ودّعت الكويت ضيوفها، وأسدلت دورة كأس الخليج الستار على النسخة 23 بفخرٍ وهي ترى تنظيماً متكاملاً باستثناء بعض الهنّات فاقَ التوقّعات بعدما كُلِّفتْ الدولة الشقيقة بإقامتها في ملعبي جابر والكويت خلال عشرة أيام، فبانت خبرات الرجال لهكذا مهامٍ وطنية أثبتوا خلالها أنهم على قدر المسؤولية ليضيّفوا مُنجزاً آخر تزامن مع رفع الإيقاف الدولي من قبل (الفيفا) ودشّنوا عام 2018 بنجاحين ولا أروع.
وفي خضم الدروس الفنية المؤشّرة على المشاركة العراقية بعد خروج منتخبنا الوطني من الدور نصف النهائي بركلات الجزاء الترجيحية، يسعى البعض لاستنساخ ورقة (خُذ العبرة) في تقويم نتائج الأسود والملاك التدريبي والتي غالباً ما تدوّن فيها نصائح روتينية يتكفّل الزمن بفضح مضامينها لتبقى الأخطاء الفادحة تُدين المُقصّرين الذين تسبّبوا بضياع الكأس الرابعة في أيسر جهد قدّمته الفرق المشاركة بعناصر من الخط الثاني!
نعي الحرص الكبير الذي يبديه المدرب باسم قاسم في عمله من خلال متابعتنا لمسيرته مع الأندية والمنتخب الوطني، وندرك جيداً أسباب إعلانه الرغبة في فكّ ارتباطه بالمهمة الوطنية من خلال التسوية بينه وبين الاتحاد، بانتهاء دورة الخليج 23، لأنه وجد نفسه يؤدي عملاً مدفوع الأجر بإمكان أيّ مدرب تأديته طالما أن الاتحاد غير جادٍ في مختلف ظروفه الى تأسيس مشروع بناء منتخب وطني يَصلَح للرهان عليه للظفر ببطاقة مونديال قطر 2022، فكل البطولات العربية والإقليمية والقارية لا تستحق أن يُهلل اتحاد الكرة لها في ظل العُقم الفني للجانه جميعاً، وإخفاقها المتلازم في إقناع المدرّبين الوطنيين أنهم استفادوا من دروس الأمس، وغيّروا كثيراً من مفاهيم الترابط بين الدوري والمنتخب، وبين المال والمونديال، وبين ترحيل الفئات العمرية والاستبدال المُنتظم لرجال المنتخب الأول، وهكذا.. لم يغيّروا شيئاً.
دعوة للجنة المنتخبات الوطنية ومُعينها الفنية، الى ترقّب مهمة المنتخب الأولمبي في بطولة الصين ثم تقييم المشاركتين (الخليجية والآسيوية) باهتمام بالغ ورؤى جديدة لا تعود بنا الى طروحات خاوية من الهدف وفاشلة عند التطبيق، لتخرج اللجنتان بتوصيات حتميّة على اختيار أبرز عناصر المنتخبين، يُشكّلان عمود منتخب أمم آسيا كانون الثاني 2019 وخليجي 24 كانون الأول العام نفسه، وتصفيات كأس العالم 2022، بملاك تدريبي مشترك من باسم قاسم وعبدالغني شهد، يُضاف للمنتخب عدد محدود من عناصر منتخب الشباب الذي نجح في تطويره المدرب قحطان جثير وفي مقدمتهم محمد داود نجم المستقبل القريب.
إن تجربة المنتخب العُماني بطل كأس الخليج 23 شكّلت ظاهرة نموذجية في صناعة منتخب الأحلام بعد أن فسّرها الاتحاد العُماني لكرة القدم أثناء جلسة صريحة تستنهض روحية "الأحمر" عقب اخفاقاته المتوالية، فاختار خمسة لاعبين بينهم حارس، ليكونوا العمود الفقري للفريق نظراً لأعمارهم وخبراتهم وتمرّسهم في البطولات الكبرى، وهم (الحارس البطل فايز الرشيدي- 29 سنة، سعد سهيل- 30 سنة، أحمد كانو- 32 سنة، محسن جوهر – 29 سنة وسعيد سالم – 31 سنة) علماً هناك ثمانية لاعبين سُحبوا من نادي السويق لأهميتهم ولم يعترِض ناديهم أو يشكو، بل العكس، تضافرت جهود الجميع من أجل إعلاء راية وطنهم، مثل هكذا تخطيط ناجح يجب أن يكون محط اهتمام اتحادنا ولا يُبالي للأصوات المعترضة هنا أو هناك لأنه بالنتيجة هو من يدفع الثمن!
مبارك للمنتخب العُماني لقب الخليج، وحظ كبير للمنتخب الوطني في إدراك خواتيم المشاركات على خطى الشقيق.
عُمان تفسّر الأحلام
[post-views]
نشر في: 6 يناير, 2018: 03:45 م