوض إلى هذا الرئيس غير المستقر؟ هل سيجرؤون على وضع مصالح بلادهم فوق مخاوفهم السياسية؟
عن الواشنطن بوست