يتوهّم الإخوة الإماراتيون أن التأهل الى نهائي كأس الخليج 23 بعد إقصاء منتخبنا الوطني من علامة الحظ، هو انتصار كبير يستحق التهليل والتمجيد على حساب ضياع الهوية الفنية للفريق الذي أغلق عليه المدرب زاكيروني باب تكتيكه في مدرسته الإيطالية البالية، مُجنَّداً أكثر من سبعة لاعبين وسط ملعب الإمارات، خمسة منهم أمام الحارس خالد عيسى مع عجزه التام عن إعادة الثلاثي الخطير عمر عبدالرحمن وعلي مبخوت وأحمد خليل للخدمة بعد فشل اختراق الأسود، ليبقى هجومهم عقيماً بدلالة خوضهم أربع مباريات لم يسجّلوا خلالها هدفاً صريحاً.
ولكن لا أمان مع كرة القدم، وهي تتهاوى في شباك جلال حسن ساخرة من مأزق باسم قاسم، وهو يتوسّل عدداً من اللاعبين المخضرمين ليتقدّموا بجرأتهم وثقتهم كي يحسموا ركلات الجزاء، فأبوا ألا تُهدر سمعتهم أمام الجمهور، وليذهب الوطن بمصيره وحده خارج المنافسة من دون أن يذرفوا دموع الندم!
***
قدّم قائد أسود الرافدين السابق يونس محمود، واحدة من أهمّ الرسائل الواعية والمدركة لحجم الضرر الذي تواجهه كرة القدم العراقية سواء ما يتعلّق بخروج المنتخب الوطني من كأس الخليج التي تختتم غداً في الكويت أم على صعيد العمل الستراتيجي (الفني والمادي) لاتحاد اللعبة، بمناشدته وزارة الشباب والرياضة "الواجهة الحكومية الرسمية في الرياضة" للنظر في الدعم المادي المخصّص للاعبي المنتخب الأول عند تمثيلهم البلد في محافل خارجية وانعكاس شحّته على استعداداتهم الذاتية وسط لاعبي المنتخبات الأخرى، فضلاً عن طرحه موضوعاً ربما لا يقتصر على اتحاد كرة القدم، بل جميع الاتحادات ألا وهو استحواذ مجلس الإدارة على 60% من الميزانية السنوية كمرتّبات ومخصّصات، فيما ينال البقية من ملاكات تدريبية ولاعبين وملحقات أخرى نسبة الـ 40%!! والأمر السائد في جميع الاتحادات، أن عملها تطوّعي لا يُكلف الدولة أموالاً لأعضاء مجلس الاتحاد أو لجانه تبوّب تحت مسمّى رواتب شخصية لهم بقدر تأمين مستلزمات الإيفادات فقط!
***
بات في حكم المؤكد أن تُخصّص جائزة أفضل لاعب لحسين علي الذي تألّق بصورة استثنائية في المباريات الأربع، وكان يمكن أن يقبض على جائزة مباراة الإمارات أيضاً لولا تغيير واجبه الى أطراف الملعب بدلاً من حريته في منطقة العمليات التي كانت تمنحه مساحة كبيرة من الحركة لتمرير الكرات الخطرة الى العُمق واقتحام دفاعات المنافس بأسلوب لافت.
وبصراحة، لست مع بعض الآراء التي تشير إلى لجوء منظمي الدورة لمنح الجائزة هذه إلى لاعب العراق في حفل الختام من باب الترضية بعد خسارته التأهل الى النهائيات، فالمهارات الفردية والروحية الجمعية ونبذ الأنانية وشغل مساحات كبيرة من الملعب بالمناورة والإسناد والاندفاع، تمنح حسين علي أفضلية شاملة للمواصفات تفوق ما يمتلكه بعض لاعبي الخبرة الذين فضحتهم دورة الكويت أرقاماً مكمّلة في قوائم المدربين.
***
دُهش أغلب متابعي خبر تسهيل مهمة دخول 5000 مشجع عراقي الى أرض الكويت من منفذ صفوان الحدودي قبل أن يتضاءل الرقم الى 1000 ثم 450 فقط لمؤازرة منتخبنا أمام شقيقه الإماراتي، دهشوا وهم يُطالعون قائمة اسماء المشجعّين التي أرسلها اتحاد الكرة الى السفارة العراقية في الكويت للتنسيق مع اللجنة المنظمة لخليجي 23 ووزارة الداخلية الكويتية وقد ضمّت أسماءً لشخصيات مسؤولة في مواقع رياضية!
كيف يقبل مسؤول المؤسسة الرياضية دخول أحد ممثليها الى الكويت من خلال قائمة مشجعين تنفيذاً لـ(مكرمة) كويتية استجابت لنداء عدد كبير من جمهورنا التوّاق لمساندة منتخبه في المدرجات؟ ألا يخجل المسؤول من هذا السلوك؟ لماذا لم تتم مخاطبة مؤسسته لنظيرتها في الكويت ليتم اتخاذ الإجراءات الرسمية السارية في مثل هكذا مناسبات؟
عندما تحترم المؤسسة التي تمثلها في محفل ما، فإنك ستفرض احترام الآخرين لك ولها، وخلاف ذلك، فالعتب مرفوع عن السمة الكويتية!
***
ضوء خافت: الكل يعلم أن اللاعب المونديالي السابق والمستشار د.حارس محمد، قدّم نصائح ثمينة للمدرب حكيم شاكر في سيناريو نصف النهائي دورة خليجي 21 أمام البحرين يوم 15 كانون الثاني 2013، الذي أداره الحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف بعد التعادل (1-1) ثم حسم النتيجة لصالحنا بركلات الترجيح (4-2). فلماذا نعرفه ونحرفه؟ دور المستشار الفني في المنتخب الوطني لا يقبل أيّ تسفيه أو تفلسُف، ثبت أنه الرقم واحد في قائمة الملاك التدريبي للمنتخبات الوطنية سواء رَضي المدرب أم لا، وغالباً ما يُكابر الأخير في تبرير عدم الحاجة له، لكن عندما يبدأ بحكّ رأسه بحثاً عن حلّ لمشكلة فنية لن يجد سوى مساعديه اللذين يُلجمان فمهما بكفيهما حيرة وحسرة!