اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العصر الحميري

العصر الحميري

نشر في: 3 يناير, 2018: 06:19 م

بين الحين والآخر أُعيد قراءة أعمال ساخر مصر محمود السعدني، وهي هواية رافقتني منذ أن عثرت على مقال له قبل أربعين عاماً في مجلة صباح الخير، آنذاك عرفت أنني أمام ظاهرة لكاتب نادراً ما يتكرر مثله، ساخر واجه الظلم والفقر والاستبداد بالنكتة، وحاول أن يُضحك القارئ البسيط من المأساة التي تحاصره، يتحدث بلسان البسطاء ويطرح آراءهم بالأحزاب الحاكمة والمعارضة، والأحزاب التي تريد أن تحوّل هموم الناس الى مشاريع استثمارية.
ربما البعض يقرأ هذه السطور وهو يهزّ يده ويقول في سرّه، ماله هذا الكاتب هل يعاني من شح في الموضوعات حتى يحدثنا عن كاتب مات وماتت معه ضحكته منذ سنوات؟
لكنني ياسادة أراوح كل يوم في محيط ساسة العراق "الأفاضل"، وأتوهّم أنهم في طريقهم للتوبة الى الله بعد كل ما فعلوه بالبلاد والعباد، وإذا أكتشف أنّ معظمهم يعتقد أنّ الانتهازية والكذب وسرقة أموال الشعب من ضروريات الديمقراطية الجديدة، تصوّروا أنّ الإعلام بكلّ طوائفه سخر من النائب مطشر السامرائي يوم اعتبر الشعب العراقي " دايح "، لكنه وهذا هو المهم واصل الجلوس على أنفاسنا، والاستمتاع براتب النائب ومعه رواتب أكثر من عشرين فرداً من الحمايات لسيادته، مع مخصصات السفر والإيفادات، وبعدما أمضى سنوات عمره البرلماني لم يحقق سوى إنجاز " الشعب الدايح " قرّر إحالة نفسه إلى التقاعد وعقد صفقة مليونيّة " بالورق الأمريكاني " ليحلّ محله صاحب " حوت " استحوذ لسنوات على مشاريع وزارة التربية والصناعة،لأنه صديق شخصي للسيد سليم الجبوري، أُحدّثكم عن مثنى السامرائي، الذي من المقرر أن يتحوّل من متّهم بملفات فساد إلى نائب يتمتع بكل مميزات الحصانة. الآن عرفتم لماذا أعود لقراءة محمود السعدني الذي يخبرنا في كتابه الممتع " الولد الشقي " أنّ " المسؤول يصرّ على أن يعيش المواطن في العصر الحميري أغلب حياته، في ظل الخديعة، ويعيش في انتظار الوهم الذي سيتحقق بفضل قيادة وتوجيهات وتعليمات وإرشادات وتخطيطات السياسي الملهم، الذي بسببه تتحول الديمقراطية إلى نكتة، ويُسحق المواطن المسكين تحت الأقدام".
تقول فصول الكوميديا العراقية المبتلاة باللصوص مِن كلّ شكل ولون، إن نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي يحذّرنا من عدم الذهاب للانتخابات، فهو مصرّ مثل معظم أعضاء نادي الفساد على التمتّع بـ دورة حكم جديدة، وأنّ صورهم وهم يجلسون في مضايف " الشيوخ " تؤكد أنّ شعار " لن نترك الساحة " هو شعار المرحلة القادمة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    https://www.facebook.com/seyaseen.alsudfa/videos/152213942100919/ استاذ علي حسين مرفق تسجيل لأقتصادي عراقي ابن حمولة شارح عن كيفية سرقة نفط العراق ونهب ثروات المواطن ومقدار حصة كل مواطن عراقي من حصته النفطية شكد لازم يدخل في جيبه ويوضع في حسابه البنكي ..

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram